الفـتـــــــى الأول.. والوسيـم.. والنادى المفترى!

اكرم السعدني
محمود ياسين هو أحد أعظم من أدى دور الفتى الأول، وأذكر أيامه الأولى وكنا مع الأسف نقضيها فى المنفى خارج الديار المصرية، وكان الولد الشقى السعدنى الكبير يتابع أفلام محمود ياسين وقد توقف أمام هذه الموهبة، وهو فى لحظة تجلٍ وقال: الولد ده حيبقى أعظم ممثل فى مصر.. وعندما سألته السبب، قال: أولا شكله مصرى قوى وملامحه بتمثل كل المصريين وبعدين صوته صوت راجل فعلا.. ولم يمر على حكم السعدنى إلا بضع سنوات قليلة جدا إلا وما تنبأ به حدث وأصبح هذا الفتى الجميل القادم من بورسعيد هو فتى الشاشة المدلل، وظلت لمحمود ياسين هالة من نوع خاص حتى بعد أن ودع مرحلة الشباب ودخل فى المراحل الملبنية التى يتعرض فيها البنى آدم لترهل فى كل حاجة،
أقول رغم ذلك ظل هناك طيف من الروعة والبهاء يراوح محمود ياسين، وأذكر منذ عدة سنوات أن صديقى الكبير سنا ومقاما عاصم حنفى التقانى وهو غاضب وسألنى بحدة: هو عمك صلاح باع الموبايل بتاعه؟! وعندما أجبته بأن أحوال صلاح لم تبلغ هذا الحد بعد، ضحكنا معا وأضاف: أمال مش بيرد على مكالماتى ليه؟!
هو فاكر نفسه محمود ياسين والا إيه؟!
إذن فمحمود ياسين هو معيار للقياس للجيل الذى انتمى إليه السعدنى الكبير طيب الله ثراه ولجيل عاصم حنفى ولجيلى أيضا، ولهذا السبب فقد كانت الفرحة بلا حدود عندما عاد محمود ياسين من أجل إسعاد جماهير وعشاق فنه الكبير، ولكن يا خسارة فرحة ما تمت، وهنا أنا لن أخوض فى تفاصيل ما جرى لأن بعض ما تردد يسىء إلى محمود ياسين وهذا أمر غير مقبول ولا معقول ولا ينبغى لأحد أن يشوه هذا الفنان الكبير الأثر فى عالم الفن، وأيضا جاء البعض بحكايات ما أنزل الله بها من سلطان تخص رامى عادل إمام، والحق أقول إن أسرة عادل إمام الصغيرة أسرة تصلح لكى تكون مقياسا ومعيارا، فأم رامى - أطال الله عمرها - هى مديرة هذه المؤسسة العائلية، وهى التى ضبطت إيقاعها ووضعت الأسس التى ارتفعت بالجميع لكى يصلوا إلى ما وصلوا إليه، حتى النجم الأعظم فى تاريخ دولة الفن عادل إمام نفسه الذى وهبه الله موهبة وإلى جانبها منحه عقلا جبارا أدار الموهبة بكل اقتدار ومضى بها طوال هذه السنوات على قمة لم يستطع غيره الاحتفاظ بها لأكثر من عشر سنوات على أكبر تقدير.. ولكن أم رامى كانت هى العامل الخارجى الوحيد الذى استطاع أن يتحول إلى وقود ليدفع المركب.. ركب عادل إمام الفن بالمشاركة والقراءة والاختيار والمحافظة على المظهر تماما مثل حرصها على الجوهر، وفوق ذلك فقد أزاحت عنه هموم تربية وإعداد الأولاد فتفرغ عادل إمام من أجل الإبداع وما أعظم ما وصل إليه الأبناء وعلى رأسهم رامى الذى كان نجما متألقا فى فرقة ناجى عطاالله فقد قرأنا الأوراق ومعى مجموعة من الأصدقاء وخشيت على عادل إمام، لكن النتائج التى أسفر عنها العمل بقيادة رامى إمام أثبتت أنه نبت أصيل من شجرة الموهبة العظيمة الثمار والعطاء شجرة هذا النجم الدائم البهجة عنوانها ومقرها.. ولهذا فإن المسألة تعدت حدود الحقيقة عندما تطاول البعض على شخص محمود ياسين ومرة أخرى عندما أساءوا إلى رامى إمام.. يا عالم.. اتلموا شوية!
