حملة لتعقيم كلاب الشوارع : رفق و رحمة؟!

ياسمين خلف
الرحمة والإنسانية كلمات رقيقة يتخذها البعض شعارًا، بينما يترجمها بعض بنى البَشر لواقع عملى فى تعاملهم مع كل ما يحيط بهم؛ خصوصًا التعامل مع الحيوانات.
الدكتور شريف الحيوان مدير المستشفى البيطرى الدولى جسَّد معانى الرحمة فى الحملة التى أطلقها مؤخرًا لتعقيم الكلاب «البلدى» الضالة المنتشرة فى عدد كبير من الشوارع تحت شعار «كلاب آمنة حياة آمنة».
مدير المستشفى البيطرى تمكّن من الاتفاق مع إحدى شركات رعاية الحملة الطبية؛ لتنفيذ تعقيم وتطعيم هذه الكلاب ضد مرض «السُّعار» للحد من انتشار الأمراض للأطفال والحيوانات الأليفة التى تحتك بهذه «الكلاب».
د.شريف الحيوان احتفل مؤخرًا مع الأطفال الأيتام داخل قرية «sos» فى مدينة نصر بعودة الكلاب الضالة بعد أن أجريت لها عمليات التعقيم؛ حيث تم التنسيق مع إدارة القرية وتمكنت الحملة من تعقيم 26 كلبًا وتطعيمها ضد «السُّعار»؛ حيث إحدى الشركات تحمّلت كل نفقات العملية. لافتًا إلى أن «الكلاب» عادت إلى القرية وأصبح التعامل معها أكثر أمانًا.. وتابع: فى حال تبنّى شركات القطاع الخاص لمسئوليتها الاجتماعية فى تحمُّل نفقات تعقيم وتطعيم الكلاب الضالة المتواجدة فى مناطق عملها، الأمرُ الذى يساهم فى خفض عدد الكلاب البلدى فى فترة تتراوح ما بين 7 و8 سنوات، بشكل رحيم، بدلًا من استخدام الطرُق الأخرى مثل «تسُميم وقتل» هذه الكلاب.
مدير المستشفى البيطرى الدولى أكد أن ثقافتنا فى التعامل مع الحيوانات خاطئة، الأمرُ الذى دفعنا للأخذ من ثقافات وتجارب الدول الأخرى فى مواجهة «الكلاب الضالة»؛ حيث وجدنا أنهم يقومون بحملات «تعقيم» فتم تبنّى الفكرة وتطبيقها.. وأوضح «د. شريف» أن فكرة الحملة نجحت فى تعليم الأطفال بقرية «الأيتام» الطريقة المُثلى فى التعامل مع الحيوانات، وأصبحوا يدركون كيف تم التعامل مع هذه الحيوانات. لافتًا إلى أن الفترة المقبلة ستركز الحملة على تعقيم الكلاب الضالة المتواجدة حول المدارس وتدشين حملات توعية للتلاميذ فى كيفية التعامل مع مثل هذه الحيوانات.. وفسَّرَ مدير المستشفى البيطرى الدولى سببَ تواجُد «الكلاب الضالة» فى الشوارع أو بعض المناطق بشكل جماعى. موضحًا أنها عبارة عن «قبائل» تستوطن المناطق وترفض دخول أى كلب آخر بها.
وطالبَ «الحيوان» وزارة الزراعة بتبنّى حملات تعقيم الكلاب الضالة بدلًا من «تسميمها أو قتلها»، بالتنسيق مع شركات القطاع الخاص، على أن يقوم أطباءُ الوحدات بتعليم طلاب كليات الطب البيطرى وتدريبهم على كيفية إجراء هذه العمليات بشكل عملى مثلما فعلت الحملة بالتنسيق مع جامعة القاهرة من خلال التدريب الصيفى للطلاب بشكل نظرى وعملى.