النجمات يكتسحن درامـا رمضـان

ماجى حامد
وبقوة تعود البطولة النسائية وقضايا المرأة لصدارة الأعمال الدرامية المنتظر عرضها خلال ماراثون دراما رمضان القادم، فبعد عام كامل شهدت خلاله المرأة المصرية شتى ظواهر الكبت والاضطهاد والتعسف فى ظل حكم الإخوان ها هى تعود وبكامل نشاطها إلى الحياة العملية لتثبت للعالم كله أنها الأقوى، ومن الصعب أن يقهرها أحد، فعلى المستوى الفنى وكعادة أشهر نجماته اللاتى خرجن جميعا وفى نفس واحد إلى مواقع التصوير لتقديم موسم درامى خاص جدا تحت شعار «فلتحيا الستات».
فمن أبرز هؤلاء النجمات اللاتى يشاركن هذا العام بعمل درامى وربما أكثر النجمة رانيا يوسف، التى ارتفع سهمها وبقوة بتقديمها العام الماضى لعملين دراميين حازت بهما على إشادة الجميع، هذه الأعمال هى «موجة حارة» للكاتبة مريم نعوم وللمخرج محمد ياسين وأيضا مسلسل «نيران صديقة» للكاتب محمد أمين راضى وللمخرج خالد مرعى، فعلى الرغم من تقديم هذا العمل لمجموعة كبيرة من النجوم والنجمات الشباب فإن النتيجة طفرة فى مشوار النجمة رانيا يوسف التى تشارك هذا العام بأكثر من عمل درامى من بطولتها، ففى البداية تشارك رانيا من خلال مسلسل «الوصايا السبع» للمخرج خالد مرعى والتى تواصل تصوير مشاهدها من خلاله داخل استوديو المسلمى، هذا إلى جانب مسلسل «الصندوق الأسود» للمخرج عادل الأعصر وللكاتب طارق بركات.. فى الوقت نفسه تستعد النجمة رانيا يوسف لتصوير أحدث أعمالها الدرامية بعنوان «نسوان قادرة» والذى لايزال فى مرحلة الكتابة، فمن جهتها فقد أكدت رانيا: أنتظر الانتهاء تماما من مرحلة الكتابة لمسلسل «نسوان قادرة» والذى نقتحم من خلاله عالم المرأة من خلال قصة صعود مجموعة من النساء، هذا كل ما أستطيع التصريح به فى الوقت الراهن، فأنا حريصة على الاحتفاظ بتفاصيل العمل ودورى من خلاله إلى أن يتم بدء التصوير.
وتضيف رانيا: أما فيما يخص مسلسل «الصندوق الأسود»، فالحقيقة أننى متحمسة من أجله خاصة أن الشخصية التى أجسدها هى شخصية تحمل الكثير من المفارقات، أما بالنسبة للصندوق الأسود فهو نفسه الذى تحمله دولت على مدار أحداث المسلسل والذى يحمل مأساتها فى الحياة، من جهة أخرى أواصل تصوير مشاهدى من خلال «الوصايا السبع» وهو التجربة المختلفة سواء من حيث الدور أو الموضوع الذى يدور فى إطار الكوميديا السوداء وهو اللون الذى لم يسبق لى تقديمه من قبل.
هذا وتعود النجمة إلهام شاهين إلى شاشة التليفزيون بأحدث أعمالها الدرامية بعنوان «اضطراب عاطفى» والذى تتعاون من خلاله مع المخرجة إيناس الدغيدى، حيث أكدت النجمة إلهام شاهين: مازلت فى مرحلة التحضير من أجل العمل، حيث تجمعنى فى الوقت الراهن عدة جلسات مع المخرجة إيناس الدغيدى للاستقرار على بعض التفاصيل الخاصة بالعمل وعلى فريق العمل ذاته والذى لايزال فى مرحلة الاختيار.
ومن جديد تعود النجمة نيللى كريم للعمل مع الكاتبة مريم نعوم من خلال مسلسل «سجن النسا» المستوحاة قصته من مسرحية «سجن النسا» للكاتبة فتحية العسال، الجدير بالذكر أن النجاح الذى حققه هذا الثنائى العام الماضى من خلال مسلسل «ذات» من الواضح أنه فتح شهية كل من النجمة نيللى كريم والكاتبة مريم نعوم وأيضا المخرجة كاملة أبوذكرى لخوض ماراثون دراما رمضان من جديد بأحدث تجربة درامية إنسانية تشويقية من صميم عالم المرأة وتشاركها البطولة درة وسلوى محمد على وريهام حجاج.
عمل آخر يخوض به المخرج محمد النقلى موسم دراما رمضان القادم وهو «أمراض نسا» للنجم مصطفى شعبان والنجمة حورية فرغلى.. ويضيف المخرج محمد النقلى فيما يخص موضوع العمل قائلا: الأحداث من خلال المسلسل تدور بالكامل حول أهم الأمراض التى تواجه المرأة فى مجتمعنا المصرى من خلال طبيب أمراض النساء والذى يجسد دوره مصطفى شعبان وهو بالدور الجديد على مصطفى شعبان خارج الإطار الذى اشتهر من خلاله مؤخرا خلال الـ 3 والـ 4 أعوام الماضية، هذا وقد انتهينا من تصوير ما يقرب من الـ 12 يوما، حيث إنه تم تخصيص ميزانية لـ 85 يوما تصوير مدة العمل من خلال المسلسل.
