الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عشـر سـنوات

عشـر سـنوات

عشر سنوات مرت على ثورة 25 يناير 2011.. وفى كل سنة تحتفل بها الدولة بهذه الثورة الشعبية الحقيقية بعد ثورة 1919 لا يمر الاحتفال إلا وملازما له موسم الهجوم على هذه الثورة. لكن الحقيقة إن هذه الثورة قامت لتقلع نظاما سياسيا ظل قابعا على صدور الشعب أكثر من ثلاثين عاما حتى أصبح كالمياه الراكدة التى تمتلئ بالأوبئة والفساد.. وهذه الثورة لو لم تكن ثورة شعبية حقيقية لما وقفت إلى جانبها القوات المسلحة وحمتها وأصرت على تحقيق أهدافها فى موقف تاريخى سجله التاريخ السياسى الحديث للعسكرية المصرية التى ظلت دائما وأبدا مِلكًا للشعب وتعمل وتحمى مكتسبات الشعب والدولة المصرية.



أيضا الثورة قامت على الأوضاع السياسية والاقتصادية المهترئة التى كان يرعى فيها الفساد.. ومنها الحزب الوطنى ولجنة السياسات التى أقرت فلسفة النظام الجديدة التى استشرت فى آخر أيام حكم مبارك وهى زواج السلطة بالثروة والتى انعكس على اقتصاد مصر بصورة سلبية وصدور قوانين احتكارية ساهمت فى زيادة ثروات رجال الأعمال بصورة كبيرة.. صحيح أن معدل النمو وصل إلى درجة عالية لكنه لم ينعكس على الناس وأحوالهم الاقتصادية والمعيشية، فالفقراء ازدادوا فقرا.. والأغنياء ازدادوا غنى.

ولذا فلا عجب أن معظم الذين يقذفون ثورة يناير بالطوب والحجارة الآن هم من هؤلاء، وهؤلاء ممن كان لهم نفوذ وسطوة سياسية أو نفوذ اقتصادية.. وكانوا أكثر المستفيدين من الأوضاع القائمة آنذاك.

أيضا الاتهام الأكبر الموجه حتى الآن لثورة يناير أنها هى التى أتت بالإخوان للحكم.. ولكن أيضا هذا غير صحيح، فالإخوان والحزب الوطنى كانا يتصدران المشهد السياسى أيام مبارك.. وسقوط الحزب الوطنى كان هو الفرصة «للإخوان الـمندسون» أن يقفزوا ويَنَقضُّوا على الثورة ويحوّلوا الدفة لصالحهم بالتزوير والإرهاب وحصار المؤسسات الدستورية، خاصة أن الثورة لم يكن لها قيادة منظمة تستطيع مواجهتهم وتكتلاتهم وتعطشهم الشديد لاعتلاء السلطة.. وكانت قيادات القوات المسلحة من الذكاء أنها مدت لهم الحبل الذى لفوه حول عنقهم لأنهم وثقوا فى أن الشعب سيلفظهم وهو الذى سيسقطهم.

وهو ما حدث فعلا.. فلولا 25يناير ما كانت ثورة 30 يونيو التى كانت ثانى ثورة شعبية يقوم بها المصريون فى أقل من عامين، ويتكرر الموقف التاريخى للقوات المسلحة أنها وقفت إلى جانب إرادة الشعب وعملت على حمايته وحماية مكتسباته.. وأطاحت بدولة الإخوان إلى غير رجعة وإلى مزبلة التاريخ إلى الأبد.

وأخيرا للذين يهاجمون ثورة يناير 2011 هل مصر الآن بعد 30 يونيو ومنذ سبع سنوات من حكم الرئيس السيسى هى مصر التى كانت قبل 25 يناير.. وهل ما تحقق أيام مبارك طوال 30 عاما يقارن بالذى تحقق ويتحقق والقفزات التى قفزتها مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فى سبع سنوات مع الرئيس السيسى؟

الإنجازات والأرقام هى التى سترد على ذلك.

وكل عام وأنتم بخير.