هل يترشح الفريق السيسى للرئاسة؟
شاهندة الباجوري وريشة محمد الطراوي
لم يكن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يحتاج للفوز بلقب شخصية العام للتأكيد على شعبيته المتزايدة، بقدر ما كان هذا التتويج برهانا على شعبيته الدولية، واعترافا للعالم بمقدار ما فعله هذا الرجل وانتصاره لإرادة شعب مصر الذى أبى الظلم، وثار ضد الإخوان المتأسلمين.
وبالرغم من ذلك فقد أثار هذا التتويج الفرحة فى قلوب المصريين، وازدادوا تأكيدا وإصرارا على أن الفريق السيسى هو الوحيد القادر على إدارة البلاد فى مثل هذه الظروف الصعبة.
ومن هنا نطرح السؤال الملح: هل من الممكن أن ينصاع الفريق السيسى لرغبة الشعب المصرى، ويترشح للرئاسة؟، وهل اختيار مجلة التايم له ليكون شخصية العام سيكون له التأثير الإيجابى على فكرة الترشح؟!
شعر المصريون بفرحة عارمة بعد حصول الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، على لقب شخصية العام، فى الاستفتاء الذى قامت به مجلة التايم الأمريكية.
جاء ذلك بعد احتفاظ السيسى بالمرتبة الأولى فى الاستفتاء، تلاه فى المرتبة الثانية رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، فقد تفوق السيسى على أردوغان بأكثر من 222 ألف صوت.
وذلك بعد أن انحصرت المنافسة بين عدد من الشخصيات منهم: الفريق السيسى ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، والممثلة الأمريكية مايلى سايروس والتى احتلت المرتبة الثالثة، وتقدم السيسى على العديد من الشخصيات المرشحة ومنها الرئيس السورى بشار الأسد والرئيس الإيرانى حسن روحانى.
∎ الإخوان يصوتون لأردوغان
من ناحية أخرى أثار حصول الفريق أول عبدالفتاح السيسى الغضب فى نفوس جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن تفوق على رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، فقامت العديد من الصفحات الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بحملة للتشكيك فى النتيجة النهائية للاستفتاء.
وروج نشطاء الإخوان قبل انتهاء التصويت شائعة توقف التصويت على الاستفتاء الذى تقوم به مجلة «تايم» الأمريكية بإجرائه لاختيار شخصية عام 2013 والدعوة عبر صفحاتهم إلى الدخول على رابط التصويت للفريق السيسى والتصويت بـ«لا»، بما يساعد فى فرصة التقدم لأردوغان لدرجة أن رجب طيب أردوغان بنفسه علق بعد خسارته الفادحة لصالح الفريق السيسى، فى مجلة التايم الأمريكية قائلا: «إن الحكومة التركية ستستمر بالتحلى بالشجاعة وسنستمر بالإصلاحات لكى نواصل السير قدماً نحو تحقيق توجهات الأمة التركية».
∎ تأييد مصرى ودولى
وأكدت المجلة أن السيسى حصل على 449 ألفