السبت 5 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عايزة إيه منى يامصر.. وأنا عايز منـك إيـه؟!

عايزة إيه منى يامصر.. وأنا عايز  منـك إيـه؟!
عايزة إيه منى يامصر.. وأنا عايز منـك إيـه؟!


ساد الصمت وهدأت أجواء الفرحة التى كانت تملأ جنبات المسرح الصغير بدار الأوبرا، عندما بدأ أحمد أشرف أبو زيد، 01سنوات، من مدرسة السلام الابتدائية للبنين بالقاهرة، فى صرخته، أو قصيدته قائلا: عايزة إيه منى يامصر.. وأنا عايز منك إيه؟
 
القصيدة كانت من بين الأعمال الفائزة فى المسابقة التى نظمها المجلس القومى للطفولة والأمومة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بعنوان «الأطفال يرسمون الثورة»، وحضر توزيع الجوائز على الفائزين وزير التربية والتعليم د.محمود أبو النصر، ود.عزة العشماوى أمين عام المجلس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى جيمس موران.
 
انتبه الجميع حين بدأ أحمد، ذو الملابس المتواضعة وحلاقة الشعر الزيرو، يقول بطريقة حديث الأطفال العاملين: عايزة إيه منى يامصر، وأنا عايز منك إيه، وكأنه يشير إلى العلاقة التبادلية بين المواطن ووطنه، التى يعرف بها عدد كبير من علماء السياسة والقانون فكرة المواطنة، بمعناها الحديث، على خلاف المعنى الشهير الذى تردد عبر عدة أجيال «ماتقولش إيه اديتنا مصر، وقول هاندى إيه لمصر»، الذى يبدو أنه لم يعد يؤمن به أطفال اليوم.
 
تقول قصيدة أحمد:
 
عايزة إيه منى يامصر.. وأنا عايز منك إيه
 
لو عايزه نصر جبنا نصر.. ليه آسية علينا آسية ليه.
 
ليه أجوع فيكى يابلدى.. وخيرك زارعه أنا بإيديه
 
ليه بتمنى ضحكة عيونك.. وإنتى سعيدة بدموع عينيه
 
ليه تخلى الظالم يهينى.. وغصب عنى أقول له يابيه
 
عايزة إيه منى يامصر.. وأنا عايز منك إيه
 
عايزك وسط العالم قوية.. ليه أنت عايزة تكسرينى.
أحمى بدمى وروحى ترابك.. وأنت بتحمى اللى يبكينى.
 
ليه أقوى بأيديه ضعفك.. أمسك إيديك ليه تسيبينى.
 
أنا اللى عايش حلوك ومرك، أفرح لفرحك وأحزن لحزنك
 
ولو عدو خطى حدودك.. أدفع حياتى ياعروستى مهرك
 
عاهدينى يابلدى ما تظلمينى.. وأنا عمرى كله أعاهدك عليه
 
عايزة إيه منى يامصر .. وأنا عايز منك إيه
 
لو عايزة نصر جبنا نصر.. ليه آسية علينا آسية ليه.
 
