الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الوتد .. نبيلة

الوتد .. نبيلة

الوتد هو ما تُثبِّت به الخيمة فى الأرض، حتى لا تقتلعها الرياح والعواصف.



والمرأة الوتد وصفها عمنا الروائى الكبير خيرى شلبى فى مسلسله الرائع (الوتد) هى الأم التى تكرِّس حياتها لتكوين عائلة كبيرة مترابطة غير مفككة، تقف مصلوبة تجمع الشتات وتؤلف القلوب حتى لا يضيع الأبناء فى أنواء الحياة. 

هكذا رأيت النبيلة مكرم فى مشوارها بوزارة الهجرة والمصريين بالخارج.. من متابعتها لأشهر أسماء  العلماء ورجال الأعمال المهاجرين بالخارج وحتى العامل البسيط الذى يتعرض لأزمة فى عمله أو يتعرض لإهانة تمسه..  الهجرة كانت وزارة بلا ملامح بلا فاعلية أو صدى.

حتى جاءت السفيرة نبيلة مكرم بكل ما تحمله ليس فقط من صفات القيادة الطموحة الذكية ولكن بما تحمله من صفاء ومحبة فاستأثرت بحب واحترام الجميع لها فى الداخل والخارج، فأصبحت بالنسبة لهم ليست مجرد مسئول تنفيذى يلجأون إليه فى المشاكل والملمات؛ وإنما الأم التى تحتوى وتضم ويستجاب لكل دعواتها ومبادراتها للم الشمل والارتباط بالجذور وبالوطن الأم. 

لم تعتمد النبيلة مكرم على سياسة رد الفعل فى سياستها؛ بل كانت صاحبة المبادرات الساعية فى كل اتجاه لربط المصريين بالخارج بوطنهم والاستفادة بخبراتهم وجهودهم بشكل فعلى وعملى وليس مجرد أمنيات فى كلمات وفلاشات وأخبار هنا وهناك، فقد جاءت بأكبر الخبراء والعلماء المصريين المعروفين فى كل أنحاء العالم فى مؤتمر «مصر تستطيع» أولى مبادراتها التى بدأت منذ 6 سنوات لحل أزمات مصر المستعصية فى كل المجالات فى التعليم والمياه، الاستثمار وآخرها كان مصر تستطيع بالتصنيع. 

و( مبادرة خلينا سند لبعض ) التى أطلقتها من أجل مساعدة المصريين العالقين فى كثير من الدول بعد حظر الطيران نتيجة جائحة كورونا. 

ونجحت هذه المرة فى ربط المصريين ببعضهم فى الخارج .. القادر يساعد غيره فى الأزمة وبالفعل كانوا عند حسن ظنها وساعدوها فى لملمة جراح عمال مصريين تقطعت بهم السبل فى مطارات الدول أو فى الترانزيت ولا يملكون نفقات الإقامة والعودة مثلما حدث مع العمال المصريين كثير من الدول العربية.  

ولاتزال الوتد تعافر وتطلق مبادرة (مراكب النجاة) للتوعية ضد مخاطر الهجرة غير الشرعية للحد من حوادث موت الشباب المفجعة فطافت المحافظات الأكثر تصديرًا للموت لتوعية الشباب والأمهات ومعرفة أوجه القصور التى تدفعهم لذلك وراحت تبحث عن حلول مع زملائها الوزراء لتغلق ملف الموت من المنبع وتحفظ قيمة وكرامة المصرى فى الخارج. 

خشيت  من طمس الهوية لدى الجيل الثانى والثالث «الأبناء والأحفاد»، فكانت مبادرة (اتكلم عربى) التى تتواصل فيها بشخصها مع الأطفال عبر الفيديو والبث المباشر وتستقدمهم فى معسكرات لزيارة معالم بلدهم كلها. 

حتى الطلاب الدارسين بالخارج ممن حظرهم الطيران أثناء إجازاتهم بمصر, لم تتركهم ليضيع وقتهم هباء بل انتهزتها فرصة وطافت بهم  مصر كلها لتزرع بداخلهم جذور الانتماء الحقيقى. 

ولأنهم شعروا بجهود كبيرة لوزيرة استثنائية  فقد اختارتها رموز الجاليات المصرية بالخارج شخصية العام  2020.

وصفوها بـ«المرأة الفولاذية»، التى أحدثت تغييرًا كبيرًا فشعروا بحرص الدولة على التواصل معهم والاهتمام بهم.