الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
روزاليوسف.. مدرسة الصحافة.. والإدارة

روزاليوسف.. مدرسة الصحافة.. والإدارة

لا تكتفى مؤسسة روزاليوسف بأنها مدرسة عريقة فى الصحافة والأدب والثقافة والفن التشكيلى وهى تكمل عامها الـ95 ولكنها تثبت أيضا وبمرور الزمن أنها مدرسة للإدارة الحديثة. فللمرة الثانية على التوالى تختار القيادة السياسية ابنًا من أبناء مؤسسة روزاليوسف لتولى رئاسة الهيئة الوطنية للصحافة وهو المهندس عبدالصادق الشوربجى خلفًا للزميل كرم جبر، ابن المؤسسة الذى تولى رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. وليس من قبيل الصدفة أن يتولى اثنان من أبناء المؤسسة مسئولية أهم جهتين إعلاميتين فى مصر وفقًا للدستور وهما: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة.. ناهيك عن اختيار د.فاطمة سيدأحمد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف السابقة ضمن تشكيل الهيئة، وأيضا اختيار الزميل جمال عنايت ابن صباح الخير ضمن تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام على التوالى. والحقيقة أن اختيار المهندس عبدالصادق لتولى رئاسة الهيئة وهى التى تمثل الدولة فى ملكية المؤسسات الصحفية القومية وكذلك تديرها.. هو اختيار الأفضل دائمًا كما عودتنا القيادة السياسية لأنه الأجدر والأحق بهذا التكليف ولأنه صاحب التجربة الإدارية الأهم والأفضل طوال السنوات العشر السابقة وهى تجربة روزاليوسف.. ولن أبالغ حين أقول إن المهندس عبدالصادق الشوربجى وضع روزاليوسف فى مصاف المؤسسات الصحفية القوية كالأهرام والأخبار والجمهورية بعدما كانت تصنف ضمن مؤسسات الجنوب، والأهم من ذلك أنه جعلها التجربة الإدارية الأنجح فى كل تجارب هذه المؤسسات.. وهى شهادة حق يجب أن أسجلها ويسجلها التاريخ وبالدليل القاطع وبالأرقام والإنجازات. منذ أن تولى الشوربجى رئاسة المؤسسة كان الهدف الأكبر هو إعادة هيكلة المؤسسة ماليا وإداريا وتنظيميا.. وكان الأهم هو البدء بجدولة الديون لدى الموردين والبنوك والمؤسسات الأخرى وكان حجم الدين يتخطى إلى 60 مليون جنيه بخلاف دين بنك مصر الذى وصل إلى ربع مليار جنيه بالفوائد، وذلك بإعادة ضخ خامات تشغيل لتدور عجلة الإنتاج ولتسدد الديون السابقة وأيضا تحقق إيرادات لم تحقق فى تاريخ المؤسسة حتى وصلت إلى 110 ملايين جنيه فى 2018 وكذلك الوصول لاتفاقات مع بنك مصر لتسديد مديونية البنك وكذلك تسوية مع الضرائب لسداد المديونية عن طريق مقاصة الإعلانات. أيضا استطاعت روزاليوسف خلال ثلاث سنوات إعادة تشغيل مطبعة قليوب التى توقفت عن العمل منذ 2003 وذلك بشراء ماكينات طباعة لتتحول من وحدة عاطلة إلى وحدة منتجة تضيف دخلا للمؤسسة، بالإضافة إلى ذلك فقد تم بناء أرض 6 أكتوبر التى كانت معرضة للضياع والسحب كما حدث مع مؤسسات أخرى.. وهناك خطة لتحويلها إلى مطبعة متكاملة. وإضافة إلى ما سبق فقد استطاع المهندس عبدالصادق فى تجربة مهمة  ومثيرة أن يحول روزاليوسف إلى النظام الرقمى فى نقلة نوعية وسريعة وشاملة لتكون روزاليوسف نموذجا رائدا وناجحا تحذو كل المؤسسات الصحفية حذوه. لكن الأهم ما سبق أن مؤسسة واسم روزاليوسف عاد لدوره السياسى والثقافى والتنويرى فمن ناحية وقفت روزاليوسف بقوة فى وجه دولة الإخوان وكانت شوكة فى حلقهم وذلك بفضل دعم رئيس مجلس الإدارة آنذاك لرؤساء التحرير فيما بعد 2012 وأيضا تم إحياء الكتاب الذهبى الذى كان يصدر عن روزاليوسف وتوقف منذ أكثر من 15 عاما وذلك بـ 22 إصدارا ما بين جديد وقديم.. وكذلك إحياء تراث روزاليوسف الصحفى والتنويرى والذى تولى مسئوليته الزميل رشاد كامل. بالطبع هناك مسئوليات جسيمة وملفات شائكة فى انتظار رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ولكننا على ثقة أنه قادر على حلها لتنطلق المؤسسات الصحفية القومية إلى آفاق بعيدة توافق عصر الرقمنة.