السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفيروس ضرب روتين الموظفين

فجأة، وجد الكثير من الموظفين أنفسهم مضطرين لتغيير العمل الذى اعتادوا القيام به منذ سنوات، وفق روتين رتيب، فى الإجراءات والطريقة والرسائل والمتابعات. أصبح عليهم منذ أكثر من شهرين أن يغيروا الخطط، وطرق التنفيذ، بل والعمل نفسه. تجربة جديدة، أصابت بعض الجهات بالتوقف والاستسلام، والبعض كان عليه تلبية أولويات وتكليفات جديدة، فرضها وباء كورونا. وبين توقف العمل وتغيير الخطط، هناك الكثير من التفاصيل التى يعيشها الموظفون فى المصالح الحكومية والجمعيات الأهلية التى تساعد فى تنفيذ هذه الخطط والتكليفات. تفاصيل جديرة بالتأمل وبالخروج بدروس للمستقبل.



 

عنابر جديدة وتعقيم وترفيه

 

فى وزارة التضامن الاجتماعى سألت د.منال  حنفى، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بالوزارة:

 

ما الذى توقف من عمل الجمعيات الأهلية التى تتعاون معها الوزارة أو تشرف عليها وما دور الوزارة فى الأمر؟

 

أجابت: الجميع الآن يعمل من خلال أجندة واحدة، هى مواجهة كورونا، وفى المقدمة حصر الفئات التى أضيرت بسبب تأثر بعض الشركات أو المصانع، من أجل أن يحصلوا على منحة الـ500 جنيه التى خصصتها الدولة، وبعض الجمعيات تساعد هذه الأسر بالإضافة لمنحة الدولة، وخاصة أن شهر رمضان شهر الخيرات التى توزع على الأسر الأكثر احتياجًا.

 

وتكمل: الوزارة والجمعيات التى تشرف عليها، عملت بالتعاون مع الهلال الأحمر ووزارة الزراعة والمحافظات، على تعقيم وتطهير الأماكن العامة التى يتردد عليها الناس، مثل مكاتب الجمعيات نفسها والمديريات والإدارات الاجتماعية ومكاتب التأهيل والدفاع الاجتماعى.

 

وزارة التضامن دعمت أعمال التعقيم من خلال برتوكولات وقعتها وزيرة التضامن الاجتماعى نيفين قباج، مع شركة «وى» بخمسة ملايين جنيه، ودعم آخر من جمعيات أخرى شريكة، لتوفير المطهرات الشخصية وأدوات النظافة.

 

قطاع الرعاية الاجتماعية بالوزارة، واكب ظرف كورونا الذى أوقف الزيارات لدور الأيتام ورعاية المسنين وغيرها، مما كان له آثار نفسية سلبية على الأطفال والكبار معا، فنظمنا زيارات لفرق دعم نفسى وعلاج نفسى تجوب كل الدور، لتحفزهم على ممارسة الأنشطة الجماعية للترويح عنهم، وإدماجهم فى أنشطة فكرية وذهنية ومحاكاة ومسرح تفاعلى، ليعيش الأطفال الحدث ويتكيفون معه.

 

ومن خلال مبادرة «بينا» يقدم المتطوعون فقرات ترفيهية، وتعليمية للأطفال فى دور الرعاية ودور الدفاع الاجتماعى، حول غسل الأيدى والتباعد الاجتماعى، والعمل الجماعى الترفيهى.

 

تواكبًا مع إجراءات كورونا فتحت الوزارة عنابر جديدة فى دور الدفاع الاجتماعى، مراعاة لتقليل الأعداد والتباعد الاجتماعى، بينما لم يستدع الأمر ذلك فى دور الأيتام لأنه لا يوجد تكدس بها، وزودنا كل الدور بأجهزة قياس الحرارة، والتطهير يومًا بعد يوم، وتوزيع حقائب مطهرات شخصية على كل طفل، بالإضافة لتخصيص غرف عزل فى كل دار، لعزل من يعانى من ارتفاع درجة حرارة أو كحة.  بفضل هذه الإجراءات لا توجد أى إصابة بكورونا وقعت فى أى دار مسنين أو أيتام أو دفاع اجتماعى، وهناك متابعة من وكلاء الوزارة يوميًا ومن الوزيرة نيفين قباج لهذا الأمر.

 

الرائدات والأسر المنتجة

 

ماذا عن فصول محو الأمية والأسر المنتجة والرائدات الاجتماعيات؟

 

الفصول أغلقت أبوابها تبعًا لإجراءات مجلس الوزراء لمواجهة كورونا، وبالتالى يحق لمدرسيها المتطوعين تسجيل أسمائهم للحصول على منحة الـ500 جنيه مثل كل من سقط من سوق العمل أو فقد مصدر رزقه.

