فى إيطاليـا عيـش الحياة واستمتع بها

بسنت الزيتونى
إذا شعرت بأن الحياة بلا طعم أو أن مرارة الأيام تملأ حلقك ولديك الإمكانيات المادية فعليك بتذكرة إلى إيطاليا.. لتستمتع بكل شىء حتى السير فى الشارع.
تتشابه دول أوروبا فى الكثير من الأشياء، وتختلف فى بعض التفاصيل التى قد تميز دولة عن جارتها فى الاتحاد الأوروبى!!
هذه ليست المرة الأولى التى أسافر فيها إلى إحدى دول أوربا، فلقد سافرت من قبل إلى فرنسا وبالتحديد باريس عاصمة النور وعاصمة الجن والملائكة كما وصفها دكتور طه حسين لكنها لم تبهرنى ولم تحثنى على الكتابة!! ربما لأن الذى سمعناه وقرأناه عنها ورسمناه لها فى مخيلتنا فاق الواقع !!
لكن هذه المرة جذبتنى وبهرتنى إيطاليا بسحرها وحضارتها بشعبها ونهارها وليلها!! خاصة روما التى قررت أن أقضى كل زيارتى والممتدة إلى أسبوع، فروما عاصمة جذابة، ثرية وممتعة.
فإنه شىء ممتع أن تضع قدميك فى دولة لها حضارة وتاريح، وقتها تشم رائحة عبق التاريخ وتستشعر رونق الحفاظ عليه.
المواطن المصرى العادى (اللى زى حالتنا) والذى أصبح يضع يديه فى كوبس الكهرباء خلال الثلاث سنوات الأخيرة أصبح شغوفاً جداً للسفر خارج الحبيبة مصر هرباً من الضغط العصبى الذى نعيشه كل يوم!! مجرد (بريك) أو فاصل لنحدد إقامة تفكيرنا فى الأحداث التى يمر بها الوطن فى زاوية ضيقة أو هكذا نعتقد ونحن نعتزم السفر!
المهم أن سفرى كان به جزء كبير عمل لتغطية ومتابعة أسبوع اللغة العربية والثقافة المصرية فى إيطاليا والذى يقيمه المركز الثقافى بإيطاليا وتغطية الأنشطة الفنية والثقافية وعروض الأزياء التراثية والتى شارك فيها من مصر مصمم الأزياء المصرى هشام أبوالعلا ومصممة الأزياء التراثية مها أمين ومصممة الحلى ميرفت رضوان وكان مذيع الحفلتين المذيع اللامع والزميل العزيز شريف مدكور، والجزء الأهم كان للفسحة والتعرف على البلد الذى أزوره للمرة الأولى ولكنى أشعر أنها لن تكون الأخيرة لأنى أعترف أننى وقعت فى غرامه من الزيارة الأولى! فليس لدىَّ الوله للعيش خارج مصر لكن فى إيطاليا وجدتنى أقول هذا بلد يمكننى العيش به وهذا ما برر لى تواجد الكثيرين من المصريين هناك وإقامتهم للعديد من المشروعات مثل المطاعم والتى تقدم «أكل إيطالى» على أعلى مستوى بمذاق إيطالى ونفس مصرى فأول وجبة غداء تناولتها كانت فى مطعم أصحابه مصريون هم (عمر ومحمد) اسمه بالإيطالى يعنى (الطاسة العتيقة) وعن حلاوة الروزوتو بفواكه البحر أو المكرونة بالكريمة وسمك السلمون والكفيار أو البيتسا بالأعشاب والمشروم والبيتسا فى هذا المطعم مختلفة تماماً لأنها تمت تسويتها فى الفرن الإيطالى العتيق الذى يعتمد على الأخشاب، كذلك المطعم الرائع «de jasmin» لصاحبه محمد رشوان الشهير بـ (ميشو) والذى يقدم أشهى الأطباق الإيطالية مع أجواء ساحرة يضفيها على المكان بروحه المرحة وشخصيته الجذابة.
∎ ابتسم أنت فى روما
هناك نصائح عامة تعلمتها فى سفرياتى السابقة، منها أهمية تقليل ساعات النوم للفوز بأكبر قدر من المزارات المختلفة والفسح، وأهمية تناول فيتامين سى لتقوية المناعة وزيادة النشاط، أهمية ارتداء حذاء مريح ويفضل إذا كان مستعملا من قبل لأن الأحذية الجديدة فى السفريات تؤلم القدم كعادة الأحذية الجديدة! والنصيحة التى تعلمتها أيضاً أهمية أن أصطحب معى شنطة سفر إضافية لأننا كسيدات مهما رددنا الأسعار غالية نار لا نستطيع مقاومة فعل الشراء والتسوق خاصة بعد مرور أول يومين «عجاف» تمر على أى مصرى وحالة الاندهاش و(الحول) التى تصيب عينيه عندما يرى أى شىء يرغب فى شرائه ويقوم بتحويل هذا الرقم للجنيه المصرى فيضربه فى السعر الذى اشترى به اليورو فتجد أن تذكرة أتوبيس معين بمبلغ 13 يورو فى حين أننى غيرت اليورو قبل سفرى من أحد مكاتب الصرافة بمبلغ عشرة جنيهات وعشرة قروش ليصبح سعر تذكرة الأتوبيس هذه بما يزيد على 031 جنيها مصريا!! المهم نصيحتى إذا أردت أن تستمتع فانس أن اليورو يعادل عشرة جنيهات وابتسم فأنت فى روما.
كانت إقامتى فى فندق نابليون فى وسط المدينة وهو فندق عريق أربع نجوم يمتاز بأن أغلب العاملين به ممن يقتربون من الخمسين من العمر أو يزيد وهم من طراز فريد فى مجال رجال الفندقة، ومانعت نفسى من المقارنة بينهم وبين فريق العمل فى الفندق الذى كنت فيه منذ شهرين فى شرم الشيخ حتى لا أكتئب فى الغربة. ميزة أن تكون فى فندق وسط المدينة أنك تستطيع أن تتنقل فى عدة اتجاهات، سواء لمحطة القطار أو الى أى مكان، وقد لاحظت أن الشعوب الأوروبية منذ زيارتى لفرنسا أنه يحب المشى ويدعوك إليه! فإذا سألت أحدا عن مكان ما يبعد ما يقارب من محطتى أتوبيس فإنه يخبرك أنه ممكن الذهاب إليه مدة عشر دقائق فقط ويصف لك الطرق فى حين إذا سألت أحدا هنا فى مصر عن مكان يخبرك بضرورة ركوب ميكروباص أو توك توك!! لأنك ستمشى عشر دقائق... لذلك فى إيطاليا مشيت كما لم أمش من قبل واستمتعت جدا بكل مكان زرته وكل عمل قمت به فى إيطاليا.. وهو ما سأحكى لكم عنه الأسبوع المقبل.