∎ من فرح إلى الرئيس القادم
 
أنا طفلة مصرية طفلة عادية/ جاية النهارده أتكلم بحرية/ جاية أقول لك يا ريس كلمتين/ تحطهم حلقة فى ودانك الاتنين/ بحلم تهتم بالأطفال شوية/ وتسعد حياتنا وأيامنا الجاية/ نفسى يكون عندى لعب كتير/ وبيتى الصغير يبقى واسع وكبير/ نفسى مشفش ناس نايمة على الرصيف/ و منقفش طوابير عشان ناخد رغيف/ نفسى كل طفل مصرى يقدر يتعلم/ عشان يقدر يعبر عن رأيه و يتكلم/ نفسى كل مرض يكون له علاج/ ومصر ميكنش فيها ولا محتاج/ نفسى بلدى تكون حلوة وغنية/ مش واكل خيرها شوية حرامية/ نفسى لما أكبر ألاقى لى وظيفة/ وأعرف أتجوز و ألاقى شقة نضيفة/ نفسى أضمن لأولادى مستقبلهم/ عشان يقدروا يحققوا كل اللى فى خيالهم/ وفى النهاية يا ريس ليك عندى نصيحة/ اوعى تقلد اللى قبلك لحسن تبقى فضيحة/ هنخلعك يا ريس زى ما خلعنا اللى قبلك/ فخليك ناصح وذكى وحكم عقلك/ وجيلنا طبعا هيكون أقوى بكتير/ وهيجرى يقعد لك فى ميدان التحرير/ معلش ياريس لو كلامى جامد حبتين/ أصل أنا مش عاوزة بلدى تضيع مرتين.
 
فرح خالد التى تبلغ من العمر 11 سنة، كتبت هذه القصيدة للرئيس الجديد، وشاركت بأشعار أخرى كثيرة من بينها، قصيدة أخرى بعنوان «انتخبونى» تقول أبياتها:
انتخبونى أنا فرح تلميذة فى الابتدائية/ وناوية أرشح نفسى لرئاسة الجمهورية/ صحيح أنا لسه عندى عشر سنين/ بس ناوية أسعدكم السنين الجايين/ أوعدكم هعيشكم عيشة هنية/ وهأكلكم فراخ ولحمة بدل الفول والطعمية/ هتعيشوا فى سعادة وخير وفير/ ومصر مش هيكون فيها ولا فقير/كل واحد هيبقى عنده يخت أو سفينة / وبدل ما تصيفوا فى جمصة هتروحوا مارينا/ و كل خريج هيلاقى له شغلانة/ والناس كلها هتنام شبعانة/ هخلى فى بلادكم ديمقراطية حقيقية/ لا فساد ولا ظلم ولا عصابة حرامية/ من هنا و رايح مفيش نوم على الرصيف/ لا طوابير طويلة عشان حتة رغيف/ وكل المصريين هيتولدوا من جديد/ ومش هتعيشوا تانى عيشة العبيد/ والله ما بقول لكم كلام على الفاضى/ والله فى عهدى كل واحد هينام راضى/ الخير كتير بس لو اتوزع بعدل ربنا/ وملياراتنا اللى اتنهبت لازم هترجعلنا/ هخلى لبلدى كلمة عالية ومسموعة/ و رايتك يا بلدى هتكون مرفوعة/ اوعوا تقولوا ديه طفلة صغيرة/ يعنى هعمل فيكم/ إيه أكتر من اللى جرا/ فساد وسرقة ونهب ومسخرة/ انتخبونى ديه فرصة مش متكررة/ على الأقل أنا لو طمعت يوم فى حاجة/ هتبقى حتة مصاصة وعصير من التلاجة.
 
أما سارة هانى زكريا -14 سنة من القاهرة ، فعبرت عن يوميات ثورتى يناير ويونيو، بطريقة العرض الإلكترونى للأحداث، المدعم بالصور «باور بوينت» بطريقة تصلح للصحافة الإلكترونية.
 
∎ إخوانى.. كنبة.. فلول..ثوار
 
أما ريم عبد مقرب، 13 سنة فألفت قصيدة وألقتها أختها التوأم سارة، من مدرسة خالد بن الوليد الإعدادية للبنات بالمنيل، تعبر عن حيرة الشباب، بعد اكتشافهم أن المصريين ليسوا فئة واحدة، أو تيارا واحدا، بين تقبل فكرة التنوع وبين حلم الوحدة.
 
ابكى يا مصر بحرقة ونار اتقسمنا لميت تيار، إخوانى.. كنبة.. فلول.. ثوار، أنت مؤيد للقرار؟ أنزل واحشد فى الثوار، أنت معارض للقرار؟ أحصد انت كمان ثوار، شفتوا الخيبة وشفتوا العار، ابكى يامصر بحرقة ونار.
 
