الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«جمعية» لـ «هدوم الشتاء»!

الشتاء له طقوسه الخاصة، وأشهرها تغيير أرفف الملابس، ومع كل عام يعاد ترتيبها والاستغناء عن بعض القديم الذى أصبح لا يصلُح وتوضيب ما يمكن ارتداؤه ثم محاولة شراء جديد إن أمكن، وبعض الشباب يحاول شراء جديد يناسب موضة العام، لكن الأزمة التى تواجه الأسر حاليًا تتلخص فى «السعر». 



ملابس الشتاء تحتاج ميزانية خاصة مدروسة فى ظل ارتفاع أسعار المعاطف والأحذية التى تحمى من موجات البرد الشديدة، ومع متابعة الأسعار فى المحلات، قررت أسرة الدكتور حسام شعراوى، إقامة جمعية صغيرة لبنات العائلة لشراء ملابس الشتاء. 

الفكرة بدأت أثناء تجمع الأسرة فى إحدى الليالى الصيفية وحديث البنات حول احتياجاتهن الجديدة، وكيف سيدخرن جزءًا من مصروفهن لتوفير مبلغ مناسب لشراء ملابس الشتاء واكسسواراته، فاقترحت الأم نجلاء حسن تكوين جمعية صغيرة لبناتها وبنات الخالات لشراء متطلباتهن. 

بعد دراسة وترتيب وحسابات استمرت لساعة، استقرت السيدة الأربعينىة على أن تتكون الجمعية من 10 أفراد وحتى تستكمل الـ 10 أفراد للجمعية اقترحت على أطفال العائلة أن يوفر كل منهم ما يستطيعه من مصروفه وتدفع الأم باقى المبلغ كنوع من التشجيع على الادخار. 

اختلفت البنات على ترتيب مواعيد التحصيل، فأغلبهن يفضلن يناير وفبراير بسبب الاوكازيون ووقت الخصومات، ولأن المبلغ سيكفى لشراء قطع قليلة ولفض الخلاف قررت نجلاء أن تبدأ الجمعية فى شهر سبتمبر، على أن يشترى أصحاب الأسماء الثلاثة الأولى ما يحتاجنه فى الـ black Friday، وينتظر الباقى للخصومات فى نهاية الشتاء. 

البنات بدأن تقسيم أنفسهن وفقا لأولوياتهن، ونشوى هى أول شخص يقبض الجمعية، فقررت أن تشترى ملابسها الشتوية فى شهر نوفمبر أثناء فترة العروض خاصة أنها بدأت عملًا جديدًا وتريد أن تظهر بشكل لائق بدلا من الملابس التى استهلكتها أيام الجامعة.

بسنت الشقيقة الكبرى لنشوى، التى حصلت على أموال الجمعية فى ديسمبر، قالت إن الجمعية ساعدتها على ادخار جزء من مصروفها الذى كانت تنفقه كله قبل نصف الشهر تقريبا، واستطاعت أن تشترى شنطة جديدة مع بلوفرات خفيفة.

بنات الخالة «ميرنا» و«مى» قررتا أن تحصلا على الجمعية فى شهور الشتاء الأخيرة؛ إذ أن تقارب حجمهما سمح لهما بمشاركة الملابس، ووضعتا قائمة لاحتياجاتهما الشتوية كما تابعتا الخصومات فى المحلات التى تحبان شراء الملابس منها، وخلال الأيام الماضية بدأت تتضح معالم المشتريات التى اتفقتا عليها. 

ميرنا، قالت إن من أولوياتها هذا العام شراء جاكت أسود وحذاء بنى وآخر أسود، وبعدها من الممكن شراء بلوفر أو اثنين، حسبما سيتوفر من فلوس الجمعية، خاصة أنها ستحتاج لشراء بعض الاكسسوارات المناسبة لملابسها. أسرة حسام شعراوى لا تنفرد بفكرة الجمعية، فأسر كثيرة مصرية تسير على نفس الدرب، وكل أسرة حسب إمكانياتها المادية وما تستطيع أن توفره للجمعية الشتوية.