الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«الأغا والملالى» يهددان الأمن المائى للعراق

حيلة جديدة لجأ إليها «الأغا» التركى بهدف سرقة ثروات دولة العراق، ببناء المزيد من السدود على نهر دجلة، الأمر الذى أثر سلبا على المياه المتدفقة فى النهرين، بما يهدد الأمن المائى لحضارة بلاد الرافدين. 



استنزاف موارد الدولة العربية وتهديد أمنها لم تكن المرة الأولى للعصابة الحاكمة فى تركيا، فقد سبقها تدخلات أخرى أمنية بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستانى.. إيران دخلت على خط الأزمة أيضا فهى الدولة الثانية التى تأتى منها روافد المياه لنهرى دجلة والفرات، عبر تدخلاتها السافرة فى كافة الشئون العراقية.

د. ظافر العانى – نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب العراقى،  قال: «فضلا عن التدخلات التركية العسكرية بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستانى، نشهد جميعا  التدخلات التركية التى تستهدف محاصرة العراق بالمياه تؤثر إلى حد بعيد فى استقرارنا وتستنزف الكثير من مواردنا وتعوق مشاريع التنمية الحيوية».. وتتمثل مشكلة المياه فى العراق فى أن معظم مصادر مياهه فى نهرى دجلة والفرات تنبع من خارجه وبالذات من تركيا وتتغذى بروافد عديدة تنبع من إيران ولاسيما نهر دجلة.. ويوضح «العانى» : «السدود التى بنتها وتواصل بناءها  تركيا وآخرها سد «أليسو» استطاعت تقليص حصة العراق المائية وبالتالى تأثرت الحياة الزراعية إلى حد كبير».. فى سياق متصل حولت إيران مسار الروافد إلى الداخل الإيرانى،  مما أدى إلى تجفيف مئات الآلاف من الأفدنة، التى كانت تسقى منها وبالذات المزارع فى محافظة ديالى، وفى نفس الوقت قامت طهران بتحويل مياه الصرف الصحى إلى شط العرب، ما أدى إلى أضرار بيئية وحياتية كبرى أثرت على الملاحة والصيد».. من جانبه أكد عون ذياب - الخبير المائى وعضو الهيئة الاستشارية فى وزارة الموارد المائية فى العراق: «أنه فى حال اكتملت المشاريع التركية، خاصة مشروع «غاب»  المتعلق بتطوير مناطق جنوب شرق الأناضول، وما يستلزمه من استهلاك كبير للمياه، فسيكون له أثر سلبى وإن كان القلق الحقيقى من المشاريع اللاحقة لهذا السد ، وهى سد «الجزرة» جنوب سد اليسوالذى يستهدف رى مساحات زراعية فى منطقة قريبة من الحدود العراقية السورية التركية».. وتابع: «فيما يخص نهر الفرات فإنه المشكلة أكبر، لأن وارد المياه لهذا النهر من خارج الحدود العراقية تمثل أكثر من 98 % وهذا ما يؤكد أن مشكلة الفرات ستكون أشد فى حال إكمال تركيا لبرامجها الكاملة.. وتسعى إيران التى تساهم بـ 18 % من واردات مياه دجلة، لتنفيذ مشاريعها لاستغلال و تحويل المياه من خلال إجراءات فى حد ذاتها مخالفة للقوانين الدولية، وسيكون لها تأثير سلبى على مناطق واسعة فى الجنوب خاصة فى مناطق شط العرب والأهوار وهور الحويزة.