الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الصــورة..تسجل لحظة وتروى قصة وتكرم فنانا

الصــورة..تسجل لحظة وتروى قصة وتكرم فنانا
الصــورة..تسجل لحظة وتروى قصة وتكرم فنانا


كتبت: د. رانيا يحيي
 
السينما فن المتعة منذ نشأتها، واللقطة السينمائية أحد العناصر الحيوية داخل الفيلم ومن علامات إبداع البناء الدرامى، ولم تقتصر أهمية الصورة على الكادرات المصورة سينمائياً ولكن دخلت الصورة الفوتوغرافية حيز الحقل السينمائى منذ ثلاثينيات القرن الماضى على يد أول رائد للتصوير الفوتوغرافى السينمائى حسين بكر فى أفلام محمد عبدالوهاب إخراج محمد كريم..
 
فهو أول من أدخل صناعة الصورة السينمائية فى الفيلم لأهميتها القصوى سواء من الناحية الفنية أو التقنية لإثبات وتوثيق راكور المشهد السينمائى بكل تفاصيله من إضاءة وملابس واكسسوار وحجم اللقطة ذاتها وخاصة فى ظل عدم وجود آلات رقمية متطورة تعيد أدق التفاصيل كما يحدث مع تطورات العصر وأيضاً من ناحية التوزيع والإنتاج لبيع الفيلم عن طريق ألبوم الصور الفوتوغرافية التى تسهم بشكل فعال فى الترويج للفيلم بأبطاله وأحداثه، فكانت الصورة الثابتة تسجل لحظة وتروى قصة.. واستمر حسين بكر فى هذا المجال حتى أصبح رئيس قسم التصوير الفوتوغرافى بأستوديو مصر، ونظراً لكفاءته الشديدة فى مجال التصوير اعتبره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مصوره الخاص.. ولم ينته دور آل بكر عند هذا الحد بل امتد لأجيال لاحقة حيث نبت حب التصوير فى قلب محمد بكر المولود عام 1973 حينما عمل مساعداً لوالده فى تصوير الأفلام حتى أصبحت شغله الشاغل، وبالفعل التحق الابن فى هذا العمل وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وكانت بدايته فى فيلم «سمارة» للمخرج حسن الصيفى عام 1956 ونظراً لصغر سنه تهكم على وجوده الصيفى مستنكراً مشاركته فى الفيلم رغم تشجيع البطلة الفنانة تحية كاريوكا ورغبتها الملحة فى حصوله على فرصته كاملة، وبعد أن ظهر ألبوم الفيلم أعجب به مدير التصوير والمخرج فعدل عن نظرته الخاطئة.. وبجانب ما ورثه محمد بكر عن والده فقد تعلم فن الإضاءة وكيفية توزيع الضوء وحرفية الصورة السينمائية بتفاصيلها من رواد التصوير السينمائى أمثال عبدالحليم نصر، وحيد فريد، عبدالعزيز فهمى.. وعرض عليه بعضهم العمل كمصور سينمائى لكنه عشق الصورة الثابتة وأصبح استوديو بكر بمثابة مؤسسة تعمل من أجل السينما إلى الآن.
 
ومن معالم التميز والريادة فى تاريخه المشرف هو التحاقه بنقابة المهن التمثيلية رغم عمله كمصور فوتوغرافى وليس كمصور سينمائى، لكنه استطاع أن يقنع عبدالعزيز فهمى كرئيس لشعبة التصوير فى النقابة بأهمية الصورة الفوتوغرافية فى السينما إبان تولى سعد الدين وهبة إدارتها ومنذ ذلك الحين وهو المصور الفوتوغرافى الوحيد عضو هذه النقابة.
 
وبعد رحلة عطائه الطويلة الممتدة لستة عقود متوالية عرض إنتاجهما -الأب والابن- السينمائى فى معرض تحت عنوان تاريخ السينما المصرية وذلك ضمن فعاليات الأكاديمية المصرية للفنون بروما العام الماضى وكان بمثابة عرض لتاريخ الفيلم المصرى الذى سار بموازاة مع تاريخ السينما العالمية ولاقى إعجاب المجتمع الأوروبى والجاليات العربية المقيمة بالخارج.. كما كرم الفنان محمد بكر صاحب العدسة الماسية عام 2012 من خلال مهرجان أوسكار السينما المصرية ومؤخراً ضمن المكرمون فى المهرجان الأربعون لجمعية الفيلم السنوى تقديراً لعطائه المتميز والمتواصل فى خدمة السينما المصرية وإسهاماته العديدة فى الأفلام المهمة والمتميزة، وأيضاً لاهتمامه بتراث الصور الفوتوغرافية لآلاف الأفلام فى تاريخ السينما المصرية.
 
ولاستكمال مسيرة العائلة الرائدة التحق الشاب حسين محمد بكر بالمعهد العالى للسينما قسم التصوير ليسير على نهج جده ووالده ويثقل الموهبة الربانية والجينات الوراثية المتأصلة لديه بالدراسة الأكاديمية حتى أصبح من أفضل الأساتذة الذين يمتلكون ناصية التصوير الفوتوغرافى والسينمائى على حدٍ سواء.. كل تقديرنا وعرفاننا بالجميل لعائلة أعطت الكثير لمجال فنى عشقه الملايين.