الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الاستثمـار الريـاضى

الاستثمـار الريـاضى

معلوم أن الرياضة لها قواعد وأصول تسير وفق منظومة ورعاة وجمهور إلى أن أصبحت فى الكثير من دول العالم صناعة عالمية فيها إنفاق وإيرادات تصل للمليارات مصدرًا للدخل القومى.. وعلى الأخص فى تجارة كرة القدم، فالاتحاد الدولى للعبة يعطى مساعدات تصل إلى مليون دولار سنويّا لتطوير اللعبة، وهذا يعكس حجم نجاح اقتصاد كرة القدم. أمّا فى مصر فلدينا هيئات اجتماعية وهى نماذج صعبة أمام الاستثمار الرياضى المعروف، فنحن نحتاج ألا نخلط بين مهام مدير تسويق اللاعبين وجذب الرعاة للأندية والاتحادات الرياضية، فالأندية المصرية لدينا لا تستهدف الربح فمازالت تحصل على تمويلها من حقوق الرعاية لجماهيريتها العريضة، ويظهر هنا التبايُن القوى للأرقام التى تتقاضاها هذه الأندية مقابل حقوق البث التليفزيونى والاشتراكات، والتى تكاد تكون غير موجودة بالأندية التى ليست لها جماهيرية، فقد كان فيه وقت انتشرت فيه الملاعب على الأراضى الزراعية ونجحت بالفعل فى اجتذاب المئات من الشباب وحققت المكاسب بالآلاف لأصحاب هذه الأراضى حتى كشك السجاير الصغير يحقق مكاسب شهرية لصاحبه.. فما بالنا بأندية تمتلك عشرات الأفدنة من ملاعب وأكاديميات وملاعب للأطفال وكافتيريات وبنهاية العام تفاجأ بأن هذه الأندية تخسر؟! سؤال يحتاج إلى إجابة، كيف، وما السبب؟ هل هو سوء إدارة أمْ فساد؟! أمْ عدم المعرفة والدراية بالاقتصاد والاستثمار الرياضى؟ فنجد كل نادى عند احتياجه يفتح باب الاشتراكات للعضوية يجمع منها الكثير من الملايين وبعد إنفاقها تعود الأزمة ثانية، وهكذا إلى أن اكتظت الأندية بشكل مخيف! فلا بُد أن يكون هناك توجه عام حول كيفية إدارة الأندية من خلال منظومات اقتصادية علمية مدروسة للاستفادة من طاقات هذه الأندية.. فهل يقتصر الحل على شراء رجال الأعمال لبعض هذه الأندية والتى وضحت فى تجربة بيراميدز ودفعت بعدها شركة زد للاستحواذ على نادى إف سى مصر هى وغيرها من الشركات؟.



فهل يتوقف الحل عند شراء رجال الأعمال  للأندية والفرق الكروية ليوفروا فيما بعد حقوق الرعاية؟، ولاحظوا ترتيب الفرق فى الدورى الممتاز، فمنذ عشر سنوات كان يلعب فيه 7 أندية 3 للجيش و2 للداخلية و2 للبترول وواحد لـ«المقاولون» فماذا تبقى منهم الآن؟. أصبحت أندية «المقاولون وطلائع الجيش والإنتاج» فى آخر جدول الترتيب باستثناء نادى إنبى فمع الوقت ستختفى، فقد تعجز عن الصرف والصمود أمام أندية رجال الأعمال.. فهل هناك معوقات لإدارة الاستثمار بالأندية تجعلها بعيدة عن  هذا المجال أمْ أن رئاسة وعضوية مجالس الإدارات بهذه الأندية مازالت مراكز شرفية تعمل من دون أجر تجعلهم لا ينظرون لمصالح هذه الأندية بعين الرعاية؟.

 الأمر جد ويحتاج بالفعل للنظر فيه بعمق لإيجاد الحلول الاستثمارية للاستفادة من جميع الصروح الرياضية المنتشرة بأرجاء المحروسة.