السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 التنمر ؟!

التنمر ؟!

قالها رسولنا الكريم ( ص) من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا. تعرضنا فيما سبق للتنمر بالمدارس، والشروخ النفسية التى يخلفها العنف والسلوك العدوانى، وبالفعل اتخذت الدولة خطوة جدية للقضاء عليه بتجريمه بتشريع مادة تضاف إلى قانون العقوبات تقضى بالحبس والغرامة ردعًا للمتنمر.. فالتنمر أو الانتقام، استعراض القوة لمن هو أضعف، جريمة موجعة تشبه الآلة الحادة التى تنهال بها على الآخر مما يسبب ألمًا..  والملفت أن الأمر لم يتوقف عند طلبة المدارس فقط، بل امتد ليشمل المجتمع بأسره، فمن يقف خلف هدم الأسرة المصرية وتفكيكها، يزرع الفتنة بين الأولاد وذويهم بحجة الحرية واعتبار خوف أوليائهم تدخلًا وتنمرًا.



أصبح التنمر بين الإخوة وبين الأصدقاء والجيران، وحقيقة لا أعلم السبب وراء ذلك؟! فأين المودة والرحمة والحب والخير لماذا كثرت الصراعات والبلطجة؟! لماذا أصبحنا بهذا السوء فأصبح كل منا لا يفكر إلا بنفسه ؟! لماذا ظهرت الجريمة فى أبشع صورها؟! لماذا أصبحنا لا نثق فى بعضنا البعض؟! لماذا الشك دائمًا في من حولنا؟! أين ذهبت الشهامة وجدعنة أولاد البلد؟!  لماذا طغت المادة على كل المعانى الجميلة حتى أصبحت هى فقط ما نبحث عنه؟! لماذا أصبحنا نثرثر ولا نفعل شيئًا؟! وما كل هذه الوجوه القبيحة التى تستبيح ما لا يحق لها بمنتهى الكبر والصلف واستغلال النفوذ؟! لماذا أصبحنا ننظر لذوى الأخلاق الحميدة وأصحاب المبادئ بالريبة ثم بالاستهانة؟!

 لماذا أصبحنا لا نبحث إلا عن الهلس وما شابه؟! ولماذا اتسعت صفحات النميمة لكل القيل والقال؟! لماذا توسيع هوة التعصب الرياضى مع أو ضد وتكوين جبهتين لشق الصف؟!

لماذا وصلت الفرقة بيننا إلى حد بعيد؟! فأصبحنا نخون بعضنا البعض بعدما فقدنا الثقة فى أنفسنا وفى الآخرين؟! وما زالت التساؤلات كثيرة وتأتى تباعًا.. فهل سنقف متفرجين! أم سنبدأ باتخاذ خطوات إيجابية للم الشمل وإصلاح المجتمع بتفعيل الدور الإيجابى لوزارة التربية والتعليم متمثلة فى المدارس والجامعات، ومن خلال المنصات الإعلامية المختلفة بالحث على كل ماهو صواب لتصحيح المسار المعوج، وشجب الموبقات الدخيلة على مجتمعنا.. فلابد من بصمات واضحة للأزهر والكنيسة للتصدى للهجوم الكاسح لهدم القيم، ونعود للمعانى النبيلة والأخلاق القويمة التي فقدناها مع التكنولوجيا الحديثة لنعيد بنيان المجتمع على أساس متين.