الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأقبـاط يحتفلـون رغـم أنف الإرهاب

الأقبـاط يحتفلـون رغـم أنف الإرهاب
الأقبـاط يحتفلـون رغـم أنف الإرهاب


جاء ميلاد المسيح عيسى ليحمل خيرا وسلاما ورحمة، ليس فقط للمسيحيين، بل وللمسلمين وسائر البشر أجمعين فى كل الأزمان..ومع موعد دق أجراس الكنيسة للإعلان عن بدء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ومع شدة شوق أقباط مصر لهذه المناسبة من العام إلى العام.. تتصاعد وتيرة الخوف والقلق..فمصر تحبس أنفاسها، والعالم يتوقف ليشاهد.. هل سنستطيع حماية كنائسنا من الإرهاب الغاشم الذى طال الجميع فى الفترة الأخيرة مسلمين وأقباطا ؟!.. وهل ستحتفل مصر بعيد الميلاد المجيد فى جو من الأمن والسلام أم سيعكر صفوها شىء؟!! .. كل هذه تساؤلات تدور فى مخيلة المصريين.. مسلمين قبل الأقباط نحاول الإجابة عنها من خلال السطور القادمة.
 
فبالرغم من كل التخوفات التى تسبق هذا اليوم، فقد رفع الأقباط عباءة الخوف، وأقسموا أن يحتفلوا رغم أنف الإرهاب والإرهابيين، واتفقوا على أنه مهما حدث، سيكون من قبل حلاوة الروح للإرهاب.
 
ولأنه بابا الجميع، ويعمل دائما على احتواء المواقف الصعبة.. أكد البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى رسالة إلى الشعب المصرى أن مصر متواجدة دائماً فى قلوب الأقباط فى العديد من دول العالم ويحملونها فى قلوبهم، وأن الكنيسة لا تخاف من الإرهاب وستتكاتف مع كل جموع المصريين بمختلف طوائفهم للوقوف فى وجهه والقضاء عليه.
 
ونحن نصلى دائما أن يديم الله المحبة لكل المصريين ولكل العالم.. ونصلى من أجل مصرنا الغالية لكى يعم السلام ربوعها.. فالحوادث تزيدنا إصرارا على حبنا للوطن.. ونحن نشارك إخوتنا آلامهم فى فقدان أحبائهم فى الحادث الأليم وأيضا نصلى من أجل المصابين وليحفظ الله مصر.
 
وطالما كانت هناك علاقة من الحب والمودة تربط بين أقباط مصر ومسلميها خاصة فى هذه الفترة الحرجة والمهمة التى تمر بها مصر.. فوطننا أولا وانتقالا نحو الديموقراطية، والتوجه للعبور بمصر نحو الأمن والاستقرار، وأكد أن الكنيسة رغم تعرض الأقباط لاعتداءات من جانب مجموعات تتبنى العنف فى مصر فإنها مستمرة فى أداء واجبها وممارسة أنشطتها، وأن الأقباط يتحركون مع جموع الشعب المصرى لدعم عملية التحول الديمقراطى التى تشهدها مصر.
 
∎ احتياطات غير مسبوقة
 
ومن جانبه قال القمص بطرس بطرس بسطوروس وكيل عام مطرانية كفر الشيخ ودمياط وعضو الأمانة العامة لبيت العائلة المصرية والمقرر المساعد للجنة الخطاب الدينى: إن الاحتياطات الأمنية هذا العام لتأمين الاحتفالات بأعياد الميلاد غير مسبوقة فى الكنائس المصرية.
 
وبالرغم من أن الكثيرين روجوا لمخاوف محتملة من أعمال عنف ، فإننا نعيش فى حماية ربنا أولا ثم فى سلام سيستمر رغم الدسائس وما يحيكه رافضو السلام.
 
وأن الكنيسة ستحتفل ليلة السادس من يناير المقبل بأعياد الميلاد بإقامة الصلوات.
 
وأضاف: إن المجتمع المصرى نسيج واحد والكل شريك فى عملية التنمية وبناء مصر المستقبل ، وأن الإرهاب لا دين له، وما يتعرض له الشعب المصرى من أعمال وتهديدات إرهابية تزيد المصريين إصرارا وعزيمة على استكمال طريق الحرية والديمقراطية.
 
وأضاف إنه يصلى دائما من أجل أن يسود المنطقة الهدوء والسلام ويحفظ مصرنا الغالية من كل شر، معرباً عن أمله فى أن يشهد عيد الميلاد المجيد كل الخير والبركات والمحبة بين جميع الشعوب.
 
∎ الكنيسة الانجيلية
 
أما بالنسبة للكنيسة الإنجيلية فقد أعرب الدكتور القس أندريه زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ومدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية عن أمله فى أن يمر يوم الاحتفال بأعياد الميلاد بسلام ودون وقوع أى أحداث تعكر صفو الاحتفال، مؤكدا أن مصر ستبقى شامخة بتماسك أبنائها ومواجهتهم لكل أشكال العنف والإرهاب التى تقوم بها قوى ظلامية وضيعة.
 
وناشد القس زكى كل قوى الشعب بالوقوف بكل قوة أمام الإرهاب المدمر للوطن، والمضى قدما لتحقيق خارطة الطريق التى قامت على أساسها ثورة 30 يونيو.
 
