الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الثانوية العامة بدأت من أغسطس

 «كورونا مش كورونا إحنا شغالين، ومش هنقفل باب رزقنا حتى لو حصل إيه»، هكذا كان رد معلمين بالمرحلة الثانوية وكأنهم يستحضرون شخصية متولى السينمائية التى أداها الفنان الراحل طلعت ذكريا بفيلم طباخ الرئيس.



 

فمدرسو الثانوية العامة والقائمون على المراكز التعليمية وسناتر الدروس الخصوصية على أحوالهم كما هم، لم يمنعهم فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية من الاستمرار على عادتهم السنوية، رغم التزام البعض بالتباعد بين الطلاب وارتداء الكمامة الطبية، لكنه الوضع الذى لا يمكن كولى أمر الالتزام به إذا جاء به المعلم إلى المنزل فى الدروس التى بدأت عند بعض الطلاب منذ بداية أغسطس الماضى، «مش هنحجم العيال ونلزمهم عشان فى بيتنا يلبسوا كمامة، ودول عيال صغيرة مايستحملوش كتمة النفس دى».  وعلى هذه الشاكلة أجاب بعض أولياء الأمور فى ماهية التزام زملاء أولادهم بالإجراءات الاحترازية عند قدومهم إلى منزلهم لحضور المجموعات التى يصل أعداد الطلاب بها فى بعض الأحيان إلى أكثر من 20 طالبا فى حجرة واحدة فى ظل الظروف الراهنة. 

سنتر الأوائل

«لو أنت طالب وداخل أولى ثانوى يبقى لازم تحجز مع الأستاذة سعاد عبد الهادى لأنها هتفهمك الأحياء، معندهاش تهاون فى المذاكرة،  سارع فى حجز مكانك لأن الأعداد قليلة جدا بسبب ظروف كورونا».  هكذا أعلن سنتر الأوائل الموجود بمدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة عبر صفحته على فيسبوك، بدأ الحجز للمجموعات والدروس الخصوصية بداخل السنتر فى يوليو الماضى، الإعلان الذى تضمن تنبيه باقتراب اكتمال العدد وعدم قبول أى طالب بعد ذلك، رغم عدم إعلان وزارة التربية والتعليم وقتئذ تحديد تاريخ بداية العام الدراسى والعودة إلى المدارس. «أنا مابخدش أكتر من 10 فى مجموعتى داخل السنتر، ومابروحش لحد البيت ولا بدى دروس فى بيتى، وغير مسموح لأى طالب وهو جاى يحجز أو يحضر المجموعة بعدم ارتداء الكمامة، ده غير أن السنتر ملزمنا كمدرسين بعدد محدد للحضور والتزام التباعد الاجتماعى بين الطلاب»، هكذا تحدثت سعاد عبد الهادى، مدرسة الأحياء والجيولوجيا بمدرسة الثانوية بنات بالحوامدية، التى مارست عملها واستكملت دورها كمدرسة بالشهور الأولى من العام الجارى ولكن من خلال المنزل، دروس أونلاين، بمبادرة شخصية منها، بدأت فى تسجيل فيديوهات لشرح بعض الدروس، والرد على استفسارات الطلاب وأسئلتهم، ووضع هذه الفيديوهات على صفحتها الشخصية على الفيسبوك واليوتيوب، ليبدأ الطلاب فى المتابعة دون أن يتأذى أحد.  والآن قد بدأت مع بعض مجموعات طلاب الثانوية العامة فى سنتر الأوائل، محاضرات تبدأ من الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء، «الحياة لازم تستمر زى ما كل الأنشطة فى الدولة رجعت والشركات والمؤسسات اشتغلت، طالما ملتزمين بالإجراءات الاحترازية».

