الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الكلام بفلوس؟!

نجرى وراء كل موضة دون التفكير فى هل تناسب طبيعة وظروف معيشتنا أم لا؟ اعتياد الموضة إلى أساسيات الحياة بأعباء مادية جديدة غير مبررة.



«فزلكة» المصطلحات الجديدة وتنامى قيم الاستهلاك غيرت طموحاتنا بشكل كبير بسبب الجرى وراء كل ما هو جديد دون تفكير.

وكما تغيرت قيم الأشياء المعنوية والمادية، فأصبح الجميع يسعى لامتلاك كل ما هو جديد ومتطور بالمصطلح الحديث وتحديدًا من الأماكن التى كشفت عن هذه المصطلحات.

 

تغيرت المصطلحات ومسميات الأشياء فتغيرت القيم وزادت الأثمان.

تضاعفت أسعار الطعمية لما أصبح اسمها «جرين برجر»، وتنافست بعض المطاعم فى رفع ثمن طبق «الملوخية البيتى» لما أصبح اسمها «جرين سوب».

وزادت أثمان الفطير المشلتت لما تحول اسمه لـ «إجييبشيان كريب».

فمايوه المحجبات بعدما كان اسمه مايوه شرعى نسبة إلى أنه أفضل شىء يمكن أن ترتديه السيدة المحجبة للاستمتاع برحلة المصيف تحول إلى «بوركينى»، ومنذ اللحظة التى أطلق عليه هذا الاسم وتحول سعره من مئات الجنيهات إلى 2000 جنيه لأقل «ماركة» يمكن التسوق منها.

أما الشبشب الذى عرفه الكثير من الأجيال وكان سلاح الغالبية العظمى من الأمهات فى التربية، فأصبح الآن له هيبة ووقار عما مضى فاسمه الجديد «سلبير» وزادت هيبته عندما أصبح سعره لا يقل عن 400 جنيه بعدما كان لا يتجاوز عشرات الجنيهات.

السويت شيرت هو اختيار أغلب الشباب للجامعة أو النادى لاعتبارات كثيرة، أبرزها أنه خفيف ومريح وسعره مناسب، لكن بعدما انضم لعائلة المصطلحات الجديدة وأصبح «هوودى» 1000 جنيه.

أما «المونتو» فهو الاسم الجديد للبالطو، ورغم أنه معروف بارتفاع سعره، لكن تغيير اسمه جعل سعره خرافيًا، فبعدما كان يتراوح بين 500 و800 جنيه، قد يصل سعره فى بداية موسم الشتاء إلى 3000 جنيه.

الشموع من القطع الأساسية فى ديكورات المنازل، سواء لإضافة شكل مميز للسفرة كما هو متعارف عليه أو لاستخدامه كمعطر للمنزل إذا كان الشمع من النوع الذى يحتوى على روائح.

لكن منذ اليوم الذى منحه فيه جيل الشباب اسم كانديل بشكل رسمى وسعره 600 جنيه، وفى وقت الخصومات يقل إلى 400 جنيه.

الزمزمية وزجاجة الماء شىء ضرورى لا يمكن الاستغناء عنه فى أدوات المدرسة أو حتى حقيبة الأدوات الشخصية للكبار، ومنذ أن صار اسمها «فلاسك» ارتفعت أسعارها للسماء مقارنة بأسعارها زمان.

مستلزمات حديثى الولادة لها فرحة خاصة عند الأبوين، لكن بعد زيادتها وتغير أسمائها وأسعارها أصبحت عبئا كبيرا على الأب تحديدا، بعد أن أصبح هناك أطقم مخصصة للأسبوع يطلق عليها «ملابس بيبى شاور» وهى عبارة عن سالوبيت من اللون الأبيض يطرز باسم المولود ويتم تحديد لونه وفقا لجنس الطفل، ولأنه يتم ارتداؤه فى مناسبة خاصة أصبح سعره يتجاوز أحيانًا كثيرة 2000 جنيه.

أما حامل الطفل الشهير الذى يطلق عليه «كارى كوت» أصبح «بيبى نيست» وذلك لأنه عبارة عن سرير صغير يشبه فى تصميمه عش العصافير كثير من الأمهات أصبحت تتخلى عنه وتكتفى بسرير الطفل بعدما وصل لأرقام فلكية.

تغيير أسماء الأشياء وصل للطعام، وأخل ببعض الطقوس المصرية المتوارثة منذ قديم الزمان، فوجبة المحشى الفاخرة فقدت معناها عند الكثير من المصريين بعدما أطلق عليها البعض «رايز رولز».

وتغير اسم «الكشرى» الأكلة الشعبية التى يتميز بها المصريون إلى egyption pasta وكذلك طبق البصارة بلونه الأخضر الزاهى تحول إلى جرين بودينج.

أما فاكهة الحرنكش ففقدت شعبيتها بعدما كان يشتريها الأولاد بعد المدرسة أصبحت الجولدن بيرى المغلفة على أرفف السوبر ماركت بأسعار غالية.

التغيرات فى أسماء الأكلات لم تغير قيمتها لتحضيرها فى البيت، لكن تناولها فى المطاعم سيشعرك بفروق الأسعار التى رفعت أسهمه الأسماء الجديدة!