الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أزمـــة الجيـــل «Z»

جيل متمرد أطلق عليه الرمز ( زد).. كان شاهدًا فى طفولته وصباه على عنف وإرهاب الجماعات الظلامية وقتل العشرات من الأبرياء من المواطنين ورجال الشرطة على أيدى عناصرها، كما شهد أحداث يناير 2011 وما تبعها من فوضى وتهديد الأمن القومى لمصر وقفز جماعة الإخوان الإرهابية لسدة الحكم وصولاً لثورة 30 يونيو التى أعادت لمصر هويتها ووقفت فى وجه تنظيم إرهابى اتخذ من الدين ستارًا ليستبيح دماء المصريين من المواطنين ورجال الشرطة والجيش.



 

هو ذلك الجيل الذى رأى نور الدنيا فى منتصف التسعينيات وعاش الخوف من الفظائع التى ارتكبتها جماعة «الإخوان الإرهابية»، ووصل إلى بر الأمان بفضل ثورة 30 يونيو.

وفقًا لأحدث تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الشباب فى الفئة العمرية من 19 إلى 29 عامًا يصل عددهم لـ 20.5 مليون نسمة بنسبة 21 % من إجمالى السكان ونسبة الذكور منهم 50.6مقابل 49.4 % إناث. 

وبحسب تقرير «الإحصاء» فإن مستخدمى الكمبيوتر بين هؤلاء الشباب وصلت لـ59.9 % والهاتف 99.9 % والإنترنت 62 % واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى 97.7 % ممن لديهم إنترنت.

مثّل هذا الجيل والتحولات التى عاشها نقطة محورية لبحث علمى أعدته الدكتورة حنان أبوسكين أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، بينت خلاله جميع المؤثرات التى تعرض لها.

د.«حنان أبوسكين» قالت فى البحث: «عاش هذا الجيل تشويشًا وارتباكًا غير مسبوق ومر بأحداث كثيرة منذ أحداث 25 يناير وموجة الإرهاب التى أطلت بوجهها القبيح، وانتشار البلطجة والعنف فى الشوارع والعنف الشديد».

وشهد هذا الجيل نجاح ثورة 30 يونيو وإعادة الاستقرار للبلاد وبدء البناء والتحديث.

وتطرق البحث إلى أن الجيل (زد) نشأ فى حالة سياسية جديدة وفريدة ارتبطت بانغماس الأسرة فى النقاش السياسى الذى صاحب 25 يناير وما تبعها من احتقان وانقسامات حادة وزيادة الاختلافات داخل الأسرة الواحدة بدرجة غير مسبوقة، مما أربك النشء وأثّر على ثقته فى الأسرة.

وخلق الجيل (زد) هوية شبابية مثلت شكلاً جديدًا من الانتماء وابتكار مصطلحات ولغة خاصة بهم فأصبحوا يأخذون من الأسرة ما يحتاجون من مساندة مادية دون أن يتنازلوا عن شخصيتهم، وباتت الأسرة خاصة الطبقة الوسطى وما فوقها تسعى لإرضائهم وليس العكس. وأوضح البحث أن متاجرة تيار الإسلام السياسى بالدين وسعيه للوصول للسلطة عبر التلاعب بعقول الشباب تسبب فى تراجع ثقة الجيل ( زد) فى بعض المؤسسات الدينية التى تبين فيما بعد انتماء بعض أعضائها إلى جماعة الإخوان الإرهابية والتيار السلفى المتشدد.

وانتهى البحث إلى أن غالبية جيل زد أصبحوا يثقون بالإنترنت أكثر من القنوات التقليدية خاصة أنهم قضوا أوقاتهم أثناء الطفولة أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفون المحمول مما أحدث هشاشة فى العلاقات الاجتماعية مع أسرهم ومع المجتمع.

وفى دراسة أخرى أجريت على نحو 1578 من الجنسين من سن 18 إلى 35 عامًا طبقت على 9 محافظات فى الوجهين البحرى والقبلى والمحافظات الحضرية، كانت نسبة شباب زد من أعمار من 18 إلى 25 عامًا قرابة 22 % منهم. 

ورصدت الدراسة أمنيات الشباب فى هذا العمر، فكانت بالترتيب الحصول على فرص عمل جديدة ومستقرة ثم الزواج ثم الحصول على سكن جيد بسعر مناسب واستكمال التعليم.

وقالت الدكتورة سهير عبد المنعم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن شباب( زد) نوعان الأول مهتم بمستقبله ولديه رؤية محددة لحياته القادمة والثانى من الشباب يعيش يومًا بيوم دون أى تفكير فى المستقبل. 

وتابعت أن هذا الجيل يعانى من تعدد الثقافات داخل المجتمع فى ظل وجود أنماط متعددة من التعليم «حكومة وتجريبى ودولى وأزهرى»، وهو ما خلق لدينا واقعًا مجتمعيًا غير متجانس وغير قادر على تدعيم أوصال الارتباط وهو الأمر الذى وجدنا معه تناقضًا فى التفكير والثقافة بين شباب زد.

رأى د. أيمن فتحى أخصائى العلاج النفسى أن الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى شهدها هؤلاء منذ عام 2011 عندما كانت أعمارهم 10 سنوات وأكثر أثرت بالسلب على كثير من منهم ،خاصة أنهم شاهدوا العنف والاضطرابات فى الشارع خلال حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية مع وجود كمية موانع كثيرة يمليها عليهم الآباء والأمهات أحدث لديهم نوعًا من التمرد والجرأة على السلطة الأبوية.