الإثنين 13 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شباب التيك توك

أم كلثوم قديمة.. وعادى نسمع مهرجـانات!!

ريشة: سامح سمير
ريشة: سامح سمير

أغانى المهرجانات تواكب العصر.. هذا كان رأى أغلب الشباب الذين التقيت بهم، لكن هناك أيضا من قال لى «هو إحنا لقينا حاجة تانى ومسمعناش».



أغرب ما قال لى صاحب (تك توك) وهو يسمع أغنية لحسن شاكوش وأطالبه بإغلاق الكاسيت، يا أستاذة لن (يركب معى أحدا)!! لأنه لم يعد أحد يسمع عبدالوهاب ولا أم كلثوم. واضاف: أحب أسمع «الست» وعندما يكون معى أولادى.

بين أغانى المهرجانات وأغانى زمن فات (أم كلثوم، عبدالوهاب) عاصرت الأغنية المصرية مراحل عدة منها الأغنية الخفيفة سريعة الرتم، ذات الكلمات الخفيفة الرشقية، أين ذهبت تلك الأغنية؟ 

على مدار السطور القادمة.. تناقش وتبحث عنها من خلال أغانى الراب.. والمهرجانات التى هى فى آراء كثير من الشباب «اللى عادى لازم تتسمع اليومين دول ؟؟؟!!

الراب.. مرحلة

محمد هشام.. طالب جامعى واحد من آلاف الطلاب الذين يعشقون «أغنية الراب» والمهرجانات وهو أيضا مؤلف لأغانى الراب مع مجموعة من أصدقائه كونوا منذ عامين «باند» وأقاموا حفلات فى نطاق أصدقاء الكلية، والحى الذين يعيشون به. 

حكى لنا عن تجربته قائلا: أنه خاض تجربة (التأليف والتلحين) لأغانى الراب هو وأصدقاؤه منذ عامين، وهو يعتبرها الآن مرحلة رغم أنهم حصلوا على نجاح ملموس وكانت حفلاتهم يقبل عليها شباب كثير وهو دخل التجربة من منطلق الهواية والعمل، ولكنه اليوم يعمل بجانب الكلية فى مجال آخر. 

ولكن أصدقاءه وهم «سبعة» أشخاص مازالوا فى «البند» وبعضهم يقدم أغانيه على اليوتيوب.

أغانى الراب تختلف عن أغانى المهرجانات كما أكد «محمد هشام» قال إن «الراب» خاصة المدرسة القديمة له يجب أن يهتم ب«بالوزن والقافية» فهو شعر موزون، وله قضية تقدم مع كل أغنية.

يضيف: أما المهرجانات فهى كلمات حلوة على موسيقى صاخبة يستخدمها الشباب للرقص عليها، والأخيرة لها جمهور أكبر، ويتجه لتقديمها الشباب لأنها تجلب أموالا وشهرة أسرع. يكمل:«الفيديو كليب» الذى ينتشر من خلال اليوتيوب يحصل على 2 - 3 دولار لكل ألف «لايك» وأيضا هناك شركات إنتاج تتبنى تلك المهرجانات وتدعمها بأموال.

وأغلب مشجعى وجمهور المهرجانات شباب غير متعلم (رغم احترامى لهم) وأنا أيضا أحب أسمع المهرجانات فى الحفلات، والأفراح وأعياد الميلاد.

حمدى عابدين الشاعر والقصاص من جيل التسعينيات، رفض فكرة تقسيم الأغنية إلى شعبية وكلاسيكية، أو حديثة وقديمة. 

وأكد أن الأغنية المصرية فى أزمة منذ 30 عاما، وأن أم كلثوم مثلا كان يسمعها ويتذوقها الصنايعى، ورئيس الوزراء والمثقفون، أما شعراء التسعينيات كان يُطلب منهم تخفيف لغة ومعنى الشعر الذى يكتب للأغنية حتى يمكن تقديمها، وأصبح الشعراء يطلقون اسم (نحتاية) على الأغنية.

شركات الإنتاج هى من تتحكم فى الأغنية الآن ولكن رغم ذلك هناك شعراء ومطربون يقدمون غناء مرتبطًا بقضية ولهم صوت «حلو» ولكن انتشارهم ليس بحجم ما يعرف بأغنية المهرجانات أو الفيديو كليب.

