السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

 ندير السد بطريقة «القرش الأبيض..»

كان مديرًا لأعمال مشروع جنوب الوادى بتوشكى من 1998 وحتى عام 2002، ثم مفتشًا للأعمال المدنية بمشروع قناطر نجع حمادى الجديدة من 2002 وحتى 2008، ثم خبيرًا للمياه والرى بصندوق التعاون الفنى الأفريقى حتى 2012، ثم مدير عام الرى بمحافظة أسيوط حتى 2014، فمديرًا لمشروع إنشاء قناطر أسيوط الجديدة من 2014 وحتى 2018، حين عين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسد العالى وخزان أسوان.



 

هو المهندس حسين جلال، الذى قال لنا إن العمل فى السد العالى شرف بالنسبة له، وأنه يعتبره محرابه الذى ارتبط به منذ عشرين عامًا، عندما بدأ العمل فى مشروع توشكى، حتى كللت هذه الخبرات الآن إلى هذه المسئولية عن السد وخزان أسوان.

 اختارت الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى السد العالى بأسوان، كأحد أعظم 10 مشروعات هندسية فى العالم، ما جعل العديد من الجامعات الدولية تقوم بتدريس السد العالي لطلابها.

يشعر المهندس حسين بالفخر كونه مسئولاً الآن عن أكبر السدود الركامية حجمًا فى العالم، والذى استخدم فى بنائه أكثر من 43 مليون متر مكعب من الصخور والرمال والطين الأسوانى، وهو كذلك من أكبر السدود إنتاجًا للكهرباء حيث يتكون من 12 توربينة تنتج كل منها حوالى 175 ميجاوات، أى بإجمالى 2100 ميجاوات ساعة أدخلت الكهرباء إلى القرى والنجوع جميعها، بالإضافة لكونه من أعظم المشروعات متعددة الأهداف، ويعتبر الحجر الأساسى للتنمية فى مصر الحديثة، فقد زاد الرقعة الزراعية فى مصر بنحو مليونى فدان أى 30 % من المساحة المنزرعة فى مصر.

السد أيضًا كما يشرح المهندس حسين نقل نظام الرى فى مصر من الرى الحوضى إلى الرى الدائم، وهذا وحده زاد المساحة المنزرعة بنحو مليون فدان، وحول الزراعة من موسمية إلى دائمة، وزاد من مساحة زراعة الأرز، والتنمية الصناعية أيضًا، الى جانب صيد الأسماك فى بحيرة ناصر لتصبح من أهم مصادر البروتين السمكى فى مصر، تحت إشراف هيئة الثروة السمكية بوزارة الزراعة، وإنشاء مفيض الطوارئ بتوشكى، وإدخال السياحة النهرية خاصة ما بين الأقصر وأسوان. 

وأهم مشروعين تنمويين قاما بسبب تخزين المياه فى بحيرة ناصر هما مشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى» الذى يستصلح 540 ألف فدان وإقامة مدينة توشكى كمجتمع عمرانى متكامل، ثم مشروع ترعة السلام الذى يعد نواة تنمية وتعمير سيناء والذى نقل مياه النيل إلى سيناء لأول مرة عبر سحارة أسفل قناة السويس.

 إدارة السد العالى

يستشهد المهندس حسين جلال بالمثل الشعبى «القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود» للدلالة على أسلوب إدارة منشآت السد العالى وخزان أسوان، بالإدارة الرشيدة والحكيمة والاستشارات، حيث يتم التحكم فى كل قطرة مياه تأتينا من أعالى النيل، لحمايتنا من الجفاف، ومن الفيضانات، ويمكننا استرجاع المياه المخزنة، لتلبية احتياجات مياه الشرب والصناعة والكهرباء والزراعة.. يهتم رئيس مجلس إدارة هيئة السد العالى حسين جلال بمشروعات صيانة وتشغيل كل محطات سدود توشكى والسد الترابى، وبصيانة محطات الطوارئ، والمنشآت التكميلية، وقناة مفيض طوارئ توشكى التى تم تعميقها وتوسيع مجراها من قبل، وهى مصممة بالأساس لحالات الطوارئ وتمرير مياه فيضان النيل التى تزيد عن قدرة استيعاب السد العالى إلى منخفضات توشكى للاستفادة بها. لتسير فى منظومة متكاملة مع خزان أسوان، لتحافظ على أمان السد العالى وتعظم الاستفادة منه.

المهندس جلال مسئول عن 1400 عامل ومهندس وفنى وجيولوجى، هم جملة من يعملون بالهيئة، لتشغيل وصيانة السد، الذين تراكمت خبراتهم منذ بداية إنشاء السد فى الستينات وحتى الآن، نقلها القدامى لزملائهم من الأجيال الجديدة التى لم تعاصر إنشاء السد، فأصبح لدى جميع العاملين هذه الخبرات فى الإدارة والتشغيل والصيانة لكل منشآت السد.

تعتمد إدارة السد أيضًا على البحث العلمى، وإجراء الدراسات المستمرة، وبحوث المياه والهيدروليكا، والميكانيكا والكهرباء، ومركز أرصاد السد العالى.

 اليوبيل الذهبى

يستعد المهندس جلال لاحتفالات اليوبيل الذهبى للسد العالى، التى ستقام فى 15 يناير، ذكرى افتتاح السد الذى أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة أسوان من وقتها، ويخطط للاجتماع مع وزارات الشباب والرياضة والثقافة وغيرها للاحتفال، على غرار كل عام، بالإضافة إلى تكريم العاملين الذين شاركوا فى بناء السد العالى، وإطلاق كتيبات عن السد فى 50 عامًا، وعروض فنية، وعرض لسيارة الرئيس عبدالناصر التى كان يستخدمها أثناء تفقده لأعمال بناء السد.