∎ الكنيسة الكاثوليكية
 
من جانبه قال البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك: «أوجه التهنئة لكل شعب مصر فأعيادنا تدعو للفرح رغم كل الألم، ولكن إن شاء الله مصر ستعبر هذه المرحلة، وإن ميلاد السيد المسيح - عليه السلام - كان ومازال وسيظل ميلاد خير وسلام ورحمة، ليس فقط للمسيحيين، بل وللمسلمين وسائر البشر أجمعين فى كل الأزمان، متمنيًا أن تكون الأعياد فرصة جديدة لنشر الحب والسلام على الأرض وتأكيدا لصلات الترابط والأخوة بين المصريين والشعوب جميعًا.
 
يجب علينا كأبناء وطن واحد أن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية ونبذ الشقاق والخلاف حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه الإيمان وعماده العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.
 
∎ حلاوة روح
 
ويؤكد المستشار بيتر النجار، فيقول: الحقيقة أن أعمال الإخوان الإرهابية مستمرة منذ يوم 30 يونيو، وفض اعتصام رابعة، وسواء حدثت أعمال عنف أم لا فى يوم 7 يناير فهذا واجب الداخلية أن تؤمن كما أمنت مصر يوم رأس السنة.
 
فشىء متوقع أن يقوم الإخوان بأعمال عنف وإرهاب كما هم معتادون ضد مصر كلها وليس ضد الأقباط فقط، ومهما حدث فأنا أعتبره حلاوة روح ونوعاً من عدم تصديق الواقع، ومحاولة منهم لفرض السيطرة على الشعب المصرى الذى يستحيل فرض شىء عليه .
 
وإن كان 7 / 1 مهما وتأمينه ضروريا لكن الأهم هو تأمين الاستفتاء ليخرج الاستفتاء للعالم كله، ويرى ما هى نسبة الإخوان الحقيقية، وما هى نسبة المصريين؟!.
 
لكنى أؤكد أن أعمال الإخوان الإرهابية فى نهايتها وعلى الشعب المصرى تحملها لأن الإخوان المسلمين كالمرض الذى يخرج من الجسد وسوف تمحى آثاره مع الزمن.
 
لكنى أؤكد أن الأقباط لايخافون أبدا، ويثقون فى قوات الأمن، ودعم القوات المسلحة، وواثقون أن الله يحمى ما يشاء وعندما يحدث البلاء فبسماحة منه.
 
يقول باسيليوس المقارى-راهب دير وادى النطرون: شكل الاحتفالات'' يُسمَّى فى الكنيسة «طقس» (وهى كلمة مُستعربة من اللغة القبطية).
 
وقداس عيد الميلاد المجيد هو عمل طقسى قانونى ولا يمكن إيقافه بأى حال،ولكن يوم رأس السنة الميلادية ليس عيداً طقسياً فى الكنيسة وليس له صلوات خاصة فى كتاب «الخولاجى المقدس» مثل صلوات الأعياد الكنسية، لذلك فمنع الاحتفال به هو تحصيل حاصل وإجراء طبيعى وصحيح لأنه ليس عيداً قانونياً فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أصلاً).
 
-أما عن توقعاتى هل من الممكن حدوث أعمال عنف يوم 7يناير وما قبله،فطالما هناك نفوس أسْلمتْ نفسها - ليس لله الذى هو إله السلام - بل للشيطان عدو كل بر وسلام، فكل شىء متوقع.
 
وفى صلوات القداس يبتهل المسيحيون فى كل مكان من أجل تعضيد القائمين بالحكم فى البلاد، وفى رسالة رومية هناك وصايا لكى تصلى الكنيسة «من أجل جميع الذين هم فى منصب لكى نقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى ووقار»، فمن ضمن صلوات وابتهالات القداس الصلاة من أجل الرئيس والجيش والوزراء وكل الذين فى منصب، ومن أجل حفظ الأمن داخل الوطن وعلى حدود أرض الوطن. فالمعونة الإلهية لرجال الأمن فى الداخلية ليكونوا قادرين على استتباب الأمن داخل الوطن، ولرجال الجيش للحراسة لمنع التعدِّى على حدود البلاد، هى لازمة وحتمية، لذلك فهى محور صلوات المسيحيين داخل الكنيسة.
 
عهد جديد.. الرئاسة والكنيسة يد واحدة
 
فى سابقة من نوعها.. قام الرئيس عدلى منصور - رئيس المرحلة الانتقالية بزيارة البابا تواضروس الثانى - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك فى الكاتدرائية بالعباسية لتهنئته بعيد الميلاد المجيد..جديرا بالذكر أن هذه الزيارة تعد الأولى من نوعها، فلم يكن معتاداً من قبل أن يقوم رئيس الجمهورية بزيارة البابا فى الكاتدرائية نفسها..فلا ننسى الرئيس المعزول محمد مرسى الذى رفض الذهاب إلى هناك فى مناسبات عدة، بل ووصل الأمر إلى رفضه الذهاب إلى حفل جلوس البابا نفسه..ونفس الأمر مع الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك الذى كان يكتفى فقط بإنابة رئيس الوزراء فى عهد البابا المتنيح شنودة الثالث..وقد أعرب البابا تواضروس عن بالغ شكره وسعادته قائلا: سعداء بهذه الزيارة التى نعتز بها فى بيتكم فهذه المشاعر الطيبة بين القادة تقدم رسالة جميلة للناس.. كما قام أيضا نبيل فهمى - وزير الخارجية بزيارة البابا قبيل سفره للجزائر.