السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تعليم خارج «صندوق المدرسة»

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

التعليم عن بعد فتح معه أبوابًا كثيرة للاجتهاد والإبداع من قبل الإدارات التعليمية والمدرسين؛ كما فتح بابًا للتعاون والتضامن بين أولياء الأمور، والهدف مصلحة الطلاب والتعايش مع أزمة تعليق الدراسة.. عبر جروبات الواتس آب وتطبيقات مثل زووم وتليجرام ولايف الفيسبوك تواصلت الحصص والمحاضرات مع طلاب المدارس، كما يوضح شفيق ميخائيل مدير مدرسة عابدين الثانوية للبنات «تعليمات الوزارة أكدت على تشغيل شريحة التابلت مجانًا لجميع الطلبة



ليمكنهم تصفح منصات تعليمية مثل بنك المعرفة للبحث والاطلاع، واستخدام نفس الشريحة لعمل مجموعات على تطبيق واتس آب يضم هيئة التدريس وتوجيه الطلاب لمتابعة القنوات التعليمية. بعد إلغاء المجموعات المدرسية فى حين يتواجد المدرسون يوميًا فى ساعات العمل الرسمية».  ويكمل: «كل فصل كون مجموعة واتس آب، تضم الطلاب ومدرسى المواد الأساسية ومدير المدرسة، تعمل المجموعات وفقًا لمواعيد الحصص المقررة لكل فصل ويتم التفاعل بين الطلبة والمدرس بآلية منظمة».. الجروبات والإنترنت لم تكن الوسيلة الوحيدة التى لجأ إليها الطلاب، بعد إغلاق مراكز الدروس الخصوصية باعتبارها أحد أماكن التجمع، فاتجه الطلاب لقناة مصر التعليمية على تردد 11746 رأسى على نايل سات، عبر جدول أعلنته لشرح المواد الدراسية لكافة المراحل مع الإعادة، بنك المعرفة أيضًا جاء ضمن توجيهات وزير التعليم للمنصات التى توفر بديلًا بعد تعليق الدراسة.

فيديو لدرس حى على السبورة

إضافة لمجموعات الواتس آب التى تم إنشاؤها لتجمع بين مدرسى وموجهى المواد الدراسية والطلاب، أطلقت إدارة عابدين التعليمية مجموعة فيسبوك مفتوحة باسم «معلمى عابدين معكم فى مراجعات المناهج»، لينشر معلمو الإدارة  فيديوهات شرح ومراجعات مسجلة داخل الفصول وباستخدام الشرح على السبورة، وكأنه درس حى يستفيد منه كافة الطلاب، كما أوضحت إيمان حسين مدير العلاقات العامة بإدارة عابدين التعليمية..وتابعت: «منذ تم نشر الفيديوهات تفاعل وأولياء الأمور معنا على نطاق واسع، ونتلقى العديد من طلبات الانضمام، نتلقى أسئلة أيضًا حول مواعيد كل صف وطلبات بنشر المزيد، ولأن الفكرة فى طور التنسيق الآن سنقوم بجدولة مواعيد لكل صف دراسى لنقوم بالبث المباشر مع المعلمين من داخل الفصول».

الثورة كانت بروفة للكورونا

الفكرة لم تكن وليدة الأزمة الحالية بل نشأت فى ظل أوضاع اضطرارية أخرى كما شرحت حسين قائلةً: «الفكرة نشأت منذ أعوام أيام الثورة حين كان الطلاب يلزمون المنازل بسبب الأوضاع، فى ذلك الوقت كان تطبيق فيسبوك هو الأكثر انتشارًا ويستخدمه الأولاد، جمعنا موجهى المواد المختلفة ونشرنا مجموعة من الأسئلة للمراجعة، عبر مجموعة الفيسبوك وعلى قناتنا على يوتيوب، نجحت الفكرة جدًا حينها وأشاد بها أولياء الأمور فقمنا بتفعيل الفكرة من جديد، أكبر سبب للإقبال الأن هو أن أغلب  الطلاب اعتادوا شرح معلميهم ولا يفضلون مشاهدة معلم جديد بأسلوب آخر على القنوات التعليمية».

الماميز قسمن المواد على بعضهن

أولياء الأمور هم أكبر المتأثرين من التغيير الجديد ، فعبء الدراسة يقع على عاتقهم، فلجأوا للبحث عن أفكار للتماشى مع النظام الجديد، وفاء شطا، أم لطفلتين فى الصفين الثالث والسادس الابتدائى تشرح لصباح الخير ما يدور فى مجموعات أولياء الأمور: «بالإضافة لخطة المدرسة للشرح لايف، وضعنا كأولياء أمور خطة خاصة بنا، عبر الواتس آب أصغر من تلك التى تضم أولياء أمور كل فصل، لنتعاون بشكل أفضل، نساعد بعضنا من خلالها فى الأوقات العادية، والآن كثفنا من جهودنا وقسمنا المواد على كل ولى أمر ليتولى شرحها فى رسائل صوتية على المجموعة وإذا كان لدى أى طالب من أبنائنا سؤال يقوم بإرساله لولى الأمر الذى يتولى تلك المادة».. تابعت شطا: «الأولاد أصابهم خمول من ناحية الدراسة ويظنون أن الإجازة لن يتم استكمال التعليم بعدها، فساهم قرارنا فى تشجيعهم، الموضوع بأكمله يمثل عبئًا آخر بجانب أعمال المنزل لكننا نحرص على أطفالنا ومستواهم الدراسى فابنتى من أوائل المدرسة وأسعى جاهدة للحفاظ على تفوقها لذا نحاول توفير الوقت حتى الأمهات العاملات يخلقن الوقت للمتابعة معنا حرصًا على  مستقبل الأبناء». 

شرح وتصحيح عبر الرسائل الصوتية

 أولياء الأمور يجدن طريقة للتأقلم لكن التخوفات مستمرة فوفقًا لشطا لا يعلمون إن كان المنهج سيتوقف عند هذا الحد أم سيستمر العمل به؟ حتى متابعتهم للقنوات التعليمية الحكومية لم توضح لهم هذا التساؤل لأنهم يقدمون دروسًا قد سبق شرحها فى المدرسة قبل التعليق، فى حين تشمل أسئلة المراجعات التى نشرتها المدرسة على صفحاتها أجزاءً من المنهج، عدم وجود من يرد على أولياء الأمور يضعهم بين مطرقة التأخر فى المناهج وسندان الامتحانات..  مدرسو المراكز التى أغلقت أيضًا وجدوا الطريقة للتواصل مع الطلاب كما أوضحت شطا: «بحثت معلمة اللغة الإنجليزية عن حل لتراجع للأولاد ما أخذوه فى المادة باجتهاد شخصى،  بالفعل تابعت الشرح فى مواعيد الدرس عبر الرسائل الصوتية على مجموعة الواتس آب الخاصة بالدرس، وترسل لنا الشيتات التى نقوم بطبعها أو نقلها، تقوم المعلمة أيضًا بتصحيح الواجبات عبر الرسائل وتوجه الأسئلة للطلاب وهى أكثر من شجعنا للقيام بكل المجهودات السابقة».•