الإثنين 9 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إنقاذ الدلتا حياة أو موت!!

إنقاذ الدلتا حياة أو موت!!
إنقاذ الدلتا حياة أو موت!!


ما الأيدى الخفية التى تتلاعب بالمناخ فى سماء العالم وفى بلادنا لنشعر أكثر بالبرد ونحترق بالحرارة، حيث سيصبح فى العالم أكثر من مائتى لاجئ مناخ خلال الخمس وعشرين سنة القادمة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، من الذى روعنا بالإعصار على شاطئ مطروح فى 3 سبتمبر عام 2006، أفسد علينا البحر والشاطئ، وحرمنا من الأغنيات وسرق من بين جوانحنا صوت ليلى مراد وهى تغنى: «احكى له يا موج مطروح»! من ذا الذى ضربنا بالإعصار وجرح قلوبنا وشواطئنا دون أن يطرف له جفن؟!
 
يتساءل الكاتب الصحفى عبدالفتاح عنانى فى كتابه «حروب المناخ.. رعب المستقبل».. عن تلك الأيدى الخفية التى أفسدت علينا المناخ وروعتنا بالحر حتى أصبح من الممكن تشبيه حرارة الأرض بالحرب النووية المعلنة بأيدى علماء أشرار يغيرون خارطة المناخ فيغيرن طول فترة الشتاء وطول فترة الصيف، وبالتالى يغيرون إنتاج المحاصيل ويجوعون الفقراء فى العالم.. هذا الكتاب صيحة فى وجه الظلم، فى وجه أولئك الذين يشعلون حروب المناخ على البسطاء وعلى الدول الأكثر فقرًا.
 
صدر الكتاب عن سلسلة اقرأ بدار المعارف.
 
∎ ماذا حدث فى مطروح؟
 
 ويقول عبدالفتاح عنانى فى كتابه متسائلاً عن حقيقة ما حدث على شواطئ مطروح: «مشهد مرعب شاهده المصطافون فى مرسى مطروح تناقلته الصحف ووسائل الإعلام فى صباح الأحد 3 سبتمبر 2006، دوامات هوائية إعصارية عنيفة جدًا قادمة من عرض البحر المتوسط بارتفاع يزيد على ثلاثين مترًا متجهة إلى الشاطئ مع هطول أمطار مفاجئة بلا انقطاع، فأصاب الفزع والخوف والفوضى المصطافين وهرول الجميع مسرعين بعيدًا عن الشاطئ، وهطلت الأمطار بغزارة غير مسبوقة بمدينة مطروح رغم ارتفاع حرارة الجو، وخلال دقائق معدودة تحولت إلى سيول وخلت المدينة من المصطافين وبدأت السيارات فى المغادرة لينتهى المصيف باكرًا.
 
السؤال الخطير هو ما الذى حدث؟ وما هو تفسير هذا المشهد المرعب؟
 
هل هو شبح «تسونامى» الذى يهدد مطروح والشواطئ المصرية؟ أم أنه «إعصار تورنيدو» ضرب بشواطئ مطروح، البعض قال إنه «تسونامى»، والبعض الآخر أكد أنه «إعصار تورنيدو» صغير، وتسونامى هى كلمة يابانية تعنى «موجات الشاطئ العاتية والعارمة، والقادرة على الانتقال عبر البحار والمحيطات بمسافة 700كم/ ساعة»، وعندما تضرب هذه الأمواج العاتية الأرض والشواطئ يصل ارتفاعها إلى أكثر من ثلاثين مترًا وهى تحدث بسبب الزلازل والبراكين.
 
∎ عين الإعصار
 
والإعصار هو عاصفة رعدية ضخمة ورياح قوية تدور فى دوامات حول مركز من الضغط الجوى المنخفض يسمى «عين الإعصار»، وتتحرك الرياح بسرعات لا تقل عن 120 كيلو مترًا فى الساعة، ويتراوح ارتفاع الإعصار ما بين 8 و10 كيلو مترات، ولا يضرب الإعصار إلا المناطق الساحلية والشاطئية المطلة على البحار والمحيطات والخلجان محدثًا دمارًا شاملاً، فهل ما حدث من إعصار «تورنيدو» على شواطئ مطروح متعمد وبفعل فاعل على سبيل التجربة وجس النبض ومعرفة رد الفعل؟ يتساءل عبدالفتاح عنانى فى كتابه «حروب المناخ» فيقول: «هل الإعصار الذى ضرب شواطئ مطروح كان على شاكلة «إعصار جونو» فى عام 2007 والذى كان مقصودًا به «إيران» لعرقلة برنامجها النووى، وباعتبارها دولة متمردة ومارقة من وجهة نظر أمريكا، ولكنه فشل وضل طريقه، وأصاب سلطنة عمان والإمارات والبحرين وانتهى على حدود باكستان، وهو إعصار قوى من الدرجة الرابعة ظل أسبوعًا كاملاً يواصل ضرباته القوية وأحدث دمارًا هائلاً خاصة فى «مسقط»، مما أثار حيرة ودهشة علماء المناخ لأنه لم يحدث إعصار مثل «جونو» فى منطقة الخليج العربى منذ أكثر من ثلاثين سنة فمن يتلاعب بالمناخ؟ حتى أمريكا لا تهدأ بل هى ضالعة ومستمرة فى إجراء تجارب مناخية مميتة لاستخدامها كسلاح مناخى مدمر للسيطرة والهيمنة وقهر الدول وإخضاعها».
 
