الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصطـفى حدوتـه: كتبـت بنـت الجـيران فـى 15 دقيقـة.. ولـــو أم كلثــوم عايــشة كانــت غنــت لى

أشهر مؤلف مهرجانات: ماليش قدوة.. ومتأكد أنى بأقدم فن!

أينما تذهب ستسمع مهرجانًا، ولا تحاول الهروب منه. 



منذ أيام وأنا أقود سيارتى متجهة إلى عملى حاولت أن أهرب من الزحمة، بأن استمع إلى إحدى إذاعات الشباب وإذا بصوت حسن شاكوش مؤدى المهرجانات يتغنى قائلًا «بنت الجيران شاغلالى أنا عينيا.. وأنا فى المكان فى خلق حواليا ومش عايز حد ياخد باله م اللى انا فيه».

سرحت بالكلمات وأخذت أفكر فيها وفى صوت شاكوش وفى اللحن وفى كلمات عرفت أن الذى كتبها هو مصطفى حدوته واحد من أشهر كتاب المهرجانات. 

انطوى الطريق واحتوانى إحساس بالبهجة لم أعرف مصدره أهو الحالة التى صنعها المهرجان؟ أم إننى كنت بحاجة فى هذا الوقت بالتحديد لسماع مثل هذه الكلمات بهذا اللحن من هذا الصوت. 

لا أعلم، ولكن تطرقت لتساؤل ربما أهم قليلًا، وهو هل هذا النوع من الفن (ولا بُدّ أن نتفق على أنه نوع من الفن له جمهوره ومعجبوه وهم شريحة ليست بقليلة من المجتمع) خطر يهدد المجتمع أم أنه ظاهرة تعكس رؤية جيل جديد لا بُدّ أن تعامل معها ونفهمها حتى نقترب من رؤية الرؤية؟

العديد من الاستفسارات دار داخل رأسي، ولأننى دائمًا أهتم بالكلمة بحثت عن كاتب هذه الكلمات التى أرى أنها خفيفة ولطيفة ومكتوبة بذكاء مفرط وخفة روح مصرية أصيلة.

لست مع أو ضد، لكن قررت أن أقترب من أحد صناع العمل وأتحدث معه لأعرف كيف يُفكر وكيف يكتُب وكيف يرى الحياة بشكل عام، بحثت عن رقم مصطفى حدوتة الذى كتب مهرجانات عديدة منها بنت الجيران وعود البطل وبونبونى ساقط فى نوتيلا وبسكوتايه مقرمشاية وشيكولاته سايحة جوا كيك، كما كتب أغانى بالفصحى مثل يا جميلتى وكتب أغنية تعد من الأغانى الراقية كما تسمى «أغنية شيك» اسمها لو ع الفراق.

تواصلت معه وطلبت لقاءه، رحب على الفور وكان هذا هو الحوار.

• أولا ما سبب التسمية «حدوتة»؟ 

«يضحك»، أطلقه عليّ بعض الأصدقاء حينما كنت أجلس معهم لألقى على مسامعهم الغنوة ولا أكتفى بذلك؛ بل أحكى لهم حكاية الأغنية، فأطلقوا علىَّ اسم حدوتة، ولكنهم أطلقوه من الملل وليس من الإعجاب.

• نبدأ بالمهرجان الأكثر جدلًا وهو بنت الجيران وتبعه مباشرة عود البطل.. من هى بنت الجيران أو عود البطل فى حياتك؟

لا يوجد فى حياتى بنت الجيران ولا عود البطل، ولا جرؤت أن أرفع عينى فى بنت منطقتى طوال فترة حياتي، أنا اتربيت وعشت عمرى كله فى المطرية، ونعرف هناك جيدًا كيف نراعى الجار، وكيف نحافظ على مشاعره وحتى فى كلمات المهرجان كتبت «بنت الجيران شاغلالى أنا عينيا وأنا فى المكان فى خلق حواليا مش عايز حد ياخد بالى م اللى انا فيه».

