الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«فارس ماسبيرو»

مجموعة شرائط مصورة من 2010 ولقاءات قديمة مع عمالقة الفن والإعلام وشخصيات عامة أمثال السيدة جيهان السادات والفنانون سمير صبرى وعادل إمام وعمر الحريرى وسمير غانم وأبلة فضيلة، وصلاح منتصر ووجدى الحكيم وسلمى الشماع، والسفير إسماعيل خيرت، والإذاعى طارق حبيب وغيرهم.



 

كانت هى المادة المتوفرة، أمام صانعة الأفلام التسجيلية، الحاصلة على ماجستير النقد التليفزيونى من أكاديمية الفنون، المخرجة أسماء إبراهيم، لكى تكتب وتخرج فيلمها عن «أبو الإعلام العربى...حاتم فارس ماسبيرو».

الفيلم التسجيلى الذى احتفل التليفزيون بإذاعته قبل أيام مع الاحتفال بالعيد الستين للتليفزيون، مدته 27 دقيقة، وبدأ الفيلم بمشهد من فيلم ناصر 56 والرئيس يطلب من مدير مكتبه البحث عن شخص بإمكانه عمل دراسة عن إنشاء تليفزيون فى مصر..

جمعت أسماء معلومات من بعض المراجع العلمية، ومواد أرشيفية من الجرائد، وطافت بكاميرتها فى سرد بصرى لمبنى التليفزيون والهيئة العامة للاستعلامات ووكالة أنباء الشرق الأوسط، وبمنزل الدكتور عبدالقادر حاتم، تطوف فى مذكراته وبعض مقتنياته الشخصية الموجودة داخل منزله، بمساعدة ابنه د. طارق عبدالقادر.

اكتشفت أسماء أن المادة التى جمعتها يمكنها أن تصنع ساعات تسجيلية عن هذه الشخصية، وليس فيلما تسجيليا يرصد دوره فقط فى بناء التليفزيون المصرى، لكنها قررت أن يقتصر فيلم «فارس ماسبيرو» على دوره فى التليفزيون.

د.عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام والسياحة والثقافة ورجل الدولة، الذى عاصر ثلاثة رؤساء حكموا مصر، وكان المتحدث الرسمى لها فى إحدى الفترات، كما كان له الفضل الأول فى إنشاء وزارة السياحة وإنشاء المجالس القومية المتخصصة التى تعد «عقل مصر»، إلى جانب إنشائه لوكالة أنباء الشرق الأوسط، والهيئة العامة للاستعلامات، وكلها أجنحة إعلام أخرى أضافها للإعلام المرئى والمسموع، علاوة على تأسيسه لوزارة الإعلام.

 فكر د.حاتم بأن يكون هناك صرح يعبر عن صوت مصر، مبنى التليفزيون المصرى بمنطقة ماسبيرو المطلة على النيل، لتعليم الشعب وتثقيفه ومحو أميته، ولم تلق الفكرة ترحيبا وقتئذ من رجال الدولة وبعض الوزراء، لرؤيتهم بأنه من الأفضل توفير أموال الدولة لأمور أكثر أهمية، «فذلك الصندوق الذى سيخرج علينا برسوم متحركة سيشغل الفلاح المصرى بالسهر ومشاهدة البرامج، فلن يذهب فى الصباح الباكر لرى أرضه والعمل بجهد وإخلاص فى خدمة الأرض التى يقوم بزراعتها».

 هكذا قال وزير الزراعة آنذاك كما جاء فى مذكرات د.عبدالقادر حاتم، وهكذا كان حال وزير الصناعة الذى رأى أنه من الصعوبة تلبية مطالب إنشاء مشروع ضخم كهذا، فالمصانع ليست مؤهلة لذلك، ولم يختلف رأى وزير التعليم كثيرًا، فقد رأى أنه بحاجة إلى مصادر تمويل لإنشاء مدارس تضم أبناء الطبقة الفقيرة وتمحو أميتهم.

 وأخيرا، لم ينصر أبو الإعلام المصرى والعربى سوى د. عبدالمنعم القيسونى، وزير الاقتصاد بذلك الوقت، الذى رأى أن ذلك الجهاز سينقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة التى تتمتع بوسائل إعلام متطورة، وهكذا بدأ أبو الإعلام العربى بوضع أول طوبة بمبنى ماسبيرو.

«صانع القوى الناعمة»

لم تتوقف إسماء إبراهيم عند دور د.عبدالقادر حاتم فى إنشاء مبنى للتليفزيون المصرى، بل أبرزت دوره الأكبر فى «كونه الصانع الأول للقوى الناعمة، فقد كان مقدرا للفن والفنانين وداعما لهم على الدوام، وفى ذلك قال الفنان سمير صبرى: إن لعبدالقادر حاتم الفضل الأول فى اكتشافه بعدما أعجب به فى تقديمه لإحدى حفلات مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ووجهه لعمل أحاديث تليفزيونية مع مختلف ضيوف مصر فى مجالات الفن والثقافة، معدًا له هذه اللقاءات».

 تتحدث أسماء إبراهيم، عن أن فيلم «فارس ماسبيرو»يعد التوثيق الحقيقية الأول لإنجازات د.عبدالقادر حاتم فى صناعة الإعلام المصرى والعربى، واختياره للكوادر التى تمكنت من عمل برامج متخصصة للأطفال، وأخرى تناولت فوازير رمضان، فقد كان قديرًا فى اقتناص الكفاءات وإعطائهم الثقة.

 «ما وثقه د.حاتم وأكده بعد تواجده بالسلطة أثناء حرب 67، لم يزيف وعى المواطن المصرى، ولم يقدم معلومات مغلوطة له وقت هذه النكسة، فقد عرف هذا الرجل بنزاهته، لذا كان له النصيب الأول فى تسليط الضوء عليه واختياره كرجل إعلام أساسى بحرب 73».

وعن صاحب مسمى فارس ماسبيرو، الذى أطلق على د.عبدالقادر وتم عنونة الفيلم التسجيلى به، أكدت المخرجة أسماء إبراهيم أن العمل الفنى عمل جماعى يرجع الفضل فى نجاحه وظهوره إلى النور لمخرجه وصانعه وصاحب موسيقاه التصويرية ومونتيره ومصوره، مرجعة اختيار الاسم إلى رانيا عبدالغنى، منونتيرة الفيلم، وشريكة الإبداع معها كما قالت، «كنا محتارين نسمى الفيلم إيه، الفيلم عن التليفزيون المصرى وعن شخصية، محتاجين ندمج بين الكيان والشخصية.. رانيا قالت إنه صاحب الفضل فى إنشاء ماسبيرو ولم يكن من الضباط الأحرار لكنه كان مع القضية الوطنية، فرأت أنه أيضًا فارس، لكن فارس فى الإعلام، ومن هنا أتى مسمى الفيلم «حاتم.. فارس ماسبيرو». وأشارت أسماء إلى ما لاقته من ترحيب من أبناء ماسبيرو بمجرد علمهم بأن هناك فيلمًا سيعرض حول هذا الرجل، «أخيرًا الراجل ده هيقدر ويعاد ذكره.. بدأوا يشتغلوا بحماس ويعاونونى بكل طاقتهم كنوع من رد الجميل والعرفان لهذا الرجل.