عاشـق البشـرة السمراء!

جمال هلال
عرفت الفنان فرحات زكى منذ سنوات طويلة، كان مفتونا بخامة الباستيل والتى يطلق عليها الناس جزافا الألوان الطباشيرية. وفن الباستيل له تاريخ طويل فهى أصابع لونية ذات نضارة فائقة، لا تتغير ألوانها بمرور الزمن عكس الألوان الزيتية، ارتبط اسم ألوان الباستيل بالفنان الفرنسى ديجا فى لوحاته الرائعة للباليه. وفى مصر تألقت ألوان الباستيل فى أعمال الفنانين أحمد صبرى ومحمد صبرى وجمال كامل وعبدالعال.
عشق فرحات زكى تصوير الوجوه والزهور بالباستيل ورسم الكثير من البورتريهات لأصدقائه، لكن عشقه الأكبر وتفرده بدأ فى تصوير الوجوه السمراء بألوان الباستيل المشرقة والتى ترضى شغفه وحسه اللونى، وقد استطاع معها إظهار مهاراته فى الأداء والتعبير، وهو يصل بخامة الباستيل الصعبة لتعطى تأثير فرشاة الزيت، يختار بعناية لون الورقة التى يرسم عليها لتخدم موضوعه الفنى المراد رسمه.
ومع حبه للباستيل لم يترك فرحات زكى التصوير بالألوان الزيتية، وهذا يبدو فى معرضه المقام الآن فى جاليرى جرانت بشارع الجمهورية. يحتوى المعرض على خمسة وعشرين لوحة بالباستيل وألوان الزيت والألوان المائية، ويستعرض فيه أحدث إبداعاته فى البورتريه والزهور التى أجاد فيها. يعشق الفنان بسطاء الناس وتستهويه البشرة السمراء كعادته، وعندما تسأله: لماذا الوجوه السمراء؟ يقول: هى تمثل لى نوعا من التحدى لصعوبة رسمها وهناك سبب آخر أنى أحس أن أعماقهم تفيض بالطيبة والصدق، ويقول إن البشرة السمراء يتألق عليها الضوء أكثر من البشرة البيضاء وأنا أعشق الضوء حيث يكون باردا مشرقا على البشرة السمراء الدافئة العميقة، وأنا أحب ألوان الباستيل لأنها تعطينى إشراق الألوان الذى أحبه وكنت أركز عليها فى مراحلى السابقة.
يهتم الفنان فى أعماله بالإحساس بالفورم، ويحقق ذلك بتركيزه على قيمة الفاتح والغامق وما بينهما من تونات لونية، وهذا يعطى شخوصه ثقلا وكتلة مادية. بعض لوحاته تبدو صراعا بين الأضواء الساطعة والظلال القاتمة وبعضها الآخر تظهر الألوان مشبعة بالهواء والتباين بين الفاتح والغامق رقيقا وهذا يبدو فى لوحاته للزهور. يهتم فى لوحاته بالتكوين المحكم حيث يعطيه اهتماما كبيرا، خصوصا فى لوحاته للزهور حيث يحقق الاتزان بين عناصر اللوحة باتقان من زهور وثمار فاكهة.
أهم ما يميز المعرض مجموعة لوحاته الجديدة التى رسمها بالألوان الزيتية لنساء سمراوات فى تكوينات مختلفة مركزا اهتمامه على التكوين المتزن وسعيه لإظهار تألق الضوء على البشرة السمراء كعادته، ومحققا انسجام الألوان الدافئة العميقة وهذه المجموعة يطلق عليها موضوع البورتوريه وهى تمثل مرحلة جديدة فى طريق إبداعه الفنى.