 

أما الأسر المنتجة، فلا توجد معارض ومن تستطيع أن تسوق منتجاتها بشكل فردى، مستمرة، والكثير منهم لا يعتمد على المعارض فقط فى التسويق. 

 

الرائدات الاجتماعيات لا نعطيهن أية تكليفات الآن للزيارات المنزلية، حتى لا يتنقلن بين البيوت، وبدلا من أن يقمن بالتوعية ضد العدوى، يكن سببًا فى انتشار العدوى، لكن الرائدة متواجدة فى الوحدة الاجتماعية، وتستقبل الجمهور وفق الإجراءات الاحترازية وما يطلبه منها مدير الوحدة.

 

رش وتعقيم

 

فى الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، سألت الدكتور طلعت عبدالقوى رئيس الاتحاد :

 

على ماذا تركز أغلب الجمعيات الآن فى عملها؟

 

أجاب: أغلب العمل فى الجمعيات الأهلية يركز على التوعية ضد فيروس كورونا، سواء بطباعة أشكال من المطويات أو البوسترات، أولقاءات فردية، وبعض الجمعيات توفر أقنعة أو كمامات ومطهرات للناس أو المستشفيات، أو تقدم مساعدات عينية للأسر المضارة بسبب آثار كورونا الاقتصادية، وهذه الأسر معروف أغلبها لدى الجمعيات وفروعها بالمحافظات والقرى، وأيضًا تمدنا وزارة التضامن ببيانات عن هذه الأسر الأولى بالرعاية.

 

هل دعّم الاتحاد هذه الجمعيات للقيام بهذه الأدوار المستجدة على عملها؟

 

لا.. الاتحاد لا يقدم دعمًا، الجمعيات وفرت هذه الموارد من مواردها الذاتية من داخل الجمعيات ومن خارجها.

 

ماذا تفعلون مع الجمعيات التى توقفت عن العمل بحجة كورونا، ولم تغير خططها لتواكب الظروف المستجدة؟

 

لا نفعل معها شيئًا، كل جمعية لها ظروفها وإمكانياتها وكوادرها، خاصة لو متخصصة فى موضوعات بعينها، مثل محو الأمية مثلا، فالأولوية الآن لمواجهة فيروس كورونا وآثاره.

 

الاتحاد يرعى المبادرات الشبابية أيضًا، ومنها مبادرة بين وزارة الصحة والاتحاد بطلب من الوزارة، ستطبق فى بورسعيد ضمن مشروع التأمين الصحى الشامل، ليقوم حوالى 150 شابًا وشابة من المتطوعين من طلاب الجامعات، لتوصيل الأدوية لكبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة، وتوعيتهم ضد المرض.

 

ممنوع الحمل فى الكورونا

 

فيما توقفت الرائدات الاجتماعيات عن الزيارات المنزلية، لم يتوقف عمل الرائدات الصحيات البالغ عددهن حوالى 14 رائدة فى جميع المحافظات، كما تؤكد د.سحر السنباطى، رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة، بل إنه أضيف إلى عملهن التقليدى، التوعية بالوقاية ضد فيروس كورونا، والتوعية بخطر الحمل فى ظل انتشار الوباء.

 

تنصح الرائدة الأسر بتأجيل قرار الحمل، لأن الحامل مناعتها تكون ضعيفة فتكون أكثر تعرضًا للعدوى، وللتأثر سلبًا بالمرض بسبب قابلية بعض الحوامل للتعرض للجلطات، وفى النهاية توجه الرائدة الأسرة بما يجب فعله إذا حدث الحمل فى ظل الوباء.

 

«وفرنا لكل رائدة وسائل التطهير والوقاية الشخصية، من ماسكات وكحول وغيرها، وهن يعملن ضمن فريق التوعية المجتمعية ومسئولى الإعلام بالقطاع منذ منتصف مارس فى هذه المهمة».

 

بعض البيوت رفضت استقبال الرائدات، خوفًا من عدوى كورونا، استجابة لرسائل عدم الاختلاط والتباعد الاجتماعى، والبعض استقبلهن مع أخذ الاحتياطات، كما تؤكد د.سحر.

 

أما خدمات تنظيم الأسرة، فهى منتظمة بحسب المعلومات التى ترد إلى القطاع من مديريات المحافظات، وإن كانت بعض المديريات قد رصدت تأثرًا فى الطلب على وسائل تنظيم الأسرة، لكن تعتقد د.سحر أن من تطلب خدمات تنظيم الأسرة ستجدها بالضرورة، لأنها متوفرة.