الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كيراز.. مَنَ عَشَق باريس ورسم نساءها

رسّام كاريكاتير وكارتون آتٍ من مصر استطاع أن يُبهر أهل مدينة النور ويلفت انتباه نسائها الجميلات الأنيقات. واستطاع هذا الفنان أن يترك رسومًا تصنع ذاكرة إبداعية وجمالية تعكس عبَق باريس بأجوائها المميزة. لذا وقف أمام ما رسَمه بإعجاب متذوقى الإبداع وكل ما هو باريسى.



اسمه «كان كيراز» .. هذا الفنان الفرنسى الأرمنى الأصل والقاهرى المولد رحل عن عالمنا يوم 11 أغسطس الماضى فى باريس وكان فى الـ96 من عمره..اشتهر كيراز ولسنوات طويلة بأنه كان مبدع رسومات عُرفت  بـ «Parisiennes» ـ الباريسيات. نساء باريس ممشوقات القوام وبعيون كبيرة.. أنيقات واهتمامهن الأكبر غالبًا مُنصَب على الأزياء والتسوق  وهن دائمًا فى مَشاهد مختلفة وفى مواقف عديدة يقلن ما يقلن ويكشفن عن أنفسهن. 

عالمٌ مبهرٌ بنسائه وألوانه خَلقه كيراز على صفحات مجلة Jours de France (جور دو فرانس) الأسبوعية فى نهاية الخمسينيات، التى كان يملكها رجل الصناعة الشهير مارسيل داسو. عالمُ كيراز بباريسياته الجميلات عاشته وعايشته أجيال مختلفة من قراء المجلة وأهل باريس وعشاق خطوطه ورسوماته.ولم يكن بالأمرُ الغريب أنه عندما تم عرض شامل لباريسيات كيراز فى عام 2008 زاره كل من عرف الباريسيات وكان له رأى حول جمالهن ومواقفهن.. وأيضًا من بهره خطوط رسومات كيراز.. والبهجة المصاحبة لها.

كيراز كان بالنسبة لمن تابع حياته وشاهد لوحاته ومساهماته فى مجلات فرنسية وأمريكية ـ مثل فوج وبارى ماتش وبلاى بوى  يمثل عشقًا للحياة وتأملًا لتفاصيلها.. وكائناتها الأنثوية. كم من كلمات وأفكار ومواقف جريئة عن النساء سرّبها كيراز مع رسمه.. وكان ما كان., أدموند كيراز (كيرازيان) وُلد فى مصر الجديدة بالقاهرة يوم 25 أغسطس 1923. وتلقى تعليمه الأولى فى مدرسة نوباريان الأرمنية ثم مدرسة الفرير. وبدأت موهبته فى الرسم تظهر فى السّن المبكرة. كان فى الـ17 من عمره عندما بدأ فى نشر بعض رسوماته. ساعده فى ذلك الفنان «صاروخان» المقرب من عائلته. كيراز نشر رسوماته ـ ككارتون وكاريكاتير سياسى فى مجلات مصرية عديدة، منها المصور وإيماج. وصقّل موهبته بنفسه من خلال تردده على بعض الفنانين فى مصر ثم فى باريس التى زارها لأول مرة عام 1946 ومكث فيها عامَين. بعدها رجع إلى مصر وشارك فى بعض المعارض المشتركة ونال إعجاب النقاد وأهل الفن. وفى عام 1952 ذهب إلى باريس. وهذه المرة ليعيش فيها ومن هناك انطلقت موهبته عالميّا ورسوماته أبهرت عشاق الفن والرسم فى فرنسا وأوروبا وأمريكا..ومع قراءتى لخبر رحيله وبحثى عمّا هو مكتوب عن هذا الفنان المتميز أتساءل: ماذا نعرف عن بدايات كيراز فى مصر وخطواته وخطوطه الأولى على صفحات مجلات وإصدارات مصرية أثارت انتباه الأوساط الصحفية والقائمين بأمرها؟ ثم كيف يمكن تقييم تجربة إبداع كيراز سواء فى مصر أو فى فرنسا؟ وهل من معارف وأقارب له يعرفون الأكثر عن تفاصيل حياته وحياة أسرته فى مصر؟ وماذا حمل معه من مصر؟ وكيف كانت علاقته مع مصر خلال سنوات إقامته فى فرنسا التى زادت على خمسين عامًا؟ خصوصًا أننا نعرف أن شقيقه هايج كيرازيان ـ المعروف بـ جان جيراس له مكانته فى تاريخ الصحافة الفرنسية؛ خصوصًا مع صحيفة لوموند وفى تغطية العالم العربى والإسلامى على مدى سنوات طويلة ـ وكان صديقًا مُقرّبًا لايريك رولو ـ الصحفى الدبلوماسى الفرنسى  القاهرى المولد.  وأن هذا الصحفى شقيق الرسام كيراز جاء إلى مصر مؤخرًا ليموت فيها ويُدفن فى ترابها فى نهاية شهر فبراير الماضى.

حواديت الفنان الشهير كيراز ورسوماته فى القاهرة قبل أن ينتقل إلى باريس.. بالتأكيد تحتاج إلى بحث ودراسة وربما كتاب يحافظ على الذاكرة الإبداعية للقاهرة والأرمن فى مصر!.