الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العــلاج الفعـال بالصيـدلة الإكـلينيكيـة

خلال إعداد جرعات الدواء بالملليجرام فى صيدلية المستشفى
خلال إعداد جرعات الدواء بالملليجرام فى صيدلية المستشفى

فى مستشفى 57357 واحد من أساليب التفكير المبتكرة لوضع مريض السرطان فى بؤرة الاهتمام وضمان علاج حقيقى مناسب، تقوم فلسفة الصيدلة الإكلينيكية على تقديم الدواء المناسب بعد دراسة حالة المريض بشكل كامل، وعمل قياسات عديدة لمعرفة الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة لفاعلية الأدوية، ودرجة سميتها، والآثار الجانبية التى يمكن تفاديها.



لذلك فالصيدلة الإكلينيكية فى العلم الحديث جزء من صناعة القرار العلاجى، إذ يتجه العلم الحديث نحو تقليل عدد الأدوية التى يتناولها المريض، تجنبًا لحدوث خطأ أو تفاعلات أو أعراض جانبية فى حالة زيادة عدد الأدوية.

مع التقدم فى علوم الصيدلة خصوصا بالنسبة لمرضى الأورام من الأطفال، حققت الصيدلة الإكلينيكية نتائج إيجابية، حسب الدكتور شريف كمال المشرف العام على الصيدلة ومدير برنامج الصيدلة الإكلينيكية فى المستشفى.

الصيدلة الإكلينيكية لها مدارس كثيرة، لكن مدرستنا فى مستشفى 57، حسب الدكتور شريف كمال، تضع المريض فى بؤرة الاهتمام، وتتيح للصيدلى القيام بدوره كخبير فى الأدوية لنصل إلى نتيجة إيجابية.

وتابع: كل مريض له حالته وخطته العلاجية الخاصة به، لنصل إلى أعلى فاعلية وأقل أعراض جانبية بتكلفة مناسبة مع احترام جودة حياة المريض، وهو ما لا يتحقق إلا عن طريق الصيدلة الإكلينيكية.

وعن الصيدلة الإكلينيكية فى مستشفى 57357 فإنه يبدأ دورها منذ لحظة اختيار الدواء وفقًا لدستور الأدوية داخل المستشفى، ويشمل الدستور أيضا جميع السياسات التى تحكم استخدام الدواء، والسيناريوهات المتوقعة لاستخدامه، لأن هذا يوفر وقتًا كبيرًا ومبالغ طائلة.

وتلعب الصيدلة الإكلينيكية دورًا أيضًا فى شراء الدواء، وتخزينه بشكل جيد، ونقله وصرفه ومساعدة الطبيب فى كتابة الدواء الصحيح.

فى مستشفى 57 لكل 10 حالات يوجد صيدلى مختص يتابع حالاتهم مع الطبيب، لمتابعة تطبيق الخطة العلاجية التى قد تتغير بصورة دائمة وربما خلال 6 ساعات أو كل 12 ساعة حسب حالة المريض.

طبق المستشفى الصيدلة الإكلينيكية لأول مرة فى غرفة العناية المركزة وعمليات زرع النخاع، ثم فى غرفة الأشعة قبل تعميمها فى العلاج بطرق متطورة، ويبدأ دور الصيدلة الإكلينيكية فى صرف الدواء مع الحرص على التطوير بمرور السنوات، لرصد المشكلات ومواجهتها، وتحسين الخدمة، وتمت ميكنة صرف العلاج الخارجى، حرصًا على عدم إهدار وقت الصيدلى، ووفرنا جهازًا يقوم بدور المناولة من الرف إلى الصيدلى، والوقت المتوافر لصالح المريض.

 

شريف كمال
شريف كمال

 

 

 

وأضاف: فى المستشفى هناك 24 عيادة متخصصة، كلها تصب فى النهاية عند الصيدلى الذى يتعامل مع المريض والطبيب وفرق طبية أخرى مساعدة.

الجانب الآخر والمهم فى عمل الصيدلى الإكلينيكى متعلق بالعلاج الكيماوى الذى يتناوله الأطفال، خصوصًا أن له طبيعة مثبطة للمناعة، فالصيدلى يمر مع فرق الأطباء لضبط الخطة العلاجية لمواجهة الأمراض المعدية، وثانيا فريق آخر يعمل على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية بأنواعها بهدف الاستخدام الأمثل للدواء من خلال جرعات مضبوطة وعلاج محدد يلائم حالة معينة دون أخرى، خصوصا أن الاستجابة تختلف من إنسان إلى آخر. ويؤكد الدكتور كمال على أهمية قياس استجابة المريض للدواء ومدى فاعليته ومأمونيته، حيث تتوافر ميزة قابلية أدوية علاج الأورام للقياس داخل دم الطفل المريض، فالمستشفى به معمل خاص لقياس تركيز الدواء فى الدم بعد تناوله بوقت محدد، للوصول للفارق بين أقل جرعة تؤدى لفاعلية جيدة، وأقل جرعة تسبب سمية، لذلك يوجد صيادلة مختصون بمراجعة الجرعات، وتحضير الجرعات بالملليجرام، ومستشفى 57 الوحيد فى العالم الذى يصرف الدواء بالملليجرام وليس بالفايل أو الكبسولة، كما نصنع بعض الأدوية التى تتوافر مادتها الفعالة هنا.

