الأحد 23 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السلفيون «خليوا» بخارطة الطريق!!

السلفيون «خليوا» بخارطة الطريق!!
السلفيون «خليوا» بخارطة الطريق!!


كشف مشهد الاستفتاء على الدستور الكثير من المستور.. والتى كان على رأسه اختفاء اللحى فى صفوف الناخبين بشكل أثار العديد من التساؤلات، خاصة تجاه حزب النور الداعم- الإسلامى- الوحيد لدستور 2013 بعد أن هاجمته كل التيارات الإسلامية الأخرى والتى اندمجت جميعها تحت مسمى تحالف دعم الشرعية. ذلك التحالف الذى لم نهتم إليه كثيرا بتهديداته لتأكيدات النور بأنه الأقوى والأكثر شعبية فى الشارع المصرى وبأنه من سيحصد أصوات المصوتين على الاستفتاء، ولكن يبدو أنه كان هناك ثمة تعارض بين قيادات الحزب وقواعده وأبناء الدعوة السلفية ليتحول عرس المشاركة السلفى إلى عرس بلا مدعوين ليتعلم القيادات الدرس الذى لم يتعلمه الإخوان أنه عندما تتكلم القواعد تخرس القيادات.
 
حقيقة أكدتها اللجنة العليا للانتخابات فى الإعلان عن نتيجة الاستفتاء أن نسبة المشاركة فيه 6,83٪ وهو الأمر الذى وضع مزيدا من علامات الاستفهام حول تراجع قوى حشد التيارات السلفية التى كانت وعدت فأخلفت.
 
∎ السلفيون حشدوا ثم اختفوا
 
قال ياسر عبدالمنعم، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن «السلفى» إن حزب النور مازال يمارس سياسته القديمة فى التعامل مع المواقف السياسية ولكن الجديد أنه أضاف إليها بعضا من النكهة الإخوانية التى تمثلت فى موقف قواعد الحزب من الاستفتاء حيث لم تستمع القيادات لآرائهم الذى وضح جيدا أمام اللجان من ضعف كتلتهم التصويتية التى لم تكن على قدر ما يدعون من الكثافة والقوة فى الإقبال على صناديق الاقتراع هذا الأمر الذى كشف استنساخ فكر الإخوان فى الدعوة والحشد وهو ما يعد مؤشرا على سير السلفيين على خطى الإخوان، تقصير الحزب فى الحشد للتصويت بـ«نعم» للدستور رغم تعليق اللافتات وتوزيع المنشورات، وتنظيم المؤتمرات ولكن عندما حانت اللحظة الحاسمة فارقوا الطوابير واختلت توازنات الحزب لرفض قواعد الحزب المشاركة، فلم نشاهدهم مشاركين كما كانوا فى ميدان التحرير كجمعة قندهار وغيرها ممن ضمت أبناء الحزب والدعوة السلفية بملابسهم المميزة التى اختفت تماما أمام اللجان فى الاستفتاء الأخير.
 
∎ قواعد السلفية حرة
 
الدكتور محمد جلال أحد شباب الدعوة السلفية يرى أن موقف حزب النور مرفوض من البداية من انفصاله عن قوى التيار الإسلامى ومحاولته اللعب على جميع الأطراف لأنه لم يعد لديه أية قوة للحشد فى الشارع المصرى بعد أن انكشفت كثيرا من ملامحهم السياسية.. وكشف المشهد الأخير للاستفتاء أن قواعد السلفيين تختلف كثيرا عن أية قوى أخرى لأنها تحتشد اقتناعا منها بقضيتها وليست أمرا مفروضا عليها من القيادات ولذلك فعندما رفضت القواعد مواقف الحزب الذى كان دائما ما يدعى أنه قائد التيار الإسلامى وأنه من يحمل لواء الشريعة لم يستطع الحزب تقبل فكرة أن ينفض عنه كثير من جموعه وتمادى فى الاستنكار بأنه لايزال القوة السياسية الأولى ذات الصبغة الدينية رغم أن هذه الحالة لا تزيد الأمور إلا تعقيدا وانهيارا فى فكر الحزب.
 