وكأن أهل الفن ناقصين.. ألا يكفينا ما جرى أيام الإخوان المهببة؟! هل نحن فى وقت تأتى فيه ممثلة لتتهم زميلا ونجما له فى القلوب مكانة بأنه أب أولادها الذين وضعتهم فى الغربة.. والحق أقول إن هذه الممثلة أرادت أن تلحق السوء بذلك النجم، لكن يبدو أنها فى حقيقة الأمر خدمته، ففى هذا الزمن الأغبر حيث الشبان الصغار يترددون على عيادات الأطباء لأن العملية فى النملية والمسائل ملبنية على مهلبية أقول وسط حالة الزهق والقرف واليأس وعدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية جاءت الست إياها لتؤكد أن النجم الوسيم لا يتمتع فقط بالملامح المليحة، لكنه أيضا يشرب بريل وربما كان يرضع فى الصغر بريل أيضا، ولعله يكون السبب - أى النجم - فى اكتشاف ما للبريل من خصائص فهو لم ينجب مثل سائر الناس طفلا أو طفلة، لكنه جاب اثنين فى بطن واحدة ما شاء الله ولو أننى كنت مكانه لأعلنت على الناس أننى صاحب هذا الإنتاج الفريد من نوعه اللى يرفع راس الواحد وسط أقرانه، بل إننى - لو كنت مكانه - لعملت مؤتمرا صحفيا وأثبت فيه صدق كل الاتهامات الموجهة إلىَّ لأنها اتهامات تعلى من مكانة الواحد وتثبت أنه رجل وإذا كان الرجال قليلا.. فهو ينتسب إلى هذه القلة وينتمى إليها ولديه مستندات وأدلة على أنه يستحق أن يكون على رأسها، بل زعيمها إذا أمكننا.
يا ست البنات.. أهل زمان قالوا: إذا بليتم فاستتروا.. ولكن يبدو أن كل ما قيل من أهل ذلك الزمان.. قد أكل عليه الزمان وشرب!
تعلمت من الولد الشقى طيب الله ثراه أن أكون دائما فى صفوف الغلابة والمظلومين ضد المفترى والجبار ولأن النادى الأهلى فريق الجبابرة فهو فريق مفترى يحلو له بهدلة الفرق الأخرى فى الدورى العام ولهذا فإننى إذا لعب الأهلى ضد فريق نبروه أجدنى مشجعا نبراويا أصيلا لأبوين وارد نبروه وجد ربما شارك فى بناء نهضتها ولكن إذا خرج الأهلى ليلعب خارج حدود مصر فإننى أجد نفسى جنديا فى صفوفه ومشجعا بل مشعوذا ودرويشا ألهث وراءه وأشعر بأن قامتى ترتفع مع أدائه المشرف والتزام أبناء الفانلة الحمراء الذين يشعرون خارج الحدود بأنهم يكتسبون فوق لونهم الأحمر اللونين الأبيض والأسود، وأنهم يتحولون إلى نسور جارحة لكى يكتمل تمثيلهم لعلم مصر العظيم بألوانه الأبيض والأحمر والأسود والنسر الذى يزينه.. وهناك حقيقة ثابتة بأنه لو كان الأهلى والزمالك بخير وهما عمودا الكرة المصرية ومعهما زخرفها وبهجتها الإسماعيلى، فإن الكورة فى بر مصر ستكون بخير.. ولكن إذا أصاب الأهلى بالذات عطب فإن الكورة المصرية بمجملها سوف تنضرب والأحوال اليوم على أيدى المدرب محمد يوسف لا تبشر بأى خير، الأولاد صحيح يرتدون الفانلة الحمراء، لكنى أجزم أن أى حداشر واحد ماشيين أو قاعدين أمام الاستاد أو حوله يمكن أن يلعبوا خيرا منهم، والسؤال الآن: إذا كانت هناك حاجة غلط فى الأهلى فإلى متى سوف ننتظر؟ إن الأهلى ليس فريقا للكورة.. ولكنه مدرسة للوطنية ومؤسسة منضبطة من مؤسسات هذا البلد.. لا يوجد زملكاوى أو إسماعيلاوى أو مصراوى أو محلاوى يتمنى لهذه المؤسسة الأهلاوية إلا كل الخير، فالخير عندما يحل بالأهلى سوف يعم على الكورة فى بر مصر بأكملها.. نسأل الله أن يستعيد الأهلى الجبار عافيته وأن يعود الأهلى المفترى الذى يثير غيظنا وحنقنا فى الداخل ويرفع رأسنا وقامتنا كلما تصدى فى الخارج العربى أو الإفريقى.. يا أهلى أنت أعظم ناد ليس فى بر مصر وليس فى العالم العربى وليس فى إفريقيا.. أنت ناد عظيم لأن وراءك شعبا هو بالتأكيد أحد أعظم شعوب البشرية وننتظر من مجلس إدارتك أن يكونوا على مستوى الحدث.. قولوا يا رب!