الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مائيات يسى الحالمة!

مائيات يسى الحالمة!
مائيات يسى الحالمة!


 
فنان صادق وجاد.. دائم التجريب باحث دوماً عن التجديد، الطبيعة هى أستاذه ومعلمه يمارس الرسم منها بشكل يومى عبر سنوات طويلة، تراكمت لديه الكثير من الخبرة التى جعلته يملك أدواته الفنية ويسيطر عليها. أحب الفنان «وجيه يسى» الألوان المائية فهى سلاحه الذى يترجم به ما تراه عيناه إلى أعمال فنية على سطح الورق، وقد تميز بها وأجاد فيها وهى من الخامات الصعبة عكس الألوان الزيتية، وتتميز الألوان المائية بالشفافية والنضارة والطزاجة، والفنان الذى يرسم بها يجب أن يكون واثقاً من نفسه وهو يضع لمسات فرشاته لأنه لا يمكن محوها، ولذلك لا مجال للتردد فيها ويجب الحفاظ على إحساس العفوية والتلقائية التى تظهره هذه الخامة، ولذلك لابد للرسام أن يكون سريعاً فى أدائه ولكنها سرعة محسوبة.
 
فن الألوان المائية أو مايطلق عليه «أكوريل» له تاريخ عريق اشتهر به الفنانون الإنجليز أمثال تيرنر وسارجنت وراسل فلنت، وفى مصر تألقت لوحات الألوان المائية فى أعمال الفنانين شفيق رزق وهبه عنايت وعدلى رزق الله وسمير فؤاد وطراوى، والألوان المائية خامة صعبة يهرب منها الفنانون.
 
عرفت الفنان «وجيه يسى» منذ ثمانينيات القرن الماضى حيث عمل معنا فى مجلتنا «صباح الخير» كان يقدم فى تلك الأيام رسوماً بالحبر الشينى للبورتريهات تميزت بالجرأة والبساطة، ولكنه سرعان ما قرر الهجرة إلى كندا، وفى اغترابه ومهجره كان قلبه مع مصر، هناك كانت تجربته الفنية حيث قام برسم الكثير من الرسوم الصحفية فى مجلات وصحف كندية، كما رسم الكثير من البورتريهات لشخصيات من المجتمع الكندى وهو عضو بجمعية البورتريه الكندية وأيضاً الجمعية الكندية للألوان المائية، كما قام بتدريس الرسم والتصوير للهواة فى كندا ولديه الآن جاليرى خاص فى «تورنتو».
 
منذ سنوات قليلة عاد «وجيه يسى» إلى القاهرة وأقام لنفسه مرسماً فى مدينة الرحاب وجعل مرسمه مضيفة للكثير من أصدقائه الفنانين حيث يقيم به ورش عمل فنية أسبوعية، ويقضى وقته الآن بين القاهرة وكندا.
 
وهذا الأسبوع افتتح له معرضه الثانى بقاعة دروب بجاردن سيتى، حيث يقدم ثلاثين لوحة بالألوان المائية التى يتميز بها وكذلك يقدم أعمالاً بالألوان الزيتية التى لم يترك التصوير بها.. فى معرضه تتألق لوحات البورترية بالأكواريل، حيث يعبر بحرية محسوبة ويظهر هذا جليا فى لوحتين للفنانين على دسوقى وجورج البهجورى.. فى بورتريهاته يلتقط إشعاع بقعة الضوء الحالمة، حيث يتركها بلون الورق الأبيض، يصطادها من الوجوه ويحافظ عليها مشرقة وعفوية، ذلك الضوء الذى يفتقده فى مهجره كندا، ويترك فى لوحاته المائية بعض المساحات والخطوط لتكملها عين المشاهد، وهى ما يعطى لأعماله الإحساس بالطزاجة والعفوية.. فى معرضه أيضا مجموعة من لوحات الزهور يختار لها تكوينات غير تقليدية وينفذها بالألوان الزيتية محققا فيها ثراء الملمس وجمال الهارمونى،ولكن آخر إبداعاته والتى تطل علينا فى لوحات المعرض مجموعة لوحات «للدراويش»، والتى رسمها هذا العام بالألوان الزيتية والمائية، ويركز فيها على حركة رقص ودوران الصوفيين وتذوب التفاصيل من أجل الوصول للحركة والإيقاع يترجمها بلمسات فرشاته الدسمة والقوية.
 
لا يهتم وجيه يسى دائما بتفاصيل موضوعه، حيث أحب موضوعات البورتريه والطبيعة الصامتة، كل اهتمامه يكمن فى خلق حالة تصويرية من الموضوع المرسوم، وهدفه ومراده إبداع لغة بصرية جمالية تدهش عين المشاهد، وهو دوما ينجح فى إيصال إحساسه إلينا، وهذه هى لغة الفن!.