الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حليم.. عاش الفن رسالة

 صوته الذى سكن وجدان وقلب وعقل أجيال عاشت معه حلم الثورة، وسارت معه خطوات الثورة والشعب، الشعب الذى حلق فى فضاء الحرية مع كل أغنية غناها، وخرجت من قلبه إلى قلوبنا التى كانت تقفز فرحًا وزهوًا بإنجازات ثورتنا، ونسمعه ونعيش معه وعلى أرض مصر ثورة عظيمة قادرة على كتابة تاريخ يليق ببلد عظيم وشعب عظيم.



 

نسمعه ونصدقه وتتفجر داخلنا طاقات جبارة قادرة على تحويل ليس مجرى نهر النيل العظيم فحسب، بل قادرة على تحويل الليل إلى نهار، قادرة على امتلاك الحاضر وخلق المستقبل.  عبدالحليم حافظ ابن ثورة يوليو الذى جسد مشروعها العظيم بغنائه، وعشنا معه إنجازات ربما لم تخطر على بال الأجيال السابقة، عشنا معه وصدقناه وهو يؤكد: «ده مش أمانى وكلام أغانى / ده بر تانى قصادنا قريب» وعبرنا البر التانى ونحن نغنى معه ونرى بأعيننا البر التانى بر مصر الثورة، التى غنى لها وغنينا معه من كلمات شاعرنا الكبير «صلاح جاهين»، وألحان الكبير الذى جسد الثورة نغمًا قويًا عفيًا «كمال الطويل» نغنى معهم بكل إيماننا بصدق الصوت والكلمة واللحن : «للأفراح والرفاهية حنمد طريق ع النيل / اسمه فى الاشتراكية التصنيع التقيل».

كتب «جاهين» ولحن «الطويل» وغنى «حليم» «للتصنيع التقيل» وبالفعل بدأت خطط التنمية فى مصر، وأقامت الثورة قلاعنا الصناعية الكبرى. ولن أنسى رحلتى مع مدرستى الابتدائية للقلعة الصناعية للحديد والصلب فى حلوان، وإحساس الطفلة التى عايشتها بالزهو والفخر والقوة، وبأننى أسند ظهرى على جدار صلب من داخله يولد مستقبلى، كما يولد مستقبلنا من هدير المكن الداير فى القلاع الصناعية بطول البلاد وعرضها. غنى للثورة ولنا، وغنينا معاه للحلم الذى تحقق على أرض أسوان، الحلم الذى كتبه «أحمد شفيق كامل» ولحنه «كمال الطويل» فى «حكاية شعب» التى غناها «حليم» و«قلنا حنبنى وادى احنا بنينا السد العالى» ويحكى حكاية الشعب الذى بنى السد العالى تاريخ أجدادنا الذى كتب بدمائهم، نعم حكى تاريخنا فى أغنية : «والمحتل الغادر ينعم فيها لوحده / والمشانق للى رايح واللى جاى / ودم أحرارنا اللى راحوا فى دنشواى / كان كفاحنا بنار جراحنا / يكتبه دم الضحايا». وغنى وغنينا معاه: «نفوت على الصحرا تخضر / نشقى / خدود الناس تحمر»، وهذا لم يكن مجرد «أمانى وكلام أغانى» فقد اخضرت الصحراء حقًا وتحقق ونبتت الأحلام خضرة عفية فى صحراء مصر وتم تعمير أرض «الوادى الجديد».  غنى وغنوا للثورة ولنا نحن ذلك الجيل الذى كان وقتها «الجيل الصاعد» كنا نشعر أن الأغنية التى كتبها الشاعر الغنائى الكبير «حسين السيد» ولحنها الموسيقار الكبير «محمد عبدالوهاب» وغناها كبار فنانى مصر، قد خرجت من أجلنا كما تم بناء المدارس وقصور وبيوت الثقافة وأكاديمة الفنون والكثير غير كل هذا من أجلنا فى هذه الأغنية المقطع الذى يغنيه «حليم» هو رؤية واضحة ومحددة لكيف كان ينظر للفن فى ذلك الزمن.. زمن الثورة : «عاش الفن حضارة لأمة يبنيها الفنان / يروى حياتها بغنوة، بكلمة، بصورة، بروح وإيمان، قلبى وروحى ملك لفنى / والأتنين لبلادى هدية.. حيو معايا قولو معايا / عاش الفن رسالة عاش».