ننتقل إلى مسلسل «كيد الحموات» والذى يضم باقة من نجمات الدراما اللاتى نذكر منهن ماجدة زكى، سوسن بدر، انتصار.. «كيد الحموات» من تأليف حسين مصطفى محرم، ومن إخراج أحمد صقر، حيث تدور أحداثه فى إطار كوميدى والعلاقة بين الأبناء والأمهات والحموات فمن ضمن الحموات والأمهات الفنانة انتصار والتى تحدثت عن دورها قائلة : أجسد دور أم وحماة، وهى فى الوقت نفسه عالمة من شارع محمد على، حيث العديد من المواقف الكوميدية، فالمعروف أن هذه الشخصية تم تقديمها من قبل من خلال الدراما والسينما إلا أننى وبمساعدة المخرج أحمد صقر عملت كثيرا عليها حتى تبدو مختلفة لكل من سيشاهد المسلسل، هذا بالإضافة إلى الإطار الكوميدى الذى تدور من خلاله الشخصية.
أما النجمة عبير صبرى فهى إحدى نجمات مسلسل «السيدة الأولى» للنجمة غادة عبد الرازق والنجم ممدوح عبد العليم، والتى تحدثت إلينا عن دورها من خلال المسلسل قائلة: أجسد دور سكرتيرة الرئيس الذى يجسد دوره الفنان ممدوح عبد العليم وهو الدور الذى لا يشبه أيا من أدوارى السابقة، أما فيما يخص احتواء المسلسل على أى إسقاطات سياسية فقد أكدت عبير: على الإطلاق، فالموضوع مكتوب بشكل درامى رائع بعيدا عن أى إسقاطات، وهذا هو أحد أسباب تحمسى للدور وللمشاركة من خلال المسلسل.
من جهة أخرى تستعد النجمة ليلى علوى لخوض أحدث أعمالها الدرامية بعنوان «شمس بكرة» والذى تتعاون من خلاله من جديد مع المخرج خالد الحجر، وتدور أحداث المسلسل فى إطار اجتماعى رومانسى لأهم قضايا المرأة من خلال شخصية بطلة العمل.. يشارك النجمة ليلى علوى بطولة مسلسلها الفنان الشاب هانى عادل ومحمد نجاتى.. «شمس بكرة» من تأليف علاء حسين.. فى الوقت نفسه انتهت النجمة راندا البحيرى من تصوير دورها من خلال مسلسل «عشق النساء» وهو أول مسلسل يضم عددا من نجوم ونجمات من جميع بلدان الوطن العربى، حيث يشارك راندا كل من باسل الخياط، ورد الخال، نادين نجيم، ميس حمدان.. فيما يخص دورها من خلال المسلسل قالت راندا: أجسد دور ممرضة مصرية تضطرها الظروف للسفر إلى بيروت، وهناك تقع فى غرام أحد الأطباء، والحمد لله انتهيت من تصوير مشاهدى بالكامل وفى انتظار رد فعل الجمهور حول الدور والعمل ككل.
يخوض أيضا مسلسل «دلع البنات» الذى يجمع لأول مرة النجمة مى عز الدين والنجمة كندا علوش فى لقاء نسائى خاص وبطولة نسائية كوميدية ماراثون دراما رمضان، هذا وقد بدأ كل من مى وكندا فى تصوير مشاهد مسلسلهما داخل استوديو النحاس الذى تدور أحداثه حول الفتاة الأرستقراطية التى تجسد دورها كندة علوش التى تضطرها الظروف للانتقال للعيش فى الحى الشعبى الذى تقطن به الفتاة الشعبية أو مى عز الدين لتبدأ الأحداث التى تجمع بين الثنائى فى إطار من الكوميديا.. «دلع البنات» من تأليف محمد صلاح العزب، ومن إخراج شيرين عادل.
حضور بارز لنجمات الدراما هذا العام من خلال العديد من الأدوار والموضوعات الأبرز فى عالم المرأة، ولكن السؤال هو: من هى النجمة التى ستنجح فى جذب أكبر فئة من المشاهدين خلال شهر رمضان، حيث العمل الجيد والدور المميز المؤثر، عناصر أى عمل ناجح وسطوع نجم أى فنانة ومؤشر حى للمركز الأول الذى ننتظر حتى نحدد بأنفسنا أيا من هؤلاء النجمات يستحقه وعن جدارة، هذا هو مجمل رأى الناقدة الكبيرة ماجدة موريس التى بسؤالها عن السبب الرئيسى وراء هذا الحضور البارز لنجمات الدراما هذا العام وعن الصورة التى نبحث عنها من خلال أدوارهن خلال شهر رمضان قالت: على مدى الأعوام الماضية كان الحضور النسائى خلال شهر رمضان مدهشا، ولعل أكبر برهان لذلك هو أن الكثير من هذه الأعمال بطولة جماعية بداية من «المواطن إكس» حتى «بدون ذكر أسماء»، «نيران صديقة»، «موجة حارة»، «ذات» وإن كان «ذات» هو أقلها بطولة جماعية إلا أنه تضمن مجموعة من الأدوار المميزة على رأسها دور كل من انتصار ونيللى كريم البنت وأمها.
