الخميس 15 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صــلاح الديــن ومجـرى العيــــون

صــلاح الديــن ومجـرى العيــــون
صــلاح الديــن ومجـرى العيــــون


منذ حوالى شهر كتبت فى صباح الخير تحت عنوان (نحن والتتار وإسرئيل) مقالة من أجل مناشدة المسئولين والثوار وكل محبى مصر لإنقاذ أماكنها الأثرية التى دفعنا من أموالنا نحن المصريين ودافعى الضرائب الملايين من أجل ترميمها وتطويرها، ولكن بعد الثورة أصبحت حالتها تدعونا للحزن ليس على المكان وما حدث به ولكن لحال بعض المصريين مما أصابهم من فوضى وعدم الإحساس بالجمال والنظافة ومحبة لهذا البلد.

 
وفى هذا الاسبوع وتحت رعاية د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة والأستاذ سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة، ومن أجل الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية والحفاظ على التراث تستعد الهيئة لإقامة مهرجان ثقافى فنى بعد دقها ناقوس الخطر لما يتعرض له سور مجرى العيون من تشويه، بمناسبة مرور خمسمائة عام على إنشاء السور وذلك بالتعاون مع تسع عشرة وزارة وهيئة وهى «البيئة، السياحة، الآثار، الصحة، التنمية المحلية، الرى والموارد المائية، الأوقاف، التربية والتعليم، المجلس القومى للشباب، محافظة القاهرة، صندوق التنمية الثقافية، الصندوق الاجتماعى للتنمية، الهيئة العامة للاستعلامات، الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، جهاز التنسيق الحضارى، الهلال الأحمر المصرى، الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، جامعة القاهرة، سيدارى للشراكة المائية المصرية».
 
وقد عُقد اجتماع بمركز الأزمات التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة حضره رئيس الهيئة وقياداتها ومسئولون من الجهات المشاركة فى المهرجان لوضع تصور مبدئى ومقترحات التنفيذ وخطواته كل حسب اختصاصه.
 
وقد بدأت وزارة البيئة أولى خطوات التنفيذ للمهرجان عقب الاجتماع برفع المخلفات المجاورة للسور، وفى اليوم التالى حضر د.مصطفى حسين وزير البيئة وبعض قياداتها وممثل عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وممثل عن وزارة الآثار لموقع السور للوقوف على أعمال رفع المخلفات وتنظيف المنطقة والتى تجرى على قدم وساق تمهيداً للمرحلة الثانية وهى إقامة حرم للسور وإنارته وتشجير المنطقة المحيطة به.
 
الجدير بالذكر أن أهالى مناطق مصر القديمة والمدابغ قد أبدوا سعادتهم وإمكانية تعاونهم مع ما يتم للحفاظ على السور وقيمته الأثرية ومطالبين بضرورة وجود عناصر أمنية تساعدهم فى التصدى لمن يقومون بإلقاء تلك المخلفات وضرورة تفعيل قانون يجرم ذلك وتطبيق عقوبات على مرتكبيه.
 
فى الحقيقة كم كانت سعادتى من رد الاعتبار لأى مكان أثرى فى مصر لأنه رد اعتبار لنا كمصريين، فعظمة الأمم تقاس بمدى حفاظها على تراثها وحضارتها.

 
* سور مجرى العيون
 
يعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب «صلاح الدين الأيوبى» مؤسس الدولة الأيوبية فى مصر الذى تولى الحكم من سنة 565 هـ / 9611 م إلى سنة 985 هـ / 3911 م، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 217 هـ - 2131 م، وأقام لها السلطان الغورى خلال حكمه مأخذا للمياه به ست سواقٍ بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
 
ولم يبق من القناطر العتيقة التى أنشأها صلاح الدين شىء غير بقايا قليلة فى بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، كان قد استغل فيها سور القاهرة الذى عمله وجعل مجرى المياه علوه، أما القناطر الحالية فقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالها أربع سواقٍ على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذى يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى، وهو المبنى الذى حوله محمد على باشا أثناء حكمه إلى جبخانة للسلاح، وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة، وقد بنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمة من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياهها فى مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفى عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواقٍ بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.