الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تاريخ مكتب تنسيق الجامعات

قد لا يعرف الكثيرون متى تحديدا بدأ العمل بمكتب تنسيق الجامعات، الذى يتحكم منذ عقود طويلة فى مصائر ملايين الطلاب وحتى الآن.  عن هذا التاريخ يعود الأستاذ بالمركز القومى للبحوث التربوية الدكتور كمال مغيث سنوات للوراء، منذ إنشاء المدرسة التجهيزية، التى تعادل الثانوية حاليا فى زمن محمد على باشا، التى كان يلتحق بها حملة الشهادة الابتدائية، لمدة 4 أو 5 سنوات، حينها كان الطلاب يلتحقون بالمدرسة العليا «الكلية حاليا» بناء على لجنة من كل مدرسة عليا، مثل مدرسة المهندسخانة ومدرسة الطب ومدرسة الطب البيطرى ومدرسة الزراعة ومدرسة التجارة وكل ذلك بمثابة كليات.



يشرح مغيث: كانت كل مدرسة من هؤلاء تشكل لجنة من 4 و5 أساتذة يذهبون لمقابلة طلاب المدارس التجهيزية، وقتها لم يكن يوجد سوى مدرستين تجهيزيتين فقط واحدة بالقاهرة وأخرى بالإسكندرية على مستوى الجمهورية، ويختار الأساتذة من يجدونه مناسبا لمدارسهم، درجاتهم ومقابلة شخصية أو امتحان تحريرى ويقرروا قبول 15 طالبا مثلا بمدرسة الطب، وغير ذلك يحصل على شهادة إتمام الدراسة التجهيزية ويكون جاهزا للعمل كموظف فى دواوين الحكومة المختلفة.

واستمر هذا النظام معمولا به حتى زمن الخديو توفيق الذى حكم مصر سنة 1879، والذى أضاف مدرسة ثالثة هى المدرسة التوفيقية وبدأ لأول مرة فى مصر يتم عمل امتحان للمدرسة التجهيزية من شعبتين، الأول امتحان فى المدرسة تحريرى ومن ينجح فى الامتحان بمختلف المواد يدخل امتحانًا شفهيًا يتم على مسرح كبير مثل مسرح الأوبرا، طلاب وأساتذة بمختلف المواد وكان ذلك يعتبر احتفالا قوميا عظيما يحضر فيه الخديوى أحيانا أو من ينوب عنه والوزراء وكبار رجال الدين وقناصل الدول وفرقة الموسيقى الخديوية، والطالب يمتحن أمام المسرح الكبير ومن ينجح تعزف الموسيقى سلاما كبيرا ويستلم الطالب الشهادة من الخديوى وجائزة مكافأة، وحسب مجموعه يدخل المدرسة العليا، وعدد الطلاب كان محدودا جدا، واستمر ذلك حتى عام 1950، الطلاب ينجحون والكلية أو المدرسة العليا تعلن أنها ستأخذ الحاصلين على مجموع معين تحدده، ولا تقبلهم إلا بعد ذهابهم للكلية وبعد مقابلة خاصة معهم تأخذهم.  واستكمل د.مغيث: حتى عام 1944 لم يكن لدينا سوى جامعة واحدة وهى الجامعة المصرية، «القاهرة حاليا» أى كلية طب واحدة وهندسة واحدة وهكذا، وكان قد وصل عدد المدارس عام 1942 إلى حوالى 30 مدرسة ثانوية على مستوى مصر، وبدأ التفكير فى عمل جامعة جديدة بالإسكندرية وهى جامعة إبراهيم باشا، وطه حسين كان أول مدير لهذه الجامعة.

أول محاولة تنسيق

 واستمر القبول بهذا الشكل حتى جاء طه حسين وزيرا للمعارف 1950 فى آخر وزارة لحكومة الوفد، وبدأ يفكر فى تجميع المدارس العالية الموجودة لعمل جامعة فاروق وهى جامعة عين شمس حاليا، وهنا بدأ لأول مرة التفكير بعد 3 كليات طب و3 كليات حقوق و3 تجارة وإلخ، وليس معقولا أن تقوم كل كلية بعمل مجموع ونظام خاص بها، فقام طه حسين بتشكيل لجنة من 3 أو 4 من أساتذة فى كل جامعة من هذه الجامعات، واحد من الكليات العلمية وآخر من الكليات الأدبية النظرية وواحد بوجه عام، وقام بتسمية المجلس باسم مجلس التنسيق بين الجامعات سنة 1950-1951، وهذا أول مجلس تنسيق.  وأضاف: بعد ذلك تم إنشاء جامعة أسيوط سنة 1957 وكان رئيسها الدكتور سليمان حزين، وفى العام الدراسى 1961-1962 قرر الرئيس جمال عبدالناصر مجانية التعليم كله بما فيه التعليم الجامعى، لأن حتى عام 1950 كان التعليم مجانيا حتى المرحلة الابتدائية فقط، وطه حسين هو من جعل مجانية التعليم الثانوى فى الوزارة التى تولاها من 50 حتى عام 52، وبالتالى أصبح لدينا أعداد كبيرة من الطلاب طالما الجامعة أصبحت مجانية، وأصبح هناك ضرورة ملحة للتنسيق بين هؤلاء الطلاب فى دخول الجامعات وأنشأ مكتب التنسيق فى العام الدراسى 1961-1962 واتخذ معيارا وحيدا مطلقا هو المجموع على اعتبار أنه يضمن العدالة المطلقة لكل هذه الكليات، ما عدا بعض الكليات ذات الطبيعة الخاصة مثل كليات الفنون التى تحتاج اختبار قدرات.

 وكان أول رئيس لمكتب التنسيق هو على عبدالرازق، الذى عين فيما بعد وزيرا للتربية والتعليم فى السبعينيات.