ابكى يابلدى كمان واتضايقى، بأضرب واقتل وباقول حقى، اعمل أنا بقى إيه دلوقت، لما أمريكا بتشتم فينا، وبتتريق ع الثوار، ابكى يا مصر بحرقة ونار.
 
ليه يابلادى تزيدى فى يأسى، ليه تخلينيى أقرف من نفسى، ليه أشباحك تسكن أرضى، ليه سماواتك تحجب شمسى، ليه العالم فيك يتخون، والتعبان فيك بيتكسر، ليه السابق فيك يتأخر ويرجع لبداية المشوار، ابكى يامصر بحرقة ونار.
 
مصر لكل المصريين، مهما اختلف اللون والدين، إحنا ولادك مش ناسيين، وإحنا الثوار الأحرار، ابكى يامصر بحرقة ونار، اتقسمنا لميت تيار.
 
وعلى جانب المسرح وقفت ملك أسامة متولى، تمسك بيدها ورقة كتبت عليها قصيدة، تذم فيها البلطيجة وأفعالهم خلال سنوات الثورة، ولم يمهلها وقت الحفل لأن تلقى قصيدتها، ولكنها كانت سعيدة بالحفل، ملك من مدرسة الهدى الخاصة بالمعادى.
 
أما عبدالله خالد، الطالب بالصف الأول الإعدادى، بمدرسة الدلتا للصلب بشبرا، فألقى قصيدة تقول كلماتها: بلادى بلادى، يامن حكمت ظلما، عشت فى القهر سنوات وسنوات، وشبابك العظام قاموا بثورة لمحو الفساد، هيا فقد حان التحرر الآن بأرواح أبنائك، مصر الشهداء، يا أرض الكنانة والجلالة، فيك الطيبة بين الناس، لك العزة والكرامة، بشهدائك الأبطال، وفيك الأمن والأمان، فأهلك يضحون من أجلك، ويعشقون ترابك، تحية لأمهات الأبطال وأهل بلادنا جميعا.
 
ومن مركز الحامول بكفر الشيخ، جاء عمرو مصطفى عبدالهادى، بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة جمال عبدالناصر، برفقة والده ليحضر الحفل، ويلقى قصيدة: تسلمى يامصر، أنت الدفا.. انت الأمان، انت السلام انت العطاء، وانت المحبة والوئام، على كل شبر انتشر وفى كل عصر وأدان، ماهو بكلام البشر، هذا من القرآن، اختاروا اسمك بعلو شأنك وحروف الكلمات.
 
وصعدت رانيا محمود سليمان، من مدرسة الشهيد محمد محمود عبدالعزيز، بالهرم على المسرح، لتلقى قصيدة من تأليف زميلتها يمنى، من بين أبياتها:
 
أتعرفين من أنت، من طين الصلصال نحت وجهك، ومن الحرير ألبستك، ومن الورد زينتك، ومن قلوب العاشقين عشقتك، ومن الليل رويت ظمأك، ومن خير جنود الأرض حميتك، أعرفت من أنت يا من ليس فى جمالك أحد، يا من ليس فى جمالك بشر، انت الوطن انت، انت الحنان، أنت مصر ذات الكنانة، انت مصر معشوقة الحبيب الولهانة، لن ينتهى كلام شعرى، فاحفظوا شعر الأمانى.
 
