السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المحطات الفاصلة فى حياة المشير السيسى

المحطات الفاصلة فى  حياة المشير السيسى
المحطات الفاصلة فى حياة المشير السيسى


لم تكن تتخيل حارة البرقوقية بحى الجمالية أن ابنها ذلك الفتى الصغير صاحب السبع سنوات سيكون نقطة تحول فى حياة مصر والمصريين، وأن هذا الشاب التقى الورع سيحمل روحه على كفه ويخلص مصر كلها من جماعة أرادت أن تستشرى كالسرطان فى خلايا المجتمع..إنه عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى.. الشاب الصغير الذى كان يحتضن حقيبته المدرسية ويذهب إلى مدرسة البكرى، ومن بعدها إلى الأغا الثانوية.
 
 فمن حى الجمالية إلى الكلية الحربية، ومن سلاح المشاة إلى وزارة الدفاع.. رحلة كفاح دعمها الإيمان والالتزام، وحب الوطن..وبالصور النادرة.. ننفرد لكم بنشر المحطات الفاصلة فى حياة المشير السيسى، قبيل ساعات من إعلان ترشحه.
 
∎ فى حى الجمالية
 
كانت البداية عندما جاء الحاج سعيد حسين السيسى، والذى ترك قريته مغادرا إلى القاهرة منذ أكثر من ثمانين عاما، ليقيم مشروعا صغيرا وبازار فى خان الخليلى ويتزوج من القاهرة الحاجة «سعاد» ويترك قريته وتستقر حياته فى 7 حارة البرقوقية بحى الجمالية لينجب من زوجته 4 أبناء من بينهم المشير السيسى الابن الثانى والذى ولد يوم 19 نوفمبر 1954م فى القاهرة ، وبعد مرور عدة سنوات أنجب 7 أبناء آخرين ليكون للمشير السيسى 11 أخا وأختا.
 
عرف المشير عبدالفتاح السيسى بين أهله بـ «الشيخ عبدالفتاح» لورعه الشديد ولحفظه القرآن الكريم فى سن مبكرة، وكان متأملا لا يميل كثيرا للعلاقات الاجتماعية.
 
التحق بمدرسة البكرى، ومن بعدها مدرسة (خليل أغا) الثانوية، حتى التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1977.
 
∎ يرفض الواسطة
 
عرف عن المشير عبدالفتاح السيسى رفضه للواسطة، وعدم استخدام منصبه فى أى أمور شخصية، لدرجة أن هناك خلافا فى وجهات النظر دب بينه وبين ابن عمته لأنه رفض أن يتوسط لابنيه فى اختبارات الحربية ، قال لهم: لو نجحتوا هتنجحوا بمجهودكم، مش بالواسطة.
 
تزوج السيسى من ابنة خالته السيدة انتصار عامر، ورزق منها بـ 3 أولاد وابنة واحدة، أكبرهم هو «مصطفى» خريج الكلية الحربية، ويعمل مقدماً فى الرقابة الإدارية، ومتزوج من ابنة خالته ولديه بنتان، والثانى هو «محمود» رائد فى المخابرات الحربية، ولديه طفلان، والثالث هو «حسن» خريج كلية لغات وترجمة تخصص إنجليزى، ويعمل مهندساً فى إحدى شركات البترول، ومتزوج من ابنة مدير المخابرات الحربية، وأنجب بنتاً واحدة.
 
أما عن ابنته «آية» فهى أصغر أبنائه، متخرجة فى الأكاديمية البحرية هذا العام، ومتزوجة من نجل اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء.
 
∎ سيرته العلمية والوظيفية
 
حصل المشير السيسى على عدة درجات علمية، وعسكرية فحصل على دورة مشاة أساسية من الولايات المتحدة الأمريكية، وماجستير العلوم العسكرية فى كلية القادة والأركان عام 1987، وأيضا ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والاركان البريطانية (كامبرلى) عام 1992.
 
كما حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003، وحصل عليها أيضا من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
 
تدرج فى عدة مناصب بدءا من قائد كتيبة مشاة ميكانيكى، ورئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وتدرج إلى أن وصل إلى قائد المنطقة الشمالية العسكرية، ومديرا لجهاز المخابرات الحربية والاستطلاع، حتى أصبح وزيرا للدفاع والإنتاج الحربى بدرجة فريق أول، ثم أصدر الرئيس عدلى منصور قرارا بترقيته لرتبة مشير.
 
∎ تجربته فى أمريكا
 
عندما سافر المشير السيسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005 ليحصل على زمالة كلية الحرب الأمريكية، عاش مع أسرته بشارع فى مركز مدينة كارلايل التاريخى، ليكون قريبًا من الكلية التى كان يدرس بها نجله.. واعتاد أن يذهب ليصلى فى مسجد قريب من بيته.
 
وقد اشتهر هناك بالهدوء والجدية وحبه للدراسة، فكتب السيسى فى مشروعه البحثى للزمالة أن الديمقراطيات الناشئة فى الشرق الأوسط ستكون على الأرجح أكثر تأثرا بالدين عنها فى الغرب، كما قال: لقد أظهر التاريخ أنه فى السنوات العشر الأولى من أى ديمقراطية جديدة ينشأ على الأرجح صراع سواء من الداخل أو الخارج مع اتجاه هذه الديمقراطية الوليدة إلى مرحلة الرشد، ومجرد تغيير الأنظمة السياسية من الحكم الاستبدادى إلى الحكم الديمقراطى لن يكون كافيا لبناء ديمقراطية جديدة.
 
كما أكد كل من عرفه هناك أن السيسى كان يشكك بشدة فى الفرضيات الأمريكية المسبقة عن ازدهار الديمقراطية فى العراق عقب غزوها، وهو ما حدث بالفعل، وقد أراد المشير السيسى ألا ينشر بحثه فى الزمالة، لكنه نشر بناء على رغبة رئيس الكلية، والتى حصل منها على الزمالة عام 2006.
 
∎ قضاؤه على الإخوان
 
عندما قام الرئيس المخلوع مرسى بعزل المشير طنطاوى من وزارة الدفاع.. راح الإخوان المسلمون يبحثون عن البديل الذى لن يشكل عليهم خطرا، وعندما قاموا بالتحريات اللازمة قبل الاختيار عرفوا أن المشير السيسى والذى كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية والاستطلاع؛ هادئ رصين، والأهم أنه يصلى كل الصلوات فى أوقاتها ويلقبه من حوله بالشيخ عبدالفتاح.
 
لكنهم لم يتوقعوا أن هذا الاختيار هو من سيحبط مخططهم الإخوانى، ويقضى على تاريخ جماعة عملت تحت الأرض لمدة ثمانين عاما، وأنه سيكون نقطة تحول فى حياة مصر والمصريين.
 
∎ محطة كرسى الرئاسة
 
تعتبر محطة كرسى الرئاسة هى الخطوة القادمة فى حياته، وجدير بالذكر أن هذه الخطوة لم تكن باختياره الشخصى، فلم يكن المشير عبدالفتاح السيسى يرغب فى أى سلطة أو منصب، لكن بعد 30 يونية ونزول الجماهير إلى الشوارع والميادين للمطالبة بعزل الإخوان، وتلبية الجيش نداء الوطن.. تأكد لدى المصريين أن البلد فى المرحلة القادمة لا يحتاج إلا لرجل وقائد يلم الشمل ويعبر بالبلد إلى بر الأمان.
 
فنزلت الملايين الغفيرة تطالب المشير عبدالفتاح السيسى بالترشح لرئاسة الجمهورية، وبعد تفكير عميق لم يستطع المشير أن يرد نداء مصر والمصريين.