السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

النحت من صبحى جرجس إلى تلميذه عبدالناصـر

النحت من صبحى جرجس إلى تلميذه عبدالناصـر
النحت من صبحى جرجس إلى تلميذه عبدالناصـر


تجربتان مهمتان فى فن النحت ، الأولى لفنان رحل عنا مؤخراً وهو النحات والفنان الكبير صبحى جرجس «1929-2013 »الذى تعرض أعماله النحتية والتصويرية بقاعة آرت توك بالزمالك، والتجربة الثانية لأحد تلاميذه وهو النحات جمال عبدالناصر الذى قدم معرضه الجديد بقاعة الزمالك للفنون.
 
التجربة الأولى تقدم عالم النحات صبحى جرجس الذى أخلص لفن النحت طيلة تجربته الفنية ولفن التصوير الذى مارسه خلال الربع قرن الأخير من تجربته، وسواء الأعمال النحتية أو التصويرية فإنها تعبر وتلخص عالم صبحى جرجس وإخلاصه لفنه الذى اعتنى فيه بالإنسان المعاصر وقدرته على مواجهة المشكلات التى يقابلها ، سواء كان يقدم عمله للكبار أو الصغار فهو كما يقول الفنان والناقد.   د.مصطفى الرزاز فإنه واحد من أعظم نحاتى مصر الحديثة.. لديه ولع بالخامات وبحث فى ابتكار طرائق التشكيل ومعالجة الفورم والرسم والتلوين الرمزية وقراءته العميقة للفن الإنسانى الفطرى والقبطى والإفريقى، وأمام أعماله تشعر وكأن الصاج والنحاس والبرونز تحولت إلى شخوص قيدت نفسها بأطرافها.
 
أما الناقد سمير غريب منسق الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى فيقول عن أعمال صبحى جرجس سواء النحت أو التصوير إنها تعبر عن فنان تعبيرى من طراز رفيع، فكل منحوتاته ولوحاته تقوم على شكل بشرى والإنسان عند صبحى جرجس هو رمز لذلك هناك تلخيص فى منحوتاته وكذا تصويره فهو يخلص الجسد من التفاصيل ويلخصه ليؤكد ما يرمى إليه ويضيف غريب إن عالم الطفولة عند صبحى جرجس يقف منتصراً على تحديات الكبار حتى عالمهم الشقى لا فرق فى ذلك بين نحت وتصوير سوى الخامة ومتطلبات استعمالها ولكل ما سبق فإننا إزاء معرض مهم ملىء بالفكر والفلسفة والرؤية ويكشف عن فنان متعدد الإبداع عاش بيننا بهدوء ورحل أيضاً بهدوء، أما التجربة الثانية فهى للنحات جمال عبدالناصر الذى يقدم لنا فى معرضه الجديد مجموعة من منحوتاته الإبداعية التى عكف على تنفيذها فى الأعوام الأخيرة ودارت حول مضامين إنسانية وشعبية وفطرية ، بالإضافة إلى تقديمة لمنحوتات حيوانية فى أوضاع حركية مختلفة وبعدة خامات متنوعة. ويقول جمال عبدالناصر فى تقديمه لمعرضه الجديد إنه يقدم به التحية إلى روح نحاتين من أعظم النحاتين فى مصر واللذين أثرا على مسيرته الفنية طيلة حياته وهما صبحى جرجس وعبدالهادى الوشاحى.
 
وعن صبحى جرجس بالتحديد يقول: «على يد هذا الصديق العزيز تعلمت من أعماله السابقة لعصرهما الكثير، فقد استطاع هذا النحات العبقرى كسر معظم القوانين النحتية مع الحفاظ على قانون الطبيعة مستمداً منه قانونه الخاص، وكانت أعماله تبهره وتعطيه الكثير من الطاقة التى مازال يعمل بها حتى الآن.