الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ياثورة ما تمت.. خدها النوم وطار..

ياثورة ما تمت.. خدها النوم وطار..
ياثورة ما تمت.. خدها النوم وطار..


 
ثورات كثيرة قمنا بها وتمردنا على الأنظمة السياسية وخرجنا عن صمتنا من أجل حياة أفضل ومستقبل آمن لبلدنا.. لكن مازالت هناك ثورة واحدة لم تتم!!.. ثورة مليئة بالصراعات والخناقات، مظاهرات واعتصامات لكنها داخلية وأعنى بذلك «ثورة داخل النفس وليست داخل البلد».. وهذه الثورة هى ثورة البنات والستات اللائى يحاولن البحث عن كيانهن وذاتهن، الذى تخطاه الجميع سواء كان زوجاً، أباً، أخاً أو حتى مديراً.. فهى فى كل الأحوال لم تعلن عن تمردها.. لأن الظروف كثيرا لم تكن فى صالحها.. وبالتالى تظل ثورتها محبوسة داخل صمتها لم تعلن عنها بعد.
 
تبدأ الثورة عندما ينزل عادل فى الصباح الباكر إلى عمله.. لتنهض منى من على فراشها لتقوم بواجباتها المنزلية ويجب أن نشدد على هذه الجملة.. تدخل المطبخ لترى المفاجأة الكبرى التى تكون فى انتظارها.
 
منى: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. إيه هرم الأحلام اللى على الصبح ده.. كل دى مواعين..
 
تبحث منى عن صديقتها اللدودة «مريلة المطبخ» لترتديها واستعدادا لخوض معركة المواعين وتشمر كمامها قائلة: استعنا على الشقى بالله.
 
وتتمتم بالكلام قائلة: كل يوم أصحى لازم أقف الوقفة دى.. وياريت بيجى بتقدير فى الآخر.. أنا بجد خلاص تعبت من غسيل المواعين لنشر الهدوم، للطبيخ وتنضيف الشقة يا قلبى لا تحزن.. وكل ده وبرضه مش بيعجب فى الآخر.. لا ده كده بقى كتير.. أيوة أنا مش هسكت بقى، هما اللى اتمردوا كانوا أحسن منى يعنى ولا أحسن منى.. أنا خلاص لما ييجى أنا حقوله أنا مش شغالة اشترتها بفلوسك أنت وولادك.. أنا ليا حياتى ولازم تحترموها.
 
تذهب لنشر الغسيل وسقف الثورة يعلو معها قائلة: اللى بيحصل ده والله ميرضيش ربنا.. دا أنا بقيت عاملة زى المرتبة المتنقلة فى البيت.. وفى الآخر هو يجى يقول لى: «هو إنتى مالك تخنتى قوى كده ليه، مش تحافظى على نفسك شكلك بقى وحش قوى».. والله يا خويا، ما اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى .. بس إنت عندك حق أنا من هنا ورايح لازم أهتم بنفسى وشكلى..
 
تدخل المطبخ لتجهز الغدا والثورة داخلها لا تتوقف بل فى اشتعال مستمر.. طبعا ما هو طول اليوم برة ولا حاسس بأى حاجة.. كل اللى يهمه إنه يجى يلاقى الولاد كويسين وواكلين والبيت نضيف.. لكن اللى عملت كل ده ملهاش حتى حتة كيكة.. ولما اتكلم يقول لى: «عادى لازم تعملى كده عشان إنتى أم»..
 
وبصوت عالى بداخلها: لأأأأأأأأ!!.. أنا خلاص مش حاكل من الكلام ده تانى ولا حتى حيأثر فيا.. ما هو ما يضحكش فى وش دى ويهزر مع دى ويخرج مع صحابه.. ويجى البيت يضرب التكشيرة التمام.. أنا خلاص حتكلم وحخرج عن صمتى وحاعترض.
 
وظلت شعلة الحماس بداخلها تزداد حتى سمعت صوت باب الشقة يفتح ويغلق.
 
منى: حبيبى إنتى جيت.. ححضر الغدا حالا..
 
وظللت منى لطيفة فى حديثها معه تهيئا للثورة التى ستقوم بها «الهدوء الذى سيسبق العاصفة».. وبعد الغدا..
 
منى: عادل، عايزه أقولك على حاجة..
 
عادل:خخخخخخخخخخخخ..
 
منى بمنتهى البراءة: أكيد ربنا مش كاتب لى إنى أثور النهاردة.. بكره بقى إن شاء الله .. وكل تأخيرة وفيها خيرة..