الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تحـور فــيروس أنفلـونــزا الخنازير وراء الإصابات القاتلة

تحـور فــيروس أنفلـونــزا الخنازير وراء الإصابات القاتلة
تحـور فــيروس أنفلـونــزا الخنازير وراء الإصابات القاتلة


عاد شبح أنفلونزا الخنازير يهدد حياة المصريين من جديد.. وعادت وزارة الصحة لتصريحاتها المتناقضة بخصوص مدى انتشار المرض وتحور الفيروس، ففى البداية أعلنت أن الأنفلونزا موسمية، وبعد ذلك تراجعت لتصدر بيانات حول عدد الوفيات من أنفلونزا الخنازير لم تكن تقف على طبيعة الفيروس هل هو أنفلونزا الطيور أم أنفلونزا الخنازير لتزداد حالة الخوف التى يشعر بها المواطن المصرى وتكثر الأسئلة التى يرددها خبراء الصحة، ولم نسمع للوزارة أى إجابة علمية واضحة بشأنها مثل هل تحور فيروس أنفلونزا الخنازير فى مصر وهل الفيروس منتشر الآن أم أن الالتهاب الرئوى القاتل المنتشر فى إحدى دول الخليج جاء إلى مصر؟
 
∎ المرض ليس وباء
 
«مصر ليس بها وباء».. هكذا تحدث دكتور عادل خطاب أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس ويوضح قائلا: معدلات الإصابة فى الشتاء هى أعلى معدلات إصابة على مستوى العالم ومصطلح أنفلونزا الخنازير ليس موجودا عالميا بعد أن أضيف للائحة العالمية للفيروسات سمى باسم«n1h1» و80٪ من حالات الإصابة حول العالم هي «n1h1» وهو موجود داخل تطعيمات الأنفلونزا أحد الفيروسات الثمانية الموجودة ضمن التطعيم، كما أن منظمة الصحة العالمية من بعد لائحة 2010 تعتبر الفيروس من الأنفلونزا الموسمية، أما فى مصر فـ 65٪ من الإصابات سببها n1h1 فى شهر أكتوبر عدد الإصابات بالمرض 272 حالة دخل منهم المستشفيات 195 توفى منهم 24 حالة وحتى لا يحدث ذعر عند المواطنين فى 2009 -2010 كانت الحالات المصابة 16000 حالة، فالفرق كبير ولا يستدعى الذعر والخوف والحالات المتوفاة متوافرة بها عوامل الخطورة فهناك حالة مريضة بمرض القلب وأخرى حامل ولديها مناعة ضعيفة، وحسب بيان وزارة الصحة فإن هناك سبع حالات منهم اثنتان فقط هما من كانتا حاملتين للمرض شفيت إحداهما والأخرى تعالج، وبسؤالى عن عقار التاميفلو هل يكفى للقضاء على المرض أجاب: العقار كافٍ وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا أن التاميفلو كافٍ ويأتى بنتائج جيدة وعن اللجنة العليا لمكافحة المرض يقول دكتور عادل: إن اللجنة تمارس عملها وتجتمع أسبوعيا.
 
وبسؤاله عن تحور المرض يقول: إن المرض لم يحور.. وأكد على ذلك بيان وزارة الصحة العالمية بأن هذا النوع الموجود بمصر لم يتحور.
 
∎ تحصين الأطباء
 
ويؤكد الدكتور سعيد عون خبير الطب الوقائى بمنظمة الصحة العالمية، أن أجهزة الطب الوقائى فى مصر لم يثبت لها حتى الآن تحور الفيروس وأنها دائما تتربص للأمراض ولكن الأشخاص المختلطين بالخنازير يجب الكشف عليهم وتطعيمهم لأنهم أكثر الأشخاص عرضة للمرض وأكثر عرضة لنشره بين الناس خلاف الكشف عن وجود وباء داخل الخنازير للوقوف على إذا كان يتم إعدامها أم لا.
 
وبسؤالى له عن المرض ومدى خطورته يؤكد أن مرض الأنفلونزا المعروف بأنفلونزا الخنازير أخذ شكل الأنفلونزا الموسمية العادية بعد اللائحة العالمية الجديدة، ولكنه مازال يمثل خطورة إذا أهمل العلاج، ويرى أن نسبة الوفاة مرتفعة بعض الشىء، ويرى أن المرض لم يتحور وأن الحالات التى توفيت لم تأخذ الاحتياطات الكافية.
 
∎ خبرة محدودة
 
وعلى النقيض يرى دكتور حمدى السيد نقيب الأطباء السابق أن النوع الموجود من الأنفلونزا هو محور ما بين أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور، ويضيف قائلا: إن الحديث عن الأنفلونزا العادية، فهى تأتى دائما فى صورة وباء بعد موسم الحج نتيجة اختلاط الأجناس من هم من شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا وبسهولة انتشار العدوى، وغالبا كل من سافر إلى الحج عاد ومعه حالة أنفلونزا على هيئة التهاب رئوى أو شعبى خلاف أن الفيروس هذا العام نوع طويل الأمد، وعلى ما يبدو أن الجهاز الفيروسى بوزارة الصحة اكتشف أن الحالات المصابة حتى الآن هى مصابة بنوع من أنفلونزا الخنازير لأنها تصيب الإنسان وهى مختلفة عن أنفلونزا الطيور، فأنفلونزا الطيور تنتقل من الطيور للإنسان ولا تنتقل من إنسان إلى آخر، أما الخنازير فتنتقل من شخص لآخر.. وبسؤاله عن تحور الفيروس أجابنى: إن الدليل على تحور الفيروس وجود عدوى للأطباء ونسبة الوفيات به عالية.
 