∎ دلتا مصر
 
تحذر تقارير الأمم المتحدة والمنظمات العالمية من أن تغيرات المناخ والارتفاع المتوقع لمستوى البحر قد يؤدى إلى خطر كبير تختفى معه دلتا النيل من على سطح الأرض، ومع ارتفاع درجة الحرارة المتوقع بمعدل من 3- 5 درجات مئوية سيرتفع مستوى مياه البحر أكثر من متر، وبالتالى غرق دلتا مصر والمناطق الساحلية وتشريد الملايين من البشر، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه من الضرورى وفى أسرع وقت التخفيف من وطأة التأثيرات السلبية لارتفاع حرارة الأرض.
 
∎ فيضان قبل موعده!
 
معظم تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن التغيرات المناخية قد بدأت فى مصر وبوادرها مجىء الفيضان قبل موعده بشهر كامل، واستمراره لأكثر من شهر آخر بعد الموعد المتوقع لانتهائه وتآكل الكثير من شواطئ مصر، بل إن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة الأرض يؤدى إلى اتساع رقعة التصحر، وهو ما نعانى منه الآن، كما تحذر لجنة المناخ بالأمم المتحدة من أنه بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض سوف تتغير الخريطة الصحية للأمراض، ومن ثم انتشار أمراض جديدة فى دول لم تكن تعرفها وأن التغيرات المناخية قد تحدث أضرارا للبشرية لا طاقة لها بها.
 
∎ أسلحة حروب المناخ
 
«الليزر والأشعة تحت الحمراء من أسلحة المناخ عالية التدمير لقدرتها على النفاذ فى الضباب والتصوير وحسابات الارتفاعات، وتقوم أمريكا وروسيا وبريطانيا بتحديث أسلحة الليزر واستخدامها فى حروب المناخ وتدمير طبقة الأوزون خاصة فى بحوث «الطاقة العالية» لأن الليزر هو الوحيد المنتج للطاقة العالية التى تستخدم فى تكنولوجيا الحروب، ولهذا فإن «سلاح الليزر» لا يقل أهمية عن الأسلحة النووية خاصة فى حروب المستقبل وأسلحة المناخ، ولهذا تعمل الدول التى تستخدم أسلحة الليزر على توفير مصدر قوى لتوليد طاقة ليزر متعاظمة ودقيقة التركيز على الهدف مدة كافية لتدميره تماما، وقد نجحت أمريكا فى تطوير نظام ليزر محمول جوا سيكون مزودا بليزر كيميائى يتكون من الأكسجين واليود، وسوف تراقب طائرات الليزر المحمول جوا الصواريخ عابرة القارات عند إطلاقها وتطلق عليها شعاع الليزر فى مساحة قد تصل إلى ثلاثمائة كيلو متر.
 
ومعروف دوليا أن استخدام الأسلحة الهجومية التى تعمل بشعاع الليزر يخضع لقيود مشددة بمقتضى بروتوكول أسلحة الليزر التى تصيب بالعمى والذى تم ضمه إلى اتفاقيات جنيف عام 1949.
 
∎ الأشعة تحت الحمراء
 
والأشعة تحت الحمراء من أسلحة المناخ عالية التدمير لقدرتها على النفاذ فى الضباب والتصوير وحسابات الارتفاعات تنفرد بتأثيرها الحرارى الذى يكشف عما يحتويه باطن الأرض من بترول ومعادن وغير ذلك، مما يجعلها من أسلحة حروب المناخ شديدة التدمير، وهناك أيضا الأسلحة التى تعمل بالترددات اللاسلكية مثل أسلحة الموجات متناهية القصر ذات الطاقة العالية ولا تتأثر فاعليتها بالأحوال الجوية، ويمكن أن تحقق ما يسمى بالقدرة على «القتل الرحيم»!!، وذلك من خلال تعطيل وتدمير المعدات الإلكترونية للخصوم وتدمير البنية التحتية.
 
∎ خريطة المخاطر وإدارة الأزمة
 
لا شك أن مواجهة الأزمات والكوارث والوعى بها يعد أمرا ضروريا لتفادى خسائر كبيرة فى الأرواح والممتلكات، فلابد أن تكون لدينا خريطة للمخاطر، واتخاذ الاحتياطات لتفادى الخسائر الجسيمة المترتبة على وقوعها، وأول خطوة يمكن أن نتخذها الآن هى إنقاذ دلتا النيل من الغرق واعتبارها قضية حياة أو موت، وقد أطلقت مصر نداء دوليا لإنقاذ دلتا نهر النيل من الغرق فى مؤتمر «بالى» بإندونيسيا بسبب الغموض الشديد الذى يكتنف التغيرات المناخية، وارتفاع درجة حرارة الأرض، وطالبت مصر بضرورة وضع قائمة عاجلة تضم الدول الأكثر تضررا من ظاهرة التغيرات المناخية التى تهدد الكرة الأرضية بكوارث مميتة وتنذر بتهديد خطير للبشرية وللحياة نفسها فى جميع أنحاء العالم، إنها أول خطوة تتخذها مصر لإدارة الأزمة ولابد أن تعقبها خطوات، حيث تصبح إدارة الأزمات والكوارث قضية حياة أو موت.