الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مواجهة الأباطرة الجدد.. والصيف الأمريكى!

ما دام حالنا المستجد مع الكورونا لم يتغير كثيرًا فإن علينا أن نعيشه ونتعايش معه. هذه هى الذهنية الواجب تواجدها للتعامل مع «حركة»  أو بتعبير أدق «عدم حركة» الحياة من حولنا. هكذا استطاع الإنسان عبر القرون أن يتواءم و«ياخد على الجديد» ويتقبله ويبدى مرونة ضرورية للاستمرار والبقاء رغم كل ما يستجد وما يعرقل وما يشل آليات الحركة والبركة حوله.. نعم، مفيش مخرج أو حل تانى.. لمن يعنيه الأمر.



فى مواجهة أباطرة وادى سيليكون

شاهدت وتابعت أمريكا ومعها العالم كله يوم 29 يوليو الماضى مواجهة حامية وشرسة ما بين الكونجرس الأمريكى وأباطرة الشركات العملاقة المهيمنة على عوالم الإنترنت. سبب هذه المواجهة كان ولا يزال (كما يقال) هو محاولة الحد من تغوّل الشركات العملاقة مثل جوجل وآبل وفيسبوك وآمازون ومحاسبتها علنًا على ممارساتها المتواصلة من أجل احتكار الأجواء الإنترنتية وفرض سيطرتها على ما يجرى فيها من سريان للمعلومات والتعاملات الاجتماعية والتجارية، وذلك بالطبع من أجل ضمان استهلاك أكثر لخدماتها، وبالتالى استحواذ أموال أكثر من الإعلانات للمستهلكين وأيضًا من الخدمات التى تقوم بتوفيرها لهم، وقد قدرت قيمة هذه الشركات ونشاطها بنحو 5 تريليونات دولار. 

المواجهة كانت افتراضية عبر الإنترنت ومشاركة جيف بيزوس (56 عامًا) مؤسس وصاحب «آمازون» كانت الأولى بالنسبة له منذ أن صار اسمًا شهيرًا فى عالم التجارة الإلكترونية، وهو أغنى أغنياء العالم وتقدر ثروته بنحو 180 مليار دولار. وقد وجهت أسئلة لمارك زاكربرج رئيس «فيسبوك» بخصوص ما ينشر وما لا ينشر على الفيسبوك من مداخلات ومواقف وأكاذيب سياسية.. وهل هناك معايير لهذا التدخل أو التحكم من جانب فيسبوك؟ زاكربرج عمره 36 عامًا وثروته أكثر من 86 مليارًا .. تحدث عن حساسية مسئولية الفيسبوك ليس فقط فى العملية الانتخابية، ولكن أيضًا فى مواجهة كوفيد 19 فى أن يغربل ما يطرح على الساحة من معلومات كاذبة عن الوباء أو علاجه. 

وطبعًا بالنسبة لهيمنة أداة البحث «جوجل»ـ يظل السؤال الأكبر: كيف تظهر أو تحجب أو تعطى الأولوية لهذه المعلومة ولغيرها؟.. وهل من رقابة وعملية تفضيل أو عملية إقصاء تتم خلال عملية البحث عن المعلومة؟.. ويذكر فى هذا الصدد أن أكثر من 63 ألف عملية بحث عبر جوجل تتم فى كل ثانية، وأن عددها يصل إلى نحو 7 مليارات عملية بحث كل يوم! ولعل أكثر ما لفت الانتباه فى هذه المحاسبة العلنية هو أن عمالقة العصر صار لهم تواجد متواصل ومتشابك فى حياتنا اليومية.. ثانية بثانية، ومن ثم تأتى أهمية وضع قواعد للعبة التى نعيشها، بل ندمنها وتدمنها الأجيال الجديدة بشكل مخيف ومقلق. لجنة الكونجرس التى ناقشت الأمر درست كل ما له صلة بالاحتكار ومنع المنافسة فى ممارسات هذه الشركات العملاقة لأكثر من عام، وقد جمعت أكثر من مليون صفحة من وثائق ومحاضر مناقشات تتناول هذه القضايا الحيوية المرتبطة بوادى سيليكون وأباطرته وما لشركاتها العظمى من هيمنة على تفاصيل حياتنا وأيضًا على آليات اختياراتنا..كل يوم وكل ثانية.

الدراجات.. والاهتمام بالنباتات

الصيف الأمريكى فى زمن الكورونا يشهد محاولات عديدة بسيطة فى شكلها، ولكن عميقة فى مضمونها من أجل إجازة يمضيها الأمريكى أو يقضيها وهو يلملم نفسه بعد ستة أشهر من قدوم الجائحة. لذا يتساءل: كيف يمكن أن تنجح فى الخروج من العزلة التى فرضتها على نفسك؟ وهل هذا يمكن تحقيقه وإنجازه وسط هذه الأجواء المتوترة على امتداد ولايات الجنوب والغرب الأمريكى؟ وتزايد مستمر فى عدد حالات الإصابة والموت؟! وهل فى إمكاننا التعايش ولو بحذر مع القلق الذى حل علينا وأربك تفاصيل حياتنا وحياة من يعيشون معنا؟ ثم كم من مآسٍ وجرائم وحماقات ارتكبت باسم كورونا العائش معنا الآن؟! الصحف والمجلات الأمريكية وهى تتابع الصيف الأمريكى لعام 2020 ترصد مللاً عامًا داخل مجتمعات أمريكية كثيرة تجاه الحبسة إياها.. وتجاه التحرك بحذر وفى حدود. تزايد الإصابة بالفيروس وسط فرق رياضية، بالإضافة إلى وجود حالات إصابة وسط معسكرات صيفية شبابية أطلق من جديد صفارات الإنذار بعدم التهاون فى اتباع الإجراءات الاحترازية.. واستعمال الكمامة فى كل الأحوال مهما كان نفاد الصبر أو الشكوى من التباعد الاجتماعى. ما لفت الانتباه فيما يخص توجه الصناعات نحو متطلبات المرحلة المقبلة قيام شركة «كوداك» الشهيرة فى عالم التصوير بوضع خطط لإنتاج كيماويات مطلوبة وضرورية فى زمن الكورونا. كما لفت الأنظار إقبال متزايد على استخدام الدراجات كوسيلة انتقال فى زمننا هذا، ومن ثم زيادة إنتاجها وإنتاج مستلزماتها..وأيضًا إعادة تخطيط الطرق فى المدن لتتواءم مع عودة الدراجة إلى شوارعها.