 

فريق الصيادلة بمستشفى 57357
فريق الصيادلة بمستشفى 57357

 

بناء على قياس نسبة تركيز العلاج فى دم الطفل، يتم تقرير إما زيادة الجرعة وإما تقليلها وفقًا للقياسات، واتخذ أطباء الصيدلة الإكلينيكية خطوة استباقية على تناول الطفل للدواء، بدراسة الإنزيمات التى لها دور فى امتصاص الدواء وفاعليته داخل الجسم وتمت دراسة حالة أكثر من ألف طفل مصاب حتى نحدد الجينات التى تؤثر عليهم عند تناول الدواء، واحتفظنا بهذه «البصمات» فى شرائح إلكترونية نسترشد بها مع كل حالة جديدة قبل وضع كورس العلاج.

 

قياسات دقيقة لترسيبات الدواء فى دم المرضى
قياسات دقيقة لترسيبات الدواء فى دم المرضى

 

وأوضح الدكتور «كمال»: ما تمتاز به صيدلية مستشفى 57357 عن أى صيدلية فى العالم هو تقديمها 33 خدمة، تشمل متابعة الحالات فى 24 عيادة، وصرف الدواء مع عمل القياسات للوصول إلى الإحصاءات التى تساعد فى تحسين الخدمة العلاجية وتطويرها، فلدينا أكثر من 25 مؤشر قياس أداء، ولدينا «داش بورد» عليها بيانات كل مريض، وكل مريض له رقم كودى لا يتغير منذ دخوله حتى خروجه، ومن هو طبيبه، كما نسجل أماكن تحركه فى المستشفى، سواء غرف كشف أم العلاج أم إقامة.

تجهيز وتصنيع بعض الأدوية بمعامل المستشفى
تجهيز وتصنيع بعض الأدوية بمعامل المستشفى

 

 

أضاف «كمال»: نقيس أيضا عدد تدخلات الصيدلى فى الحالة، وعدد المرات التى منعنا فيها أخطاء كان من الممكن أن تحدث، فاستراتيجيتنا هى التحسين المستمر، وكل ما فات يندرج تحت محور واحد من محاور رسالة ورؤية مستشفى 57357 وهى «طفولة بلا سرطان»، أما المحاور فهى الرعاية الصحية، التعليم الذكى، والبحث العلمى.

وعن التدريب قال د. شريف كمال: لدينا أنواع تدريب متعددة داخل المستشفى، وندرب صيادلة من خارج المستشفى.

 

مراجعة الأدوية المكتوبة للمرضى فى الصيدلية المركزية
مراجعة الأدوية المكتوبة للمرضى فى الصيدلية المركزية

 

وأكاديميًا، وفى إطار التعليم والتدريب المستمر، فإن الطلبة هنا يعدون مشاريع بحثية وينشرونها فى مؤتمرات ومجلات دولية، وهذا ما دفع جامعة مثل كلورادو للوثوق فينا وتقبل تدريب صيادلة لديها، وبنهاية 2021 سيتم اعتماد صيدلة المستشفيات عن طريق الجمعية الأمريكية لصيادلة المؤسسات الصحية، وحاليا نعمل على تطوير قسم البحث العلمى فى الصيدلة مع جامعات أجنبية، لأنه مجال غير منتشر عالميا. لكننا نسير بخطى جيدة جدا فى التعليم الذكى.

وأضاف «كمال»: الجديد أيضًا هو السلم الوظيفى للصيدلى المتخرج حديثًا، فوضعنا 3 مسارات: إدارى وإكلينيكى وأكاديمى، يصل فيه الصيدلى إلى درجة استشارى، وأكاديميًا لدينا 50 صيدليًا معتمدين كمدربين للصيدلة الإكلينيكية، وكل ذلك بمواصفات ومعايير منضبطة.

فى 2014 حصل مستشفى 57 على الاعتماد الدولى الأول من «جى سى آى»، وفى 2016 على الاعتماد الدولى الثانى.

تمنح مدرسة مستشفى 57 الإكلينيكية الصيدلى حقه وتستثمره فى تطبيق ما تعلمه، تحت شعار «من العلم حياة»، وفى الطريق إلى الاقتراب من تأسيس أكاديمية نظرًا لتوافر كل متطلبات ذلك من جودة الرعاية الصحية والبحث العلمى والتعليم الذكى.