اتجاه عالمى

الأغنية الحديثة.. سواء أغنية المهرجانات أو الراب هى ظاهرة عالمية، وغير مقصورة على السوق المصرىة فقط، هذا ما قاله لنا كمال سليمان، أحد المصريين المهاجرين لفرنسا وهو يمتلك «مطعم شرقى» فى باريس بالقرب من برج إيفل يجمع العرب والفرنسيين، وهو يقدم فقرات غناء وموسيقى بالمطعم، ولأن رواده من الشباب فإنه يقدم موسيقى المهرجانات وأيضا الأغنية العربية التقليدية. 

أكد أن موسيقى الراب، والمهرجانات ذات الرتم السريع، والإيقاع الواحد هى السائدة اليوم بين الشباب، مثلها مثل الوجبات السريعة التى يعشقها الشباب اليوم. 

وقال إن الأغانى السريعة الفرنسية تنتشر أيضا بين الشباب فى أوروبا لأنها تتميز باللغة البسيطة رغم أن كبار السن يصفونها «بالوقحة» وأيضا يتم مزج الأغانى الفرنسية بكلمات من لغات أخرى خاصة العربية كما يفعل شباب المهرجانات فى مصر.

البطل والموسيقى

فى لقاء مع الطبيبة النفسية «إيناس كمال»، حول تأثير الغناء والموسيقى على الشباب بشكل عام والأغنية الحديثة بشكل خاص، أكدت أنه معروف أن الموسيقى غذاء الروح وهى تبعث على النشوة، والسعادة وأن هناك مدارس للعلاج النفسى تستخدم الموسيقى، وطبعا الموسيقى التى تساعد على الاسترخاء.

حول الأغنية الحديثة اليوم والتى تتسم بالموسيقى السريعة ذات الرتم الواحد قالت إن تلك الموسيقى أيضا يمكن تقبلها من منطلق أن لكل جيل وعصر السمة الخاصة به وذوقه الخاص. 

ولكن الخطر فى الكلمات التى تصاحب تلك الموسيقى والقيم التى تبث للشباب من خلال تلك الكلمات والتى تدعو للعنف، وأحيانا للتحرش، وصورة البطل التى توجه للشباب من خلال الكليبات الغنائية، أو أغانى المهرجانات، لأن جميعها تجعل الشباب يعتاد على صورة نمطية وحيدة وهى أن البطل هو من يمتلك القدرة الجسدية العضلية وباستخدام العنف، والفارق بين صورة فريد شوقى «ملك الترسو» وكليبات محمد رمضان، أن فريد شوقى بالأمس كل يمثل صورة الخير التى ينتصر فى النهاية. كليبات محمد رمضان فهى تدعو لعنف غير مبرر، وإذا كان الفن يعكس صورة المجتمع فإن هناك نظريات نفسية تؤكد على عدم التركيز على السلوك السيئ حتى لا يعتاد عليه المجتمع.

مواكبة العصر؟!

تلك العبارة جاءت على لسان الكاتبة والناقدة الفنية ماجدة موريس والتى فوجئت بدفاعها عن الأغنية الحديثة مع تحذير، قائلة: فى الخمسينيات كان عدد سكان مصر 20 مليونا وكانت لديهم ثقافة واحدة نوعا ما، أما اليوم فنحن 100 مليون اختلفنا وتعددت ثقافاتنا فلن تجد شابا يمكن أن يجلس ليستمع ساعات لأم كلثوم، أو عبدالوهاب.

أيضا تغيرت قضايا واهتمامات الشباب، وذلك فإن المواكب لعصر السرعة الحالى هى أغانى المهرجانات، وهى غير مقتصرة على طبقة بعينها فتجدها فى أفراح واحتفالات أضخم الفنادق.

تقول:الموسيقى الصاخبة الراقصة أصبحت سمة العصر، ولذلك يجب أن نبحث عن جهة ترعى تلك الأغنية الحديثة ولاتترك للمنتجين فقط، لأن هناك فى تلك الأغانى كلمات تخدش الحياء!!