الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لماذا تأخر المشير السيسى عن إعلان ترشحه للرئاسة؟!

لماذا تأخر المشير السيسى  عن إعلان ترشحه للرئاسة؟!
لماذا تأخر المشير السيسى عن إعلان ترشحه للرئاسة؟!


سؤال يسأله الجميع كل يوم، لماذا لم يعلن السيسى عن ترشحه للرئاسة حتى الآن، وماذا ينتظر؟!! هل يعيد النظر فى مسألة ترشحه، أم يرتب أوراقه من جديد؟!!! .. وما السر وراء التأجيل خاصة بعد ما أعلن حمدين صباحى عن ترشحه، وإعلان عبدالمنعم أبوالفتوح عن عدم ترشحه.. وماذا بعد حوار المشير السيسى لجريدة السياسة الكويتية، وما أعقبه من جدل، ثم ظهوره فى الندوة التثقيفية بمسرح الجلاء؟!!!.. نجيب لكم عن كل هذه التساؤلات..تعالت الأصوات المتسائلة بعد حوار المشير عبد الفتاح السيسى لجريدة السياسة الكويتية، والذى أثار جدلا واسعا على المستوى المحلى والدولى..وازدادت الحيرة بعد ظهوره فى مسرح الجلاء أثناء تكريمه لشهداء طائرة رفح العسكرية، وعائلاتهم، ولم يعلن عن ترشحه للرئاسة.
 
∎ التكريم وحده لا يكفى
 
اكتفى فقط المشير السيسى بتكريم كل من مقدم طيار أحمد نبيل عمارة والرائد أحمد محمد عبده والنقيب طيار أحمد السيد أبوالعطا والملازم أول جوى إبراهيم محمد صلاح الدين فرج والمساعد أول أسامة أبوالفتوح عبد الرازق الذين سقطت طائرتهم خلال تنفيذ عمليات المداهمة للأوكار والبؤر الإرهابية بشمال سيناء.
 
وقام المشير السيسى بمصافحة أسر الشهداء مؤكدا لهم أن مصر لن تنسى ما قدموه من أسمى معانى البطولة والتضحية والفداء.
 
كما أكد المشير السيسى أن مصر بشعبها وجيشها قادرة على اقتلاع جذور التطرف والإرهاب، وأن ما يحدث من أعمال إجرامية أو ممارسات إرهابية لن ينال من عزيمة وإصرار الشعب المصرى الذى تحمل مسئوليته الوطنية وخرج بالملايين لتنفيذ أولى خطوات خارطة المستقبل وإقرار الدستور الجديد، مشددًا على أن مصر تحتاج إلى تكاتف جهود أبنائها والعمل الجاد للعبور نحو الأمن والاستقرار والتقدم، واستعادة مصر لمكانتها ودورها الحضارى والريادى فى المنطقة والعالم.
 
وأوضح المشير عبدالفتاح السيسى أن ما قامت به القوات المسلحة خلال ثورة الـ30 من يونيو كان من أجل مصر وشعبها، وقد تحملت الكثير من أجل الحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه، مؤكدا أنه ليس هناك من يملك وصاية على الشعب المصرى وإرادته الحرة لكى يقرر ما يرى ويضع ثقته فى من يختاره لحمل هذه الأمانة، وأن القوات المسلحة بكل أفرادها وقياداتها أقسموا على حماية الوطن وأن يكونوا تحت إمرة شعبهم العظيم.
وأضاف: «القوات المسلحة كانت مخلصة وشريفة لم تسع إلا لخير بلادنا، وكنا نريد لبلدنا التقدم، ولم يكن هناك ما نخفيه عن أحد وسعينا بالنصيحة والعلم والمعرفة والإخلاص والأمانة، ولم نتردد فى الاستجابة لإرادة الشعب» مؤكدا: «لن يستطيع أحد أن ينال من مصر طالما أن القوات المسلحة قوية ومتماسكة ومستعدة جيدًا، ومادمنا فى نصرة الحق سيؤيدنا الله».
 
ووجه المشير السيسى التحية للقادة والضباط والصف والجنود والعاملين فى القوات المسلحة وأسرهم على ما بذلوه من جهد طوال الفترة الماضية للحفاظ على تماسك الوطن واستقراره والعمل بكل شجاعة وإخلاص حتى يأمن كل مصرى على حاضره ومستقبله.
 
حضر الندوة قادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة.
 
∎ فى انتظار الإعلان
 
يجيب عن هذا التساؤل اللواء حمدى بخيت - الخبير الأمنى والعسكرى.
 
