الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مافيا تسرق حسابك البنكى عبر وسائل التواصل

 مع الانتشار الواسع لاستخدام أجهزة المحمول الذكية وتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت، تزايدت جرائم قرصنة مافيا السرقات الإلكترونية للحسابات البنكية، لمستخدمى هذه الأجهزة والتطبيقات، من خلال برامج تجسس تخترق الأجهزة والمعلومات، وخطط نصب واحتيال، مثل الفوز بأموال أو إرسال أموال كتبرعات من جهات خيرية دولية تطلب بيانات الضحية لإرسال الأموال عليها، ولا يمكن لأجهزة الأمن استرداد هذه الأموال، لاستخدام القراصنة حسابات وهمية وانتشارهم فى دول عديدة بالعالم.



الزميل هانى النقراشي، خاض مغامرة مع أحد أفراد هذه المافيا الدولية، تعرف خلالها على المعلومات التى يطلبها النصاب ويستطيع من خلالها الاستيلاء على الأموال الموجودة فى حساب الضحية، حيث تلقى رسالة على«الإنستجرام» من سيدة بـ«أكونت» يدعى «omininancy 212»، تقول فيها: «أنا شقيقة من الأرجنتين، وفى الحقيقة نحن مؤيدو القس من اتحاد ربنا الله فى جميع أنحاء العالم مشغولون فى دعم البلدان والكنائس والمساجد وغيرها من المساعدات الخيرية، والبيوت الخالية من الأمهات، والآن أود أن أدعم الناس هناك فى بلدك بمبلغ من المال من خلالك ويرجى عدم التمييز بين الاختلافات الدينية، سلام الرب معك ومع عائلتك».

هنا أدركت منذ البداية أن هذا مشروع نصب، فتماشيت مع طلباتها لاستدراجها وسؤالها عن المطلوب تحديدًا، فقالت: «نعم عزيزى فى الرب، نحن ربنا زمالة العالم البرية وافقنا على (3000000 ثلاثمائة ألف دولار) للتبرع لبلدك لمواجهة هذا الفيروس كورونا فى وقت عصيب لمنح هذا المال للأشخاص الأقل حظًا هناك من خلالك، وأدعو الله أن يمنحك قلبًا طيبًا للتعامل مع هذا المشروع بإخلاص لأننا لن نكون هناك نراقبك لهذا المشروع أو نعرف كيف تنفق المال، لكن الله سيكون هناك لرؤيتك، بارك الله فيك وعائلتك آمين».

كررت سؤالى لها ما المطلوب منى تحديدًا فقالت: «شكرًا جزيلًا لك صديقى العزيز، وفقًا لمدير البنك الخاص بى، لقد طلب البنك الذى تتعامل معه الآن تفاصيل حسابك المصرفى لتحويل هذه الأموال إلى حسابك المصرفى دوليًا، يجب أن ترسل إلى هنا تفاصيل حسابك المصرفى مثل «رقم حساب، اسم الحساب، اسم الدولة، عنوان الحجز، رقم البطاقة، السيرة الذاتية، رقم الهاتف، نوع البطاقة، تاريخ الميلاد، عنوان البريد الإلكترونى، الرقم السرى، الرمز البريدى، اسم البنك، الوصول عبر الإنترنت، تاريخ الانتهاء، والآن عليك أن ترسل لى هذه التفاصيل حتى يتم تحويل هذه الأموال مباشرة إلى حسابك المصرفى دون أى مشكلة، بارك الله فيك أنت وعائلتك وحافظ على سلامتك فى هذا الربع، آمين، عليك أن تكون سريعًا فى إرسال هذه التفاصيل لى على الفور، وشكرًا جزيلًا عزيزى، من فضلك عليك أن تشعر بالملف كما أرسلته لك حتى أتمكن من تحويل الأموال مباشرة إلى حسابك المصرفى لأنه تحويل دولى. والمبلغ الذى سوف أرسله لك هو ثلاثمائة ألف دولار».

ورددت عليها قائلًا: «سأرسل البيانات فى أقرب وقت ممكن» وبالطبع لم يحدث لأنى تيقنت من محاولة النصب.