وبسؤالى له عن الإجراءات التى قام بها فى فترة رئاسته للجنة الصحة بمجلس الشعب يقول: فى عام 2009 مع ظهور المرض كانت هناك توجيهات بإعدام الطيور والخنازير للحد من انتشار المرض. ويتحدث دكتور حمدى عن فترة رئاسته لجنة الصحة بمجلس الشعب بأنه كان هناك اجتماع شهرى لمناقشة أحوال أنفلونزا الطيور لمراقبة مزارع الدواجن وتطبيق معايير الصحة العامة، وقد تنبأت بانتقال المرض للخنازير، وذلك بسبب تربية الخنازير فى المنازل وتم وقتها إعدام عدد كبير من الخنازير وتمت الإشادة بالقرار، ولكننا لم نتابع هل تمت تربية الخنازير مرة أخرى أم لا داخل التجمعات السكانية؟!
 
فمع ظهور المرض فى عام 2009 تم تشكيل لجنة لمتابعة ومراقبة المرض والحد من انتشاره، وكان هناك عمل على قدم وساق للحد من انتشار المرض، أما ما يحدث من تخبط فى التصريحات وعدم وجود الخبرة الكافية لوزيرة الصحة فى مجال الصحة فجعل تصريحات الوزارة تخرج بصورة تدعو للقلق.
 
وعن حالات الوفاة يقول: وفاة 4 أطباء فى وقت قصير أمر خطير بجانب وجود 24 فى الرعاية المركزة فلم نر حالات وفاة للأطباء فى 2009 فى أسبوع واحد، والعدد الآن خطير فينبغى عقد اجتماع علمى على أعلى مستوى مكون من أساتذة الصحة العامة وأساتذة أمراض البكتريولوجى لمناقشة العينات.
 
وعن حالة معامل التحاليل هل هى مجهزة للكشف عن الحالات يقول: هل معامل التحاليل بمصر مجهزة للكشف عن الحالات المصابة.
 
ويضيف دكتور حمدى السيد: توجد بمصر معامل على أعلى مستوى لفحص المريض وتحديد العدوى وهناك معامل وزارة الصحة وهى معامل مجهزة بأحدث الأجهزة، بالإضافة للمعامل الخاصة التى تستطيع تصنيف الفيروسات ووجود معامل البحرية الأمريكية تساعد فى فحص العينات، ولكن الأهم أن يكون هناك تحرك من الجميع فالدولة لم نسمع منها أى تحركات أو اتخاذ أى إجراءات بجانب أن الأطباء مشغولون بالإضراب والنقابة منشغلة بكادر الأطباء، ويجب العمل على مدار الساعة فى عام 2009 كان يتم أخذ عينات لمن تظل معه الحرارة مرتفعة أكثر من يومين ويتم تحليلها فى المعمل الرئيسى، وكنت اقترحت أن يتم عمل معامل مركزية جنوب الصعيد وشمال الصعيد ومعمل جنوب الدلتا وشمال الدلتا خلاف المعمل الرئيسى بالقاهرة.
 
∎ مسئول الصحة
 
توجنا إلى وزارة الصحة للوقوف على مدى انتشار المرض وخطورته، ولم نجد الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة للطب الوقائى، وأخبرتنا مديرة مكتبه باجتماعه مع وزيرة الصحة ولم يجب علينا تليفونيا، وحاولنا الوصول للدكتور أحمد كامل المتحدث باسم وزارة الصحة، ولكن دون جدوى وكلما سألنا عنهما يقولون لنا بالوزارة إنهما مجتمعان بالوزيرة، وليس هناك وقت للرد على الصحفيين، ومازالت البيانات المتناقضة الصادرة عن الوزارة بخصوص أنفلونزا الخنازير مستمرة فى الصدور حتى الآن.
 
دكتور نصر عبده عضو منظمة الصحة العالمية بالوزارة والمستشار الطبى لوزارة الصحة، توصلنا إليه وأخبرنا أن المرض لم يتحور على مستوى العالم، وهو نفس فيروس 2009، ونحن فى فترة ما بعد الوباء وهو ليس موسميا، ولكنه أقوى من الموسمى، لذلك يمكن حدوث وفاة للشباب وبعض الكبار فى السن لديهم مناعة لوجود وباء فى عام 1968 وأعطى لهؤلاء أجساما مضادة ضد الفيروس.
 
وعن حالات الوفاة يقول: الحالات لم تكن سبب الوفاة بالفيروس والوفاة لها أسباب أخرى والحديث عن تحور المرض أمر غير صحيح. وسألته عن فاعلية عقار التاميفلو فقال: العقار يعطى نتائج جيدة، ولكن ينبغى تشخيص الحالة جيدا لأنه لو تم استخدام العقار ولم تستجب الحالة للعلاج ومر أكثر من 84 ساعة تكون هناك خطورة على حياة المريض.
 
عن حالات إعدام للخنازير كما حدث فى عام 2009 يقول: هذا الإجراء غير مفيد لأن المرض بشرىّ، وقد رفضت ما حدث فى عام 2009 لأن العدوى أساسها الإنسان.