الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لأول مـــرة: سبـــاق الجمـــال بالريمـــــــوت كنتـــرول؟!

مجددًا عادت تربية الجمال العربية الأصيلة  لتزدهر من جديد فى مصر، بعد أن بثت الدولة المصرية الحياة مرة أخرى فى رياضة «الهجن» عبر إنشاء أول مضمار لسباقات الهجن بالمواصفات العالمية  «شرم» والتخطيط لإنشاء مضمار آخر فى محافظة الشرقية.



تقدر الإحصائيات ما يملكه المصريون من «الهجن» الأصيلة بين 500 إلى 600 ألف رأس.

وتمتلك عدة محافظات ميادين بطولات الهجن حيث  أشهرها «شرم الشيخ، نويبع، الطور».

 

وتجذب سباقات «الهجن» قطاعًا كبيرًا من السائحين، وتنعش حركة بيع وشراء الهجن، وتوفر فرص عمل للآلاف من المربين والمدربين والعاملين على توفير احتياجات النقل والتربية، وتعزز وتقوى أواصر العلاقة بين العشائر والقبائل البدوية فى مصر، وبينهم وبين العشائر البدوية فى الدول العربية.

مواصفات نادرة

تتميز هجن السباقات الأصيلة السلالة بجمال الشكل، نحافة الجسم، رشاقة القوام، خفة الحركة، طول القامة والساقين؛ خاصةً الأرجل الخلفية،  وأكتاف وأرجل قوية، لديها القدرة على التحمل والعدو السريع، لا يتجاوز 600 كجم، وتعتبر أفضل سنوات عطاء الهجين فى العدو هى سنته السابعة والثامنة.

ويوضع للهجن برنامج غذائى قبل السباق بنحو ١٥يومًا، وتقليل كمية الماء وإضافة كمية من القمح لطعامه، ويتناول طعامًا بقيمة ألفى جنيه فى الشهر و٤آلاف جنيه خلال فترة السباق، ويحظر إطعامه يوم السباق ليكون خفيفاً، ويتم العمل دائمًا على تخليصه من الشحوم الزائدة، ويشترط عدم الدفع بالإناث فى السباق مع الجمل.

 أبوعدنان الرياشى، المتحدث الرسمي للاتحاد المصرى للهجن، قال إن الهجن المصرية من سلالات قوية بمواصفات نادرة، وتمتاز بقوتها فى السباق، وحققت خلال السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة، وتعمل القبائل البدوية على الحفاظ على تلك السلالات من الاندثار ويطلقون عليها «حراير»، ويعتبرونها كالجواهر النفيسة، ويرون أن امتلاكها كنوزًا يتباهون بها، ومن وقت لآخر تزداد قيمتها؛ ويبدأ سعر الجمل من 200 ألف جنيه وقد يصل إلى مليونى جنيه و«العباديات» هى الهجن غير الأصيلة ويتم جلبها من السودان سعرها أقل بكثير. 

 يضيف الرياشي: يملك السلالات الأصيلة للهجن فى مصر عدة قبائل مثل  «العيايدة، الحويطات، والترابين، والسواركة». 

وتملك كل قبيلة مجموعة من الأنواع يسمونها (أرسان)، وينتسب الرسن إلى العائلة التى تقتنيه. 

ويقول: «الرياشي»: انطلق أول سباق رسمى فى مصر بوسط سيناء مطلع تسعينيات القرن الماضي، بعدما كانت عشوائية، وتم إنشاء أول مضمار بالعريش عام 1994، أعقبه نادى الهجن الرياضى عام 1997، ثم إشهار 11 نادى هجن فى المحافظات، وتشكيل الاتحاد المصرى للهجن، وتم إدراجها ضمن أنشطة وزارة الشباب والرياضة، واستمرت حتى أصبحت من أهم الألعاب الفردية،  وتحولت إلى منظومة تدار وفق المعايير العربية والعالمية.

سباقات عالمية

يعتبر تدشين مضمار شرم الشيخ لسباقات الهجن بمواصفات عالمية وبتكلفة 100 مليون جنيه درة الاهتمام الرسمي، بإعادة هذه الرياضة للصدارة مرة أخرى. 

وتبلغ مساحة المضمار حوالي 941 فدانًا، وبه صالات تسع 500 مشاهد، مزودة بمصعد كهربائي، وجراج.

ويضم المضمار عيادات بيطرية وأماكن لإقامة الإبل، وغرفة للتحكم مزودة بأحدث أجهزة الإنترنت فائق السرعة، ويتم تزويد الجمال المشاركة بجهاز رصد عن بعد لمعرفة عدد الكيلومترات التى تقطعها ومناطق تواجدها.

ومن المخطط أن يتم تدشين مضمار آخر فى مدينة العاشر من رمضان على غرار مضمار شرم الشيخ لاستيفاء المتطلبات الدولية للسباقات.

 من جانبه قال إبراهيم أبودربك، عضو نادى الهجن، إن استخدام الراكب الآلى (2 أو 3 كيلو جرامات فقط) لأول مرة فى مصر عام 2008م، بدلًا من « الركبي»؛ وهو فتىً صغير (عمره 12 إلى 15 سنة) طفرة جديدة فى السباقات، مشيرًا إلى أن المجسمات الآلية تكون مزودة بسياط لمنح السباقات متعة أكبر وتتيح قدرة أكثر للهجن على مزيد من السرعة، بينما يستقل المتنافسون سيارات دفع رباعى حاملين أجهزة التحكم عن بعد - الريموت - للتحكم فى الهجن خلال السباقات عن طريق وضع شرائح ذكية تحت جلد الهجن، لتوضيح هويتها من خلال رقمها، ومتابعتها خلال السباق.

وأضاف «أبودربك»: يبدأ الانطلاق بالسرعة الأقل من القصوى «الدلي»، والتدرج منها إلى القصوى «الركض» ليبدو وكأنه يقفز قفزًا، وتصل سرعة الجمل خلال السباق إلى 64 كم، ويمكن للجمل أن يستمر فى السباق مدة طويلة تقطع خلالها مسافات طويلة. 

وقال سليم الحويطى، الملقب بشاعر البادية إنه يُطلق على الهجن عند ولادتها وحتى عمر سنة «المفرودة» أو «المفردة»، وفى السنة الثانية، «الحجة» أو «الحقة»، وفى الثالثة «المضربة» أو «اللقية». وفى الرابعة تدعى «البزعة» أو «الجذاع»، وفى الخامسة «الثنايا»، بينما فى السادسة «الحولة»، وفى السنة السابعة «السديس».

وتابع: «تسمى إناث الإبل، الأبكار ومفردها «البكرة» أى الأنثى الشابة، ويطلق على الذكور «لبانا  قعدان» من أول عامين أو ثلاثة حتى بلوغها سن الخامسة، ويسمى بعدها «الزمول»، فيما تسمى الإناث حتى عمر 5 سنوات « لبانا بكار» وبعد هذه السن تسمى «الحول».

وأضاف «الحويطى»: يتم تدريب الإبل على أربع مراحل تحت إشراف مختصين، بالإضافة إلى طعامه، ولا بد أن يجرى مرة كل أسبوع، ويكون صاحبه معه، بجانب مُدربه الأساسي.. فيروضه «المضمر» ويعوده الانصياع للأوامر قبل أن يبدأ المطى  فى تدريبه على الجرى السريع.