∎ النور داعم الاستفتاء
 
ورغم حقيقة هذا المشهد يؤكد الدكتور شعبان عبدالعليم، الأمين المساعد للحزب، أن ما يثار حول اختفاء حزب النور من المشهد لحظة الاستفتاء ليس بالصحيح لأن الحزب هو أكثر من ساند الدستور وتحمل الكثير فى سبيل إخراجه إلى النور سواء من مضايقات الإخوان أو غيرهم من أبناء التيار الإسلامى التى اتهمت الحزب بالتراجع عن مواقفه فى سبيل مكاسب سياسية، وهو ما نفاه الحزب كثيرا من دعمه لخارطة الطريق والتى كانت أولى خطواتها الاستفتاء على الدستور.. أما عن ضعف نسبة المشاركة فى التصويت والتى تشير إلى تراجع شعبية الحزب أو عدم مشاركة معظم قواعده من الأساس يقول عبدالعليم إن نسبة المشاركة الضعيفة ترجع إلى عدة أسباب أولها حالة الخوف والإحباط التى تسيطر على الكثير من الشباب، إضافة إلى خوف البعض من النزول والمشاركة نتيجة نجاح البعض فى نشر مفهوم الفوضى والعنف بينما حزب النور هو من وقف فى وجه كل هذه الأزمات وصمم على عقد المؤتمرات للتوعية بالدستور والتشجيع على النزول الأمر الذى شجع الكثيرين ثقة فى الحزب للمشاركة مما يؤكد على استمرار شعبية الحزب الذى كان هو الداعم الحقيقى للدستور أكثر من باقى القوى والتيارات التى اكتفت بالحملات الإعلامية بينما كنا نحن أكثر تواجدا واحتكاكا بالقواعد الشعبية والنزول إلى الشوارع وهو ما فشلت فيه القوى المدنية الأخرى لذلك ليس من حق أحد أن يلوم الحزب أو يشكك فى مواقفه التى لا تدع مجالا للشك فى وطنيته وحرصه على استمرار مسيرة بناء الدولة المصرية.
 
∎ هناك من يتربص بالنور
 
وقال المهندس صلاح عبدالمعبود عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور، إنه ليس هناك أى تعارض بين حزب النور والدعوة السلفية أو قواعد الحزب بالمحافظات حول الدستور لأن كبار مشايخ الدعوة السلفية وحزب النور بهيئته العليا ومجلسه الرئاسى، وأمناء المحافظات، خرجوا وصوتوا بـ«نعم» على الدستور، مما أعطى الثقة لمعظم الكتلة التصويتية فى النزول وهذا يحسب للحزب الذى أكد بنزوله أنه وقف حائط سد فى حماية الشريعة الإسلامية ومرجعيتها وفق مواد الدستور ولذلك قامت خطة الحزب للحشد بنعم على عدة محاور أولها الاهتمام بالمؤتمرات الشعبية بالمحافظات للتأكيد على الهوية الإسلامية بالدستور وأن الحزب خاض حربا للحفاظ عليها وذلك لطمأنة الفئات الشعبية المصرية التى كانت تخشى «علمنة الدستور» ولم يكن فى استطاعة أى من القوى المدنية القيام بهذا الدور إلا حزب النور لأنه أكثر تواصلا مع الشارع كما أنه يستطيع تجميع الأصوات التى كادت تفقد الأمل فى الحفاظ على هوية مصر الإسلامية، وبالتالى كان لنا أكثر من 225 مؤتمراً على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى انتشار قيادات الحزب أنفسهم بالمحافظات لإضفاء مزيد من المصداقية حول دعمنا للدستور وبسؤالى عن المشهد نفسه لحظة الاستفتاء وغياب التواجد السلفى الذى كنا قد شاهدناه سابقا بالميادين يقول عبدالمعبود إنه لا يخفى على أحد تتبع السلفيين تحديدا من بعض الجماعات الأخرى التى ترى فى الحزب معاديا لها على الرغم من الدعم الذى قدمه له النور دائما، بل والمصالحات التى كان يقودها الحزب فى سبيل تهدئة الأوضاع ولكن رغم ذلك لم يراعوا كل ما فعله النور لأجلهم وصاروا يتربصون به لذلك كان ظهور النور غير واضح أمام اللجان ولكنه كان السبب الأول فى حشد من ذهب إلى هذه اللجان.