10 طلاب حد أقصى عشان كورونا

الطالب اللى عايزنى أديله دروس بيكلمنى يحجز معايا من بدرى من أول شهر 7، ممكن أروحله البيت ويكون معاه مجموعة، ومن نص أغسطس بدأنا المجموعات، لكن ماتقدرش تلزم طالب جوة بيته بلبس الكمامة»، فلمحمود شعبان، مدرس اللغة الفرنسية بمدرسة عمر بن الخطاب التجريبية للغات وضع آخر، فليس لديه مانع من الذهاب إلى منازل الطلاب لإعطائهم الدروس الخصوصية على ألا يزيد عدد المجموعة على 10 أفراد، موضحا أنه حتى الآن يلتزم نحو ثلاثة فقط من طلاب المجموعة بارتداء الكمامة، فقد انتهى كورونا عند الكثيرين على حد قوله، والطالب المرتدى لهذه الكمامة أحيانا ما يواجه بعض الكلمات التوبيخية من زملائه، رغم اقتناعهم بأنه ملتزم بكافة الإجراءات الواجب اتخاذها، «حتى لو فى كورونا الوزارة مالغتش الدراسة للعام الجديد ولا العيال هتبطل تدخل ثانوية عامة أو تاخد دروس، كله مستمر والحجز من بدرى»، هكذا قال محمود.

مش هنوقف حياتنا عشان فيروس!!

«بدأت دروس من أول شهر 9، بدأت 3 مواد وبابا بيجيبلى المدرسين فى البيت، لكن باخد لوحدى مش معايا حد من زمايلى، زى ما اتعودت كل سنة مفيش حاجة اتغيرت»، لم يتغير شيء مع والد محمد عبد السلام، الذى يلتزم كل عام بالحجز مع المدرسين ابتداء من شهر أغسطس قبل بدء العام الدراسى رسميا بالمدارس، للحضور إلى منزله لإعطاء ابنه الدروس الخصوصية، خاصة هذا العام، الشهادة الإعدادية، حيث حرص الوالد على الحجز مع أفضل المدرسين بالمدارس الثانوية. كورونا لم يغير من الأمر شيئا، فيجلس محمد بغرفة بصحبة المدرس بمفردهما، فليس هناك خطر يحاوطهما أو احتمالية لانتشار إصابة أو عدوى، «مش هنوقف حياتنا عشان فيروس»، هكذا يرى محمد.

 أما عن مريم عمر، طالبة الثانوية العامة، فهى لم تحسم قرارها حتى الآن بحجز الدروس الخصوصية مع المدرسين، رغم ابتداء جميع زملائها بالمجموعات الدراسية، إلا أنها مازالت متخوفة من احتمالية إصابة بالفيروس نتيجة انتقال العدوى إليها من فرد آخر ربما يكون حاملا لكورونا دون دراية منه، كما أنها لا تفضل حضور أى مدرس لمنزلها، فمن أين لها أن تعرف هذا الشخص سليما، أو ربما كان مخالطا لشخص مصاب من قبل، «ماقدرش أجازف وأضر نفسى أو أهلى»، هكذا قالت، مضيفة أنها لن تذهب للمدرسة مع بداية العام الدراسى إلا بعد أن تضح الأمور ويتضح إمكانية ظهور لقاح  للفيروس، يقيها من احتمالية الإصابة به، لكنها ستستمر فى متابعة دروسها بمفردها من المنزل، والاعتماد على قدراتها الشخصية، «الدروس الخصوصية والمدرسة مش هينفعونى بحاجة لما اتصاب». «لسة ماقدمتش لابنى فى المدرسة السنادى ومش عارف أعمل إيه، أنا بين نارين لا قادر أضيع عليه سنة دراسية كاملة وأقعده فى البيت، ولا قادر أجازف وأوديه المدرسة فى وسط الزحمة دى والظروف الحالية، خصوصا أن مفيش مصل ولا لقاح واحتمالية إصابته بأى شىء واردة، وده طفل صغير ومناعته ضعيفة»، هكذا قال أسامة نجيب، الذى يعمل بإحدى شركات السمسرة، عن تخوفه من ذهاب ابنه هذا العام إلى المدرسة، والتزاحم وسط زملائه بطابور الصباح وفى الفصول، فهو بعامه الثالث الابتدائى بإحدى مدارس مدينة 6 أكتوبر، ومازالت مناعته ضعيفة، إلى جانب أنه لا يمكنه إلزام هذا الطفل الصغير بارتداء الكمامة لنحو 8 ساعات، غير أنه غير مطمئن لخروج طفله من المنزل فى هذه الظروف، ومازال غير قادر على حسم الأمر واتخاذ قرار.