يقول اللواء حمدى بخيت: بالفعل أنا أشعر بإحساس الشعب المصرى، وأعرف أن إعلان ترشح الفريق السيسى قد تأخر بعض الشىء وأتفق معه على ذلك، لكنى أرى أن السبب وراء ذلك هو إعلان التعديلات فى قانون مباشرة الحياة السياسية التى وعد بها الرئيس عدلى منصور والتى قد يكون مؤثرا على المرشحين، أو على عملية الترشح نفسها.
 
ولذا قد يكون الانتظار نوعا من الحكمة، أما استعجال الناس فلابد أن يوضع فى الاعتبار.
 
لكن أنا أريد أن أقول شيئا مهما، وهو قول الفصل وهو أن المشير عبدالفتاح السيسى لا يملك رفاهية الاختيار، لكنه سيرشح نفسه أمام مطالب الجماهير ورغبتهم الجامحة فى ترشيحه، والموضوع مسألة وقت.
 
وأنا أتفق فى أن الوقت قد طال، وأن هذه الإطالة تعطى فرصا للمستغلين، ومروجى الشائعات، وكثرة الأقاويل.
 
لكنى أؤكد أن المشير السيسى لا يملك رفاهية الاختيار، وفى نفس الوقت يحتاج إلى سرعة خروج تعديلات قانون الحياة السياسية لكى يحدد المرشحون مواقفهم.
 
ويرد اللواء بخيت على من يقول إن هناك انقساما فى المؤسسة العسكرية بعد ترشح الفريق سامى عنان، مجيبا: المؤسسة العسكرية ليست طرفا فى هذا الموضوع، ولابد أن نكون واقعيين، هى اكتفت فقط بإعطاء المشير السيسى كامل الحرية فى تقرير أمره بنفسه ومسألة ترشحه من عدمه، وحددت له بعض المحددات منها: أن ذلك واجب وطنى، وأن ذلك مستقبل أمة، وبالتالى هى ليست طرفا فى العملية الانتخابية، ولا تؤثر ولا تتأثر.
 
ونفس الأمر بالنسبة لترشح الفريق سامى عنان، فهذا اختياره الشخصى، ومن حقه أن يترشح كمواطن لأن هذه هى الديمقراطية التى لا يجب فيها أن يحجر أحد على الآخر، لكن الأهم هو أن يأتى المترشح على خلفية وطنية وأن يكون له برنامج انتخابى، وأن دخوله الانتخابات لا يؤثر عليه بالسلب بل بالإيجاب، بل لابد أن يزيد هذا الترشح من رصيده الوطنى وليس العكس.
 
∎ بين الرغبة.. والخوف
 
ويقول اللواء مختار قنديل-الخبير الاستراتيجى: هناك ثلاثة عوامل تؤثر الآن فى توقيت إعلانه الترشح، أولها وأهمها: رغبة الناس الملحة فى ترشحه، فهو يريد أن يرضى الشعب المصرى وينقذ البلد من الفوضى وعدم الاستقرار الذى يعيش فيه البلد، وكما أعلن مرارا أنه لا نية له فى الترشح لكن رغبة الشعب ونزوله لتأييده فرضا عليه ضرورة الانصياع لهذه الجماهير الغفيرة، وأيضا ثقته الكاملة بأن البلد فى مرحلة حرجة ويحتاج إلى قائد قوى يمر، ويخرج بها من هذا المخرج الضيق.
 
والثانى: اهتمامه بالجيش واعتزازه به، وخوفه عليه فى ظل ما يحدث فى البلد وقيام الجيش نفسه بمحاربة الإرهاب، فهو لا يحبذ تركه الآن فى هذه الحرب الصعبة، والتهديدات الداخلية والخارجية، والخطورة التى يتعرض لها البلد وأمنه القومى والتى يتصدى لها الجيش، فكلنا نرى العمليات الإرهابية التى تستهدف البلد داخليا وخارجيا، وللأسف تدعيم جهات ودول بعينها لهذا الإرهاب الذى يهدف إلى تفتيت البلد، والإيقاع به، وإسقاطه.
ولذا لابد أن يوضع هذا فى عين الاعتبار.
 
الأمر الثالث: انتظاره وتريثه حتى تتضح الخريطة السياسية، فهو ينتظر ليرى من سيرشح نفسه فى العملية الانتخابية، كما أنه لا يريد التعجل قبل إقرار تعديلات قانون الحياة السياسية.. وأيضا اتجاهات الأحزاب السياسية المتخبطة فى ترشيح شخص بعينه، فكما رأينا ما حدث بعد إعلان حمدين صباحى ترشحه وانقسام جبهة تمرد، وأيضا قرار عبد المنعم أبوالفتوح بعدم الترشح، ووقوف بعض الأحزاب خلفه، فكل ذلك ينم عن عدم استيضاح الرؤية السياسية مما يجعل المشير السيسى ينتظر ويتريث قليلا قبل إعلانه للترشح.