الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نقد سياسى واجتماعى.. كوميدى

شاهد «شايف» كل حاجة!!

ريشة: أمانى موسى
ريشة: أمانى موسى

منذ نشأة المسرح وهو متفرد عن غيره من الفنون وله رونقه الخاص، ولكل فترة سماتها الخاصة فى الفكر المسرحى، سواء من ناحية النص أو الإخراج أو العروض المستخدمة، وتعتبر حقبة الثمانينيات من الفترات المؤثرة فى تاريخ المسرح المصرى، فلم يستطع أن ينسى محبو الفن بشكل عام والمسرحى بشكل خاص العروض المسرحية المميزة التى عرضت خلال هذه المرحلة، وكتاب ومخرجى النصوص المسرحية الذين حققوا شهرة واسعة، تضاهى شهرة أبطال هذه المسرحيات، مثل لينين الرملى وسمير العصفورى وغيرهما الكثير، ممن أثروا مسرح الدولة والمسرح الخاص بأعمالهم التى لاتزال عالقة فى أذهان الكثيرين.



تصف سامية حبيب- أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون- المسرح المصرى فى هذه الفترة بأنه قد شهد تجارب فنية متميزة على مسرح الدولة، كان أشهَرُها «عرابى زعيم الفلاحين» التى كتبها عبدالرحمن الشرقاوى وأخرجها عادل عواجة، والتى عرضت بهدف استعاده جزء مهم من تاريخ مصر، وإنجازات أحمد عرابى وكفاحه ضد الخديو بشكل كبير، وحققت هذه المسرحية نجاحًا كبيرًا وتم عرضها لعدة ليالى على خشبة المسرح، وأشاد بها الكثيرون من نقاد الفن الذين وجدواهدفًا كبيرًا فى هذا العمل. 

أمّا مسرحية «العسل عسل والبصل بصل» التى أعدها المخرج سمير العصفورى،مستعينًا بأشعار بيرم التونسى، فكانت طفرة فى المسرح المصرى؛ حيث قدمت هذه المسرحية كوميديا النقد الاجتماعى والسياسى، والاستعراضات الفنية بشكل جديد، وتم العرض على مسرح الطليعة لفترة طويلة، وأحدثت هذه المسرحية نقلة كبيرة فى مشوار سمير العصفورى وقدم بعدها عددًا من الأعمال المسرحية المميزة.

«التجريبى»

وتشير د. سامية إلى فترة مهمة فى تاريخ المسرح، منذ عام 1988 عندما بدأ مهرجان المسرح التجريبى، وانضم عددٌ من الشباب الذين قدّموا أفكارًا جديدة راقية بعيدًا عن التقليدية التى ظهرت فى فترة ما فى المسرح، فقدّموا المسرح الصامت والراقص وأصبح للمسرح روح جديدة استمرت لمنتصف التسعينيات، وكانت هذه الفترة الأفضل للمسرح المصرى بسبب إقبال النجوم الكبار على العودة لخشبة المسرح مجددًا بعد انشغالهم بالأعمال السينمائية التى انتشرت بشكل كبير خلال الثمانينيات. ويكشف الناقد الفنى هانى سامى عن جانب آخر من مسرحيات هذه الفترة، وهى مسرحية «وا قدساه» التى تم عرضها على خشبة المسرح القومى، وكانت نقلة كبيرة فى مشوار الفنان محمود ياسين، وكذلك فى تاريخ المسرح القومى بسبب عرضها للقضية الفلسطينية بطريقة إنسانية لاقت إعجاب الجميع.

الزعيم والعصفورى ولينين

وعن مسرح الدولة أكد سامى أن كل جهات إنتاج الفنون فى هذه الفترة كانت تقوم بدورها على أكمل وجه، بداية من ترجمة نصوص أجنبية وتأليف محتوى راقٍ يقدم فكرًا جديدًا يحتوى على رسالة هادفة حتى اختيار نجوم مميزين لتقديم هذه الأعمال التى حظيت بمنافسة المسرح الخاص الذى توهج ولمع فى الثمانينيات.

أمّا عن المسرح الخاص فكان يحظى بمنافسة قوية، فقدّم الزعيم عادل إمام «شاهد مشفش حاجه»، ومن جهة أخرى كوّن سمير العصفورى جبهة كوميدية منافسة له فى مسرحية «العيال كبرت»، لتشتعل المنافسة بينهما، وتستمر المسرحيات لفترة طويلة على خشبة المسرح، ويقدمون من خلال هذه الأعمال وجبات كوميدية مميزة لجمهور المسرح الذى زاد إقباله على المسرح خلال هذه الفترة بشكل كبير للغاية، بحسب رصد هانى. بجانب هذه المسرحيات، قدّم سمير غانم وجورج سيدهم مسرحية (المتزوجون) التى لاقت هى الأخرى نجاحًا كبيرًا وكانت البداية لسمير غانم فى عالم المسرح الكوميدى، وكشف هانى سامى عن أسباب رواج المسرح الخاص. مشيرًا إلى أن صناع هذه المسرحيات اهتموا بشكل كبير بكل ما يخص المعايير التجارية، مثل الاعتماد على نجوم كبار وتقديم عروض مسرحية وأغانٍ راقصة.

من المآخذ التى قيلت عن مسرح الثمانينيات أنه قام بإفساد شباب هذا الجيل، فمسرحية (العيال كبرت) أظهرت الطالب الفاشل الذى يرسب لعدة سنوات، والآخر الذى يريد الزواج من سيدة أكبر منه والفتاة التى تذهب للعمل فى أماكن مشبوهة لربح المال، وكذلك مسرحية (المتزوجون) التى كشفت عن جانب التواكل واعتماد الرجل على ثروة زوجته ليعيش فى مستوى اجتماعى أفضل.

معيطات المسرح تختلف كثيرًا عن غيره من أشكال الفنون، فمثلا لا تستطيع فنانة أن تتحمل بطولة مسرحية بمفردها، فرُغم عبقرية سميحة أيوب وحصولها على لقب سيدة المسرح العربى؛ فإنها لم تقُم ببطولة مسرحية بمفردها، ولذا كان من أشهَر أبطال نجوم مسرح الثمانينيات عادل إمام وسمير غانم وفؤاد المهندس ومحمود ياسين وسعيد صالح.