وتضيف: ولكن بعيداعن بطولة نسائية أو بطولة جماعية لا يجوز الحكم على أى عمل فنى أو دور سواء نسائيا أو ذكوريا إلا بعد مشاهدته، فالعمل الفنى لا يسأل عنه الممثل، بل يسأل عنه المشاهد الذى من حقه وحده أن يحكم بجودة العمل وبتميز نجومه، نأتى لمرحلة ما قبل المشاهدة وهى خاصة بمؤشرات جودة العمل الدرامى فالعام الماضى عندما ترددت الأخبار حول تعاون كل من مريم نعوم ومحمد ياسين فى عمل جديد عن رواية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وهى «منخفض الهند الموسمى»، فهذا التعاون ما هو إلا مؤشر لتقديم عمل مميز فالمخرج محمد ياسين وهو مخرج الجماعة ربما يكون مقلا فى أعماله إلا أنه مخرج مهم جدا، ومريم نعوم فهى أيضا مؤلفة مميزة، ولعل أكبر دليل مسلسل «ذات» الذى أكدت من خلاله على الإبداع النسائى فى الكتابة وغيرها من الأعمال نذكر منها «موجة حارة»، «بدون ذكر أسماء» وغيرها من الأعمال. فالموضوع بالكامل يكمن فى مؤشرات جودة الدراما، هذه الجودة هى نفسها التى استطاعت أن تفرض شروطها على الجميع، هذه الشروط ستساهم بشكل كبير فى تقديم أدوار نسائية قوية من خلال نص جيد وإخراج مميز.. فى هذه الحالة سنجد ممثلات مجيدات لأدوارهن بعيدا عن البطولة، فمثلا روبى فى «بدون ذكر أسماء» لم تكن بطلة ولكنها أجادت تقديم دورها الذى أشاد به الجميع، أيضا رانيا يوسف التى شاركت فى بطولة كل من «نيران صديقة» و«موجة حارة» وسط كم كبير من النجمات إلا أنها أجادت تقديم أدوارها لتصبح هى اليوم رقم واحد.
أما فيما يخص طبيعة الأدوار التى نتطلع لرؤيتها من خلال هؤلاء النجمات فقالت الناقدة ماجدة موريس: الحقيقة أن الموجة الجديدة من الدراما قدمت للنجمات أدوارا مختلفة وجيدة ساهمت فى إبراز موهبتهن بشكل أكبر، لهذا فمن المفترض أن يتم توظيف هذه الموهبة لتقديم المرأة المصرية كما هى فى الحياة الآن، فهى المرأة القوية التى خرجت تطالب بحقوقها وحقوق المصريين ككل، هى نفسها التى شاركت فى الدستور. إنها ببساطة صانعة الحياة، المرأة التى تحتاج إلى دراما تقدمها فى إطار عميق من التقدير والاحترام تقديرا لجهودها، فنحن نتقابل معها يوميا متفاعلة مع الحياة فى كل حدث وفى أى مكان، فقد حان الوقت حتى نغير بأيدينا الثقافة المصرية وتحديدا فيما يخص نظرتها للمرأة فالكثير من الإجراءات غير اللائقة بالمرأة مازالت تحيط بنا كمجتمع مصرى وتسيطر على عقولنا وكل تصرفاتنا فمثلا اختيار المرأة فى المناصب المهمة فى بلادنا وهنا يتم اتهامها بالعصبية والضعف وعدم قدرتها على إدارة الأمور.. عفوا فالمرأة المصرية والعربية ليست بالضعيفة، فهى قادرة على تحكيم عقلها حتى تصل إلى أفضل النتائج فهى فقط فى حاجة لبعض الدعم من متخذى القرار تجاه هذه النظرة للمرأة، فمن ضمن ثلاثين وزيرا ثلاثة أو أربعة على الأكثر سيدات بعيدا طبعا عن وزارات مثل الخارجية، الصناعة، ربما تناسى البعض أن وزيرة الدفاع بفرنسا امرأة، فدائما ما ستجد أن موازين القوة فى المجتمع المصرى بيد المرأة، لكنها للأسف حتى الآن لم تتحرر من نظرة المجتمع لها حتى تحصل على حقها كأى فرد من أفراد المجتمع عند توزيع الحقوق والمناصب المهمة فى بلدها، نظرة خاطئة ليست وليدة اللحظة، بل هى ثقافة مجتمع على مر العصور.. من أهم أدوار الدراما الآن إنصاف المرأة كيف يسأل عنه كاتبو الدراما ومبدعوها؟!.