∎ سعيد يحكى حكاية شعب
 
أما قصيدة سعيد مجدى سعيد القرمانى، الذى يبلغ من العمر 15 سنة من المنوفية، فحملت عنوان «حكاية شعب»، ومن أبياتها: سَأَحكى حكايةً عَن ظلمِ الشعوب.. حـيـاتـهـم كـانَ فيها الْقَسْطُ يسودْ/ خرجت طيور مناديةً تقــــــــول.. لـيـت الـعدالـةَ يـومـاً تعــــــــودْ/ فألقى الصائد شباك المــــــــوت لِـكَـيْـلاَ يـبـقى عـن السلطة بعيـدْ/ فهرعت الطيور تنادى الأســـود كــى يـقــولــوا لـســنــا عبــيـــدْ/ فلبت الأسود مزمجرةً تقـــــــول هـذا هـو مـا الـشــــعـــب يــريــدْ/ فنادت الطيور بـــحـاكـــم جـديد تـكـون الـعـدالــة لــه صـــديـــقْ/ فأرادت الثعالب حـكــم الـطـيور ولـكـى تـفـوز أعـــطـــت وعـودْ/ فصــدَّقت الـطـيور كلام الثعالب وأخــذ الــتــاريــخ بـنـفـسه يعودْ/ ففازت الثـعـالـب بـشـكـل مُعيب وأضـــرت بــكـــل شـــئ مــفـيـدْ/ وكانـوا يـقـولـون الـطيور عبيد وبـالـظـلـم كـانـت فى الدولة تُبيدْ /فـقـابـلـت الثعالب مشاكل عديدة.. فـبـدأت فى الـغباء السياسى تزيدْ/ فسـئمت الطيور من حكم هؤلاء.. وطفقوا فى النصيحة بشكل ودودْ/ وانـتـصرت إرادة الشعب الذى ضـد الـظـلم أبىٌّ على مر العهودْ/ ووقـف الـجـمـيع تحية للمنقذين/ فـتـحـيـة لـلأسـود تـحـيـة للـجنودْ..
 
∎ قصص وخطابات الميادين
 
قصص وخطابات إلى الأهل والأصدقاء، كتبها فائزون آخرون عن أيام ميدان التحرير، وذكريات المستشفى الميدانى، وأطباؤه، وذكريات أيام الثورة، بالإضافة إلى لوحات فنية عن لقطات مختلفة للثورة، ونال 16 طفلا أجهزة تابلت تعليمى، من المصانع الحربية، ثمن الواحد منها ألف جنيه، بدعم من الاتحاد الأوروبى، وحصل الكثير من المشاركين على شهادات تقدير.
 
ترى د.عزة العشماوى، أن تعبير الأطفال عن الثورة بهذه القوة، ينبه الجميع إلى أن الأطفال ينتظرون الكثير من وطنهم، وهو ما يضع على كل المسئولين عن الأطفال عبئا ومسئولية، وخاصة المجلس القومى للطفولة والأمومة.
 
تتأمل د.عزة الأعمال الفائزة لتقول: الأطفال نضجوا بأكثر مما نتوقع، ويحتاجون منا العمل الجاد، على أرض الواقع، لتشعر به الأسر بشكل حقيقى.
 
تتمسك أمين مجلس الطفولة بحق الأطفال فى التعبير عن آرائهم وفى المشاركة فيما يدور من أحداث سياسية، دون انتهاك لحقوقهم كما حدث فى الاستغلال السياسى للأطفال، خلال الفترات الماضية، ولا يزال، فقد عبر الأطفال عن مشكلات اجتماعية وسياسية وأمنية، يعيشونها يوميا مع أسرهم.
 
تعترف أمين قومى الطفولة، بزيادة أعداد الأطفال العاملين وأطفال الشوارع، وأن جدوى البرامج التى خصصت لعلاج هذه المشكلات، كانت أقرب إلى عدم الجدوى، تؤكد د.عزة أن أهم أولويات المجلس خلال المرحلة الحالية، هو تشكيل لجان حماية الطفل التى أقرها قانون الطفل منذ 2008 لتكون تابعة إداريا لوزارة التنمية المحلية، وممولة من ميزانية الدولة، لوضع طريقة قانونية لحماية حقوق الأطفال، لرصد الأخطار التى تحدق بالأطفال، واتخاذ خطوات استباقية لمنع استغلالهم، بالتنسيق مع خط نجدة الطفل.