•كتبت فى إحدى تغريداتك على «تويتر» أن عود البطل كتبت فى سما المصرى؟

أخى كان يدير حسابى وكتبها من باب الهزار ليس أكثر، ولكنها ليست حقيقة على الإطلاق، ولا يوجد أى علاقة تجمعنى بسما المصرى لا من قريب ولا من بعيد، ولكنى تلقيت اتصالًا هاتفيًا منها بعد انتشار التغريدة تشكرنى فيه وتقبلت الموضوع بصدر رحب وتبادلنا الشكر وبعض العبارات الطيبة وانتهى الأمر.

• هل تعى أهمية الكلمة التى تملك أدواتها وأنها ممكن تقيم ثورات وتنهى حياة أفراد وتظلم حياة أخرى وهكذا؟  أعلم هذا وأعى قدر الكلمة جيدًا، ودائما أكتب عن الحب والغرام والصداقة والمشاكل الاجتماعية التى توجد فى حياة كل فرد منا وأعبر عنها ببساطة شديدة. • فكرت أن تبلغ شخصًا رسالة ما بمهرجاناتك؟

كل مهرجاناتى رسائل لأشخاص بعينهم هم يعرفون جيداً أنها لهم ويفهون مغزاها وأنا أقصدهم بالتحديد. 

باختصار أنا مثلى مثل أى شخص مهموم ومعنى بمشاكله الشخصية ودائم التفكير بها وغصب عنى أعبر عنها بأعمالى.

• كتبت أغنية لو ع الفراق وبعدها يا جميلتى والأخيرة كانت باللغة العربية.. ولم تأخذا نفس القدر من الشهرة التى أخذها مهرجان بنت الجيران وعود البطل؟

ياجميلتى لها جمهورها وعندما كتبتها كنت متأثرًا فى كتابتها بأشعار نزار قبانى الذى أحبه جدا وأقرأ له كثيرًا، ونزلت قبل بنت الجيران بأيام ولكنها لم تحقق شهرة بنت الجيران لأن المهرجان دائمًا مسموع فى الشارع والمقاهى والمواصلات العامة وكل مكان وهذا هو السبب فى انتشار المهرجان سريعًا، أما لو ع الفراق غناء عمر كمال فهى أغنية وليست مهرجانا وحققت نجاحًا ولكنها لم تسمع جيدًا.

• أى الألوان من أغانيك أقرب لقلبك؟

طبعًا ياجميلتى هى الأقرب لقلبى، وهى كلماتى وفكرتى ولحنى وأيضًا، أنا من اقترح على أمير خطاب الغناء لهذا الشكل من الأغاني، وأعد له أغنية جديدة تقريبا نفس لون ياجميلتى.

• كيف كانت نشأتك وبداياتك؟

أول أغنية كتبتها وأنا عندى 10 سنين، ولكن بدأ  الناس  يعرفوننى منذ 3 سنوات فقط، وكتبت العديد والعديد من الأغانى ولم يعرفنى أحد.

• رغم تنوُّعك فى الكتابة، فإنك مصنف ككاتب مهرجانات.. هل يرضيك هذا؟

الناس بيتعاملوا مع شاعر المهرجان والشاعر العادى مثل الصنايعى والمهندس بالضبط الفرق بينهم من وجهة نظر الناس هكذا، ياريتهم شايفين أن ده فن  له جمهور وجمهور كبير جدا من الشباب، ومن الممكن أن أى إعلامى ممن استضافونى ليصعدوا بى على التريند أو يعمل حلقة مولعة، أن يذهب بعد الحلقة ليحضر فرح صديق أو قريب له ويرقص على أحد مهرجاناتي، فهناك انفصام فى نفسية المجتمع ومشاكل كبيرة، لا أحزن من تصنيفهم لى كشاعر مهرجانات إذا رأوا أنها فن حقيقي، ولكن غير ذلك يحبطنى كثيرًا، كل البرامج التى استضافتنى أخفوا علىَّ الضيوف الذين كانو معي، وكانت الحلقة عبارة عن تحقير للمهرجانات وكلماتى وانتقادًا فقط.

