الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بكره جاى جاى.. وإنما إزاى؟!

بكره جاى جاى.. وإنما إزاى؟!

إن غدًا لناظره محير وربما مريب. توماس فريدمان الكاتب الصحفى الأمريكى الشهير وهو يحاول أن يستكشف الآتى فى الشرق الأوسط وتحديدًا فى إسرائيل ما بعد نتنياهو كتب: إن الشىء الوحيد الذى تعلمته بعد أربعة عقود من تغطية الشرق الأوسط أن الكلمات الأكثر خطورة التى يمكن وضعها فى أى تقرير إخبارى أو مقال رأى بعد حدث جليل هى: «إن العالم لن يكون أبدًا مثلما كان».



ولا شك أن فريدمان كغيره ممن عاشوا تطورات المنطقة عبر العقود يدرك أن التوتر ما زال قائمًا فى الشرق الأوسط والأزمات مستمرة والحروب قد تشتعل فى أى لحظة من مستصغر الشرر! وبالطبع كم حاولت إدارات أمريكية سابقة احتواء التوتر وإيجاد آلية للتفاوض والتعايش.. ولكن جهودها غالبًا كللت بالفشل.

الأحداث الأخيرة فرضت نفسها، وبالتالى إدارة بايدن تحاول أن تتعامل مع الملف الفلسطينى بجدية أكثر أو هكذا تقول.. وبالطبع بعيدًا عن حماس، ولكن هل هذا ممكن فى الواقع؟

يمكن القول إن هناك شعورًا عامًا سائدًا فى أمريكا اليوم أن غمة الوباء ولّت أو أن كورونا يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ومن ثم أهلاً بالحياة وهيا بنا نتطلع للمستقبل. منذ أيام أعلنت شركة يونايتد للخطوط الجوية بأنها تأمل قبل نهاية هذا العقد وتحديدًا فى 2029 أن تسافر بركابها عن متن طائرات أسرع من الصوت. وأن الرحلة ما بين نيويورك (بنيو جرسى) ولندن لن تستغرق أكثر من ثلاث ساعات ونصف (بدلاً من ست ساعات فى الوقت الحالى)، أما الرحلة ما بين سان فرانسيسكو وطوكيو فسوف تستغرق فقط ست ساعات (بدلاً من عشر ساعات). وذكرت يونايتد أنها اتفقت مع شركة بووم على شراء 15 طائرة تسع لـ88 راكبًا. وبالطبع الحديث عن الطائرة أسرع من الصوت يأخذنا إلى أيام الطائرة الأنجلو الفرنسية كونكورد والتى توقف العمل بها منذ عام 2003. ويأتى هذا الإعلان المستقبلى مع بدء تلمس تعافى فى حركة الطيران العالمى بعد انكماش ضخم عانت منه شركات الطيران فى أمريكا وفى العالم كله.

وإذا كانت العودة إلى مكاتب العمل والوظيفة صارت وشيكة كما يبدو فإن ما يلاحظ فى المشهد الخاص بالملابس هذا النقاش الدائر حول أفضل ما يمكن لبسه فى مرحلة ما بعد الوباء.. هكذا تفكر أيضًا الشركات المنتجة للملابس حريمى ورجالى على السواء على أساس أن العودة لن تكون بستايل ملابس كانت المفضلة فى مرحلة ما قبل كوفيد 19. نعم اللبس الواسع والمريح كان سمة الملابس فى وقت العزلة والعمل عن بعد.. وعبر زووم، ومن ثم هناك طريق ثالث ستايل مختلف يجب توافره وترويجه من أجل العودة. فى كل الأحوال يجب ألا ننسى أن كل هذا بيزنس ومحسوب بالدولارات.

وبما أن شركة فيسبوك قررت استمرار وقف حساب ترامب الرئيس الأمريكى السابق حتى بداية 2023 فقد احتد النقاش من جديد حول حق فيسبوك فى حجب تواصل الرئيس السابق مع أنصاره. إن هذا القرار إهانة لـ٧٥ مليونًا من الأمريكيين الذين صوتوا لترامب.. وماذا عن حرية الرأى والتعبير؟ وهل إسكات الأصوات يعد فرض رقابة من جانب فيسبوك والمستعملين لها؟ وماذا عن باقى وسائط التواصل الاجتماعى.. مثل تويتر وإنستجرام هل سيختارون أيضًا من له حق الاستمرار ومن يجب حجبه؟ وهل عاد إلينا الأخ الكبير الذى أرعبنا وأرهبنا كثيرًا بمراقبته لما نقوله أو نفعله؟.. وماذا عن الأصوات التى حجبت خلال المواجهة الأخيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟

وبالطبع يتساءل المراقبون: هل يزداد نفوذ وتغول سيليكون فالى على ما تقوله وتفعله واشنطن مركز صناعة القرار الأمريكى؟ الأمر لم يحسم بعد وربما لن يحسم فى الغد القريب.

زمن الوباء بالتأكيد كانت له تبعاته النفسية والاجتماعية، ولذلك من ضمن ما يشغل بال علماء النفس البشرية منذ فترة دراسة هذه التبعات على نفوس البشر، ومن ثم رصد تأثيرها على التعاملات والتفاعلات الإنسانية المقبلة. كيف سيعود الإنسان إلى ما كان عليه قبل أن ينعزل ويبتعد اجتماعيًا عن أصدقائه ومعارفه؟ كيف يستطيع أن يستعيد صداقاته كما كانت وجهًا لوجه.. البعض مرتبك وحائر وقلق وهو يأخذ خطواته الأولى نحو زمن ما بعد الوباء.