السبت 25 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العام الدراسى.. سنة ثانية ضياع

العام الدراسى السابق كان من أسوأ الأعوام التى مرت على السودان وأطولها شهد العديد من الكوارث، وليس القادم بمناة عن ذلك وقد يكون الأكثر سوء على أكثر التوقعات تفاؤلا، فقد كان مقررًا له وحسب التقويم الدراسى المعتاد أن تقرع الأجراس معلنة بدء الدراسة منذ يونيو الماضى.. وأجلت لخواتيم سبتمبر ولكن بدلاً عن أن تقرع أجراس الدراسة قرعت أجراس الخطر معلنة عن مخاوف لا تجافيها الحقائق بأن لا تعليم فى وضع أليم وهذا ما كان يهتف به الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية فى التظاهرات التى سبقت التغيير، ولم تكف حناجرهم عن ترديدها بعده، فقد امتد الألم وتطور وليس هناك من يملك ترياقه.. فى العام الماضى هجر التلاميذ مقاعد الدرس من أجل قطعة خبز كانت هى صمام الأمان لانفجار تراكمى لمعانات الأسر لم تسلم رؤؤس أبنائهم من أن تقع عليها تلك المعاناة، فساروا فى سكة الخلاص وبس، خلاص لا يعرفون ما بعده، وهى لعمرى درجة عالية من اليأس (بعد كدا خلى البحصل احصل) وليس أسوء مما نعيشه وبالفعل شاء الله أن ينتزع ملكه؛ وفرح الصبية مع أهاليهم ووزعت الوعود والمستقبل الزاهر وأتت الكفاءات الواعدة بالخير الوفير من كل صوب وحدب.. بس (انتو اصبروا شوية) فعصا سيدنا موسى حصرية عليه فقط ولا احد سوف يملك مثيلا لها، هكذا قالوا.. فسكن السامعون يلتمسون الصبر وهم فى الأصل صابرون (يعنى جات على كم شهر).. لكن الصبر قاس، ومن شيم الأنبياء وبعض الصالحين.. والوعود طارت وتساقطت الأحلام فلا مكان لها، والوضع أليم بل أشد ألما مما كان عليه لدرجة جعلت المسئولين يخرجون علينا وبمنتهى الصراحة والبساطة ليعلنوا لا تعليم فى ظل هذه الأوضاع الاقتصادية التى سوف تقود طوابير الطلاب الصباحية بدلا عن قاعات الدرس حاملين كتبهم؛ إلى الشارع يحملون الإطارات لإشعالها، محتجون على كل شىء بدء من الرسوم الدراسية التى تضاعفت بنسبة ٣٠٠٪ للتعليم الخاص، إلى كل ما وعدوا به من توفير كتب ووجبات وترحيل استعجلوا أو تحمسوا أكثر مما يجب وجاء حماسهم يفوق ميزانيتهم العليلة التى لا تصل لأى نسبة معقولة لتحقيق جزء يسير  مما وعدوا به، وتكشفت حقائقها لمن أراد رؤيتها  و و و... لذا أيها المواطن الصابر اصبر شوية وخلى ابنك فى البيت شهرين كمان ما أنت صبرت عليه شهور.



وإذا لا قدر الله لم يتوفر المناخ المناسب لعودة الدراسة فلا تحزن.. إن شاء الله تكون آخر الأحزان.. وحقيقة المواطن صبر والطلبة أيضا صبروا لدرجة أنهم اجتازوا امتحانات شهادتى الأساس والثانوى من منازلهم لقاعة الامتحان مما يعد ورطة ومأزقا لن يخرجوا منه كما يتمنون بأبهى درجات النجاح.

 وأخيرًا تناقلت الأخبار عن جهات مطلعة حالة غش بموجبها أغلقت شبكات النت عن كل السودان لثلاثة ساعات يوميا حتى انقضاء فترة امتحانات الثانوى بأمر جهات عدلية وهو أمر عجيب لفعل له سابقة حدوث ولكن هل قطع النت لهذه الساعات الحيوية سوف يحد من حالات الغش؟ سؤال لمجرد السؤال وأكيد وحسب التجارب السابقة سيأتى الرد بعيدا عن الشهادة الثانوية يوما ما.. وقبل الختام، هل خدمت الأحداث التى مرت بها البلاد الحكومة.. أم المواطن؟  فكلاهما درجة استعداده لأن تُفتح فصول وقاعات الدراسة صفرا.. وهل سيسقط العام الدراسى؟..ودمتم فى أمان الله.