• من قدوتك من شعراء الجيل القديم؟

لا أقتدى بأحد، فقط أقتدى بمصطفى حدوتة لأن من يقتدى بأحد لا أحد يقتدى به، ولكنى أقرأ لشعراء كثيرين وأعجب بهم أمثال فؤاد حداد وعبد الرحمن الأبنودى وبيرم التونسى وغيرهم الكثير.

•هل تحلم بأحد النجوم يقوم بغناء كلماتك؟

أنا من يصنع النجم ولا أحلم بنجم يصنعنى ولا أنتظره على الإطلاق، أنا من صنع من شاكوش نجمًا وغيره، والوحيد الذى حلمت أن يغنى كلماتى هو جورج وسوف.

• من وش السعد عليك فى مشوارك؟

خطيبتى، هى وش السعد فى حياتى؛ حيث خطبتها وبعدها بأيام نزلت بنت الجيران وعملت ضجة كبيرة وهى ممكن تكون بنت الجيران وعود البطل وكل كلماتى الحلوة، وأحب أقولها متزعليش منى لأنى مقصر معاها جدًا.

• لو أم كلثوم موجودة حاليًا كنت عرضت عليها كلماتك؟

أراهنك أنها لو كانت موجودة كنت كتبتلها كلمات وكانت هتعجبها وتغنيها لأن المطرب الشاطر هو من يعرف ماذا يغنى وفى أى وقت، كل حاجة لها موضة ولها وقت، ودلوقتى هو وقت المهرجانات والشعبي، والمطرب الذكى هو اللى يشوف الشارع محتاج يسمع ايه ويقدمه، وعبد الحليم حافظ خير دليل فى زمنه عند ظهور محمد رشدى غنى دقو الشماسى وعلى حسب وداد قلبى يابوى وغيرها الكثير من الأغانى التى بارز رشدى من خلالها، المطرب لا يفرض على الناس والعكس صحيح.

• ما مصادر إلهامك؟

فى كلام أو جمل بتبقى معلقة مع الناس وفى إفيهات بتعلق معاهم برضو وفى كلام بألفه أنا زى مثلا بهوايا دى كلمة من تأليفى أنا والناس استخدمتها بعدي، وشاكوش نفسه استخدمها فى أغنية جديدة.

•  صحيح أنك كتبت بنت الجيران فى ربع ساعة؟

كتبتها فى عشر دقائق وكنت بكتب كل الأغانى فى وقت صغير جدا، ولكن بعد النجاح اللى حققته بقيت آخذ وقتا أطول حتى لا أكرر مفرداتى.

• هل تهتم بترك رسالة للأجيال الصغيرة؟

المعلم فى المدرسة هو من يهتم بتعليم الأجيال، أما أنا فأكتب من أجل الترفيه والدلع والحب، ليس رسالتى فى الحياة ولا اختصاصى تعليم الأجيال.

وجه كلمة لكل من:

هانى شاكر

بحبك جدا وبحب كل أغانيك واتربيت عليها

حسن شاكوش

أخويا وصاحبى وصاحب رحلة النجاح والصعود وأتمنى أن كل الأعمال اللى جاية بينا تبقى نجاحات.

مجدى شطة

المجدعة والرجولة

عمر كمال

اسلك ياصاحبى «قالها وهو يضحك»، لأن عمر ليس طيب الطبع وإنما صعب حبتين.

حلمى بكر

الأستاذ الكبير جدًا، ولكن أتمنى ألا ينتقد وخلاص ياريت يدينا فرصة ويسمعنا وحارب بشغلك مش بالصوت العالى، لو شايف أننا فن هابط شد الناس ناحيتك بفنك الراقى.

حمو بيكا

أخويا الجدع وبحبك.

أخيرًا ما هو السؤال الذى انتظرتنى أن أسأله ولم أفعل؟

انت منين؟ لأنى أحب دائما أن أقول أننى من المطرية عشت وتربيت وأفخر بها.

انتهى الحوار وانتهى لقائى بحدوتة، وأترك لكم التقييم والتفكير واختيار نوع الفن الذى يناسبكم، كل حسب ذوقه وثقافته.