دلالة اختيار «التايم» للسيسى
صباح الخير
لايزال الجدل قائما حتى الآن منذ أن أطاحت ثورة 30 يونية بالإخوان ووضع خارطة طريق جديدة، حول الشخصية الأصلح لرئاسة وقيادة مصر خلال الفترة القادمة بعد وضع الدستور الجديد الذى يستفتى عليه الشعب الشهر القادم.. والغريب أن الجدل الحالى قائم على شخصية محورية واحدة فقط ألا وهى الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى حمى حق الشعب فى تقرير مصيره وفرض شرعيته التى هى المصدر الرئيسى والوحيد لكل سلطات الدولة يمنحها وقتما يشاء ويمنعها وقتما يشاء..
الجدل والجدال القائمان هو أن السيسى لو
ترشح للرئاسة فإن هذا سيكون تأكيدا لانقلاب الجيش على السلطة المنتخبة وهو جدل عقيم وساذج ويهدر إرادة الشعب وهو أيضا يصادر حق الشعب فى تقرير مصيره واختيار من يقود سفينة الوطن فى هذه اللحظات الحالكة من عمر الوطن، وسط الزوابع والأعاصير والعواصف التى تحاول إغراق السفينة من كل جانب.. ولم لا فالشعب اختار جمال عبدالناصر رئيسا وزعيما له بعد ثورة يوليو بعامين لأنه وجد فيه المقومات التي تجعله يقود مصر فى وقت عصيب وكان اختيارا مباركا ولا أحد يستطيع أن ينفى أن ناصر قاد ثورة شاملة بكل المعايير لتغيير أوجه الحياة لشعب مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعربيا ودوليا أيضا.
الأمر الثانى هو أن المشكلة الأعمق التى تواجه الشعب المصرى وكل طوائفه أن كل الوجوه التى خرجت بعد ثورة يناير لتطرح نفسها للرئاسة أصبحت كلها وجوها محروقة لا تصلح لقيادة مصر مستقبلا، وكان أكبر مقلب شربه الوطن والشعب هو انتخاب مرسى «الاستبن» رئيسا لمصر نكاية فى رمز من رموز مبارك والحزب الوطنى، والشعب دفع ثمن اختياره الخاطئ غاليا.. وهو لا يستطيع أن يغامر باختيار خاطئ آخر لأنها ستكون القاضية.
ولعل دلالة استفتاء «التايم» الأخير الذى وضع السيسى فى المرتبة الأولى أنه جاء لتأكيد الحس الشعبى الذى يطالب السيسى بالترشح للرئاسة.. والثانى أنه جاء من جهة محايدة وأيضا فى استفتاء محايد تماما لم تتدخل فيه قوى موالية لثورة 30 يونية ومعادية للإخوان مثلا.. لكن اختيار التايم أكد أيضا حسن رؤية الشعب المصرى وعلو حسه الوطنى.
وأخيرا فالفريق السيسى حتى لو كان غير راغب فى الترشح أو أن هذا الأمر مؤجل وخاضع للدراسة فى الوقت الحالى.. فإن الرجل أصبح لا يملك خيارا من أمر نفسه.. وعندما يطالبه الشعب بالترشح فعندها لن يكون هذا اختيارا وإنما تكليف وأمر من الشعب للسيسى الذى تعود أن يكون تحت أمر هذا الشعب.. ولمصلحة هذا الوطن.