الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الكمون الاستراتيجى للإخوان

الكمون الاستراتيجى للإخوان

لو تتبعت التاريخ لأدركت أن الإخوان قادرون على الكمون لفترات تحت الأرض من دون ملل أو كلل. هم يجيدون تلك اللعبة تحيُّنًا للفرصة المناسبة للانقضاض على هدفهم.لا يحبطهم فشلهم فى إقناع المغيبين بأنهم «بتوع ربنا» وكأن الله منحهم صك القبول دون غيرهم من عباده ومن عاداهم ضالون! هو نفسه فكر اليهود مع الله منذ أن خلقهم حين اعتقدوا بأنهم شعب الله فتعالوا على عباد الله ورفضوا الآخر وتآمروا عليه.



الإخوان يمرون اليوم بحالة الكمون تلك التى نتحدث عنها انتظارًا لبعثهم الرابع. عرفوا البعث الأول مع النشأة عند تأسيس البنا لجماعتهم بالتعاون مع مخابرات العالم وصهاينته عام 1928 فى الإسماعيلية بمصر. انتقلت الجماعة للقاهرة وتوسعت فى نشر فكرها العفن وكونت حرسها الخاص واستخدمت القتل لتحقيق أهدافها فى حوادث لا علاقة لها بالدين مثل اغتيال النقراشى والخازندار، ثم مقتل حسن البنا نفسه واختيار الهضيبى مرشدًا لها لينتهى بعثها الأول مع حادثة المنشية التى حاولوا فيها اغتيال الرئيس عبدالناصر عام 1954. فيفر من فر ويُعدم من يُعدم ويُسجن من يُسجن، وتدخل الجماعة حالة كمون اضطرارى سرعان ما انتهى بعد عدة سنوات قليلة مع البعث الثانى لها على يد سيد قطب الذى أعلن عن لون العنف بصراحة لتحقيق ما سعى له بالقوة والفكر المتطرف المخالف لفطرة الله. وانتهت تلك المرحلة بإعدام قطب وبعض ممن معه وسجن آخرون حافظوا على فكر البنا وقطب لحين. ولتدخل الجماعة حالة كمون جديدة تمددت فيها تحت الأرض وبخاصة بعد هزيمة يونيو 1967 حينما خدعت من كفروا بالوطن ولم يدركوا أن انكسارًا لا يعنى الموت وأن الشمس يمكنها أن تشرق مجددًا. وظلت الجماعة فى كمونها حتى صدور العفو الرئاسى عن قياداتها وأعضائها بقرار من الرئيس السادات فى منتصف السبعينيات رغم حادثة الكلية الفنية العسكرية وصالح سرية عام 1974 ورغم مقتل الشيخ الدهبى وزير الأوقاف عام 1978.

ليكون البعث الثالث لهم على يد عبدالمنعم أبوالفتوح الذى تعود له الملكية الفكرية لاسم الجماعة الإسلامية حينما كان طالبًا بكلية طب قصر العينى، والذى ارتبط بقائد الإخوان المفرج عنه الشيخ عمر التلمسانى وصار أبرز مريديه ومبعوثه للعديد من تيارات متطرفة لم تكن من الإخوان فانضمت للجماعة بدعوة أبوالفتوح، كما قال فى مذكراته المنشورة مع الشروق. ولتتمدد الجماعة حتى حانت لحظة الخروج من تحت الأرض عام 2011 ولتنتهى الأمور لما انتهت إليه بعد طرد الشعب لهم فى 30 يونيو 2013 ومن يومها وهى تعيش دور الكمون إلى حين.

ترى هل يمكننا وأد البعث الرابع لجماعة صهيونية ومنع تكرار عودتهم؟ 

الإجابة مسئوليتنا جميعًا.