  النصاب أوقع بأستاذة الجامعة

الدكتورة سحر شوشان، أستاذ مساعد  فى إحدى جامعات المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، قالت إنها تعرضت خلال الشهر الماضى لحالة نصب وسرقة إلكترونية، عن طريق برنامج «الايمو» لافتة إلى أن «الأكاونت» الخاص بها كان يحمل شعار بنك شهير فى المملكة وطلبوا منها أن تراجع معهم بياناتها ورقم «الايبان» أو رقم الحساب كما يعرف فى مصر، وأخبروها أن مدير البنك يريد التحدث معها شخصيًا  لمراجعة مبلغ كبير، سوف يضاف إلى حسابها، ثم تحدث معها أربعة أشخاص آخرين على أنهم موظفون بالبنك، وبعدها نجحوا فى تحويل ما يقرب من 2500 ريال سعودى كانوا كل ما فى حسابها البنكى وقالت:«الحمد لم يكن موجودًا بحسابى غير هذا المبلغ وتم سحبه بالكامل وبالفعل اتصلت بالبنك وأخبرتهم وتم إيقاف الفيزا».

وتضيف «شوشان»: «عندما ذهبت فى اليوم التالى للبنك اكتشفت أن هناك عددًا كبيرًا من العملاء تم الاستيلاء على أموالهم  بنفس الطريقة واستولوا على ما يقرب من 40 ألف ريال من أشخاص مختلفين بشكل احترافى فى السرقة الإلكترونية، وتوجهت لقسم الشرطة بناء على طلب البنك واكتشفت أن الشرطة تعلم الموضوع بالكامل لأنه تكرر مع عدد ليس بقليل هناك، وتم أخذ أقوالى على أمل الانتظار لاسترداد أموالى، ولكنى أدرك أنها لن تسترد، فهى عصابات دولية تستخدم بطاقات وتسرق بشكل احترافى ويتم التحويل خارج المملكة أو الدولة فى لمح البصر».

وتنصح سحر شوشان أصحاب الحسابات البنكية تجنب الوقوع فى براثن هذه العصابات قائلة:«أحذر الجميع وأطالبهم بعدم الاستجابة لأى طلب يتعلق بالتحويلات أوبيانات حسابات البنوك، سواء على تطبيقات «الإيمو أو الماسنجر» أو حتى الحسابات الشخصية، لأن هناك عصابات منظمة للغاية وتستطيع بسهولة اختراق هذه الحسابات وسحب جميع الأموال المتوفرة فيها.

وقال الدكتور محمد الجندى، الخبير فى أمن المعلومات، إن هذه الوقائع تحدث كثيرًا جدًا ونطلق عليها فى أمن المعلومات «فيشنج» أو«اصطياد المعلومات»، وأنواعه كثيرة، منها النصب عن طريق «أبليكيشن» مزيف أو رسائل تنتحل صفة البنوك، أو سرقة المعلومات من على الإيميلات، والفكرة كلها أن الخطأ يكون من المستخدم وليس من الأبليكيشن ولا يحدث اختراق فى الموضوع إلا إذا كان هناك تفاعلًا من المستخدم.

أضاف الجندي: «المستخدم هو نقطة الضعف الوحيدة فى موضوع «الفيشينج» أو اصطياد المعلومات وحتى لو أن هناك اختراق لـ «سيستم» أو غيره يكون السبب هو مساعدة المحتال بفتح الرسالة التى يكون بها رابط عنوان به الفيروس الذى يخترق به الجهاز الذى استقبل الرسالة، فيصبح مع «الهاكر» أو المخترق جميع البيانات اللازمة لسحب الأموال أو الشراء من خلالها إلكترونيًا، وللأسف هناك نسبة كبيرة من المستخدمين للأجهزة الذكية وشبكة الإنترنت لا يدركون كيف يحمون أنفسهم وأموالهم من هذه الاختراقات.

وطالب«الجندى» بوجود شراكة ما بين القطاع العام والخاص، فى توعية المواطنين، وشركات الاتصالات على سبيل المثال لديها جزء من ميزانياتها تخصص لـ «خدمة المجتمع»، فلماذا لا تنسق الدولة وتتواصل مع شركات  الاتصالات لتنظيم حملة لتوعية المستخدمين بمخاطر التحول الرقمى واستخدام القنوات الرقمية للبنوك وتحويل الأموال وغيرها، ولماذا لا تدرس مناهج التربية والتعليم والجامعات مناهج خاصة بالكمبيوتر، تتضمن مخاطرهذه الأمور والتكنولوجيا» لأن الأمر أصبح يمثل مسألة أمن قومى للأفراد والدولة لحماية الأموال من قرصنة هؤلاء المحتالين.