الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عام لملمة النفس.. والتعايش مع الواقع!

عام لملمة النفس.. والتعايش مع الواقع!

نبدأ عام 2021 وأهل أمريكا ـ كغيرهم من شعوب العالم ـ يتطلعون لعام جديد مختلف عمّا عاشوه أو عانوا منه فى عام 2020. نعم الوباء إيّاه الذى فرض علينا جميعًا العُزلة والتباعُد الاجتماعى والعمل عن بُعد والتعليم «أون لاين» وطبعًا الكمامة.



أمريكا بدأت 2021 وعدد حالات الإصابة بها يقترب من 20 مليونًا وعدد حالات الوفاة تجاوز الـ 330 ألفًا.

بداية عام..

نستقبل عام 2021 مع بدء عملية التطعيم ـ وأخذ الخطوات الأولى فى طريق لا يبدو أبدًا قصيرًا ولا مُمَهدًا للاقتراب مما كنا قد اعتدناه من قبل من مظاهر حياة. تلك الحياة التى تشمل الخروج من البيت والتواصل الإنسانى.. لمّ الشمل والالتقاء بالبشر!

وربما أكثر من أى وقت مضى نسمع ونقرأ أن التوقعات بالنسبة للجديد المقبل صارت محدودة وقليلة. ما يسمى عادة بسقف التوقعات انخفض وهبط بشكل ملحوظ. هذه ليست نظرة تشاؤمية ولا تريد أن تكون كذلك. إنه التفاؤل الحذر وإن كان البعض منه ضرورة لاجتياز هذه الفترة الزمنية الحرجة فى حياتنا. هذا ما أقرأه وأسمعه كنصيحة أو حكمة من الأطباء  وأيضًا من خبراء النفس والتعامل مع الأزمات فى أمريكا. فعليّا ليس المطلوب المواجهة أو التصادم مع «كوفيد ـ 19»، بل تهيئة نفسك وحياتك على التأقلم بما حل علينا وكبّل حركتنا. هل هذا ممكن؟ عليك لملمة نفسك والتمسك بما لديك وإيجاد معادلات للتعايش مع الوضع القائم. عليك أن تمرن نفسك وتستعد ذهنيّا ونفسيّا لخوض هذه التجربة الحيوية والضرورية لاستمرارك فى الحياة ولو عزلت نفسَك لفترة! أن تنظر إلى حياتك من جديد وأن تنظر إليها من زوايا عديدة ربما كانت مجهولة بالنسبة لك.. وأخيرًا عدم التقيد التام بالحنين لما كان وولّى.. بل اكتشاف تفاصيل ما صار متاحًا لك فى الوقت الحالى.. والحمد لله.

يوم فاوتشى!

احتفل د. أنتونى فاوتشى بعيد ميلاده الثمانين يوم الخميس 24 ديسمبر 2020. بالتأكيد لم يكن فى بال هذا الطبيب ومدير المعهد القومى للحساسية وأمراض الأوبئة منذ 1984 أن حياته ستتغير بهذا الشكل الصاخب فى السنة الماضية.

د. فاوتشى ليس فقط ازداد شهرة بما قاله وحذر منه بصفته أحد أعضاء فريق البيت الأبيض الخاص بمواجهة الكورونا.. إلا أنه كسب شعبية كبيرة ومصداقية عالية جدّا بسبب حرصه على التحدث بالعلم والحقائق وعدم تردده فى قول الحق وحتى الاختلاف أحيانًا عمّا كان يريد أن يشيعه الرئيس ترامب من تفاؤل.. فى محاولة منه للتقليل من القلق المنتشر! (حسب تبرير ترامب)، وبالتالى تعرّض فاوتشى لغضب أنصار ترامب وحملات كراهية شنوها ضده بكل شراسة!

إلا أن فاوتشى الذى خدم كطبيب وعالم متخصص ستة رؤساء أمريكيين بإداراتها المتتالية ظل على موقفه كطبيب وعالم يتعامل بحرص ودقة وأمانة مهنية مع مؤشرات الإصابة وطرق مقاومة الوباء وضرورة ارتداء الكمامة، وما إلى ذلك من إجراءات احترازية تتطلبها مواجهة الوباء. فاوتشى من مواليد بروكلين ـ نيويورك، وقد درس الطب فى جامعة كورنيل، وتزوج عام 1982، وله ثلاث بنات.. ومعروف أنه يحافظ على لياقته البدنية بالجرى يوميّا لمسافة ثلاثة أميال.

وقد ذكر مؤخرًا أن جو بايدن الرئيس القادم للولايات المتحدة قد طلب من د. فاوتشى الاستمرار فى تقديم معرفته العميقة وخبرته الطويلة فى مجال مكافحة الأوبئة إلى الإدارة المقبلة وهى تواجه «كوفيد ـ 19» فى الشهور والسنوات المقبلة، كما أن عمدة مدينة واشنطن دى سى العاصمة أصدرت مرسومًا تذكر فيه احتفال العاصمة يوم 24 ديسمبر 2020 ـ بيوم فاوتشى. على أساس أن د. فاوتشى وُلد فى مثل ذات اليوم ويُعد أحد سكان العاصمة منذ عام 1977. وبما أن أمريكا شهدت بداية تطعيم المصل المضاد ـ من إنتاج كل من فايزر وموديرناـ فإن د. فاوتشى تلقى علنًا وأمام كاميرات التليفزيون مصل موديرنا موجّهًا دعوة للأمريكيين بضرورة تلقى اللقاح. 

فاوتشى بلا شك صار قدوة للعمل الجاد والإخلاص فى الأداء.. والتمسك بالعلم وحقائقه.

ربما فاتتك الأخبار

خلال عام 2020.. وبعد غياب وصمت طال لمدة 8 سنوات  دشن المُغنّى والشاعر الأمريكى الشهير بوب ديلان أغنية جديدة له فى شهر مارس الماضى.. ديلان (79 عامًا) الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2016 قدّم هذه الأغنية الجديدة (مدتها 17 دقيقة) التى تتحدث عن اغتيال الرئيس الأمريكى جون إف كيندى. وما لفت انتباه عشاق أغانيه هو أولًا طول مدة الأغنية، كما أن فى نَص الأغنية استعمل ديلان صيغة الجمع «هم».. وهو يشير إلى من قام بالاغتيال .. ديلان أيضًا مع نهاية العام المنصرم أعلن عن صفقة بيع حقوق أغانيه بمبلغ ضخم يقدر ب 300 مليون دولار. بالتأكيد بوب ديلان يُعد علامة مميزة فى الثقافة الأمريكية على مدَى أكثر من 50 عامًا.. وهو مَن ألّف أكثر من 500 أغنية! وحصوله على نوبل للآداب لفت الانتباه من جديد لما تضمنته أغانيه من كلمات ومعانٍ وحواديت إنسانية عكست هموم البشر على امتداد السنين.. كتبها ديلان وغناها فى سطور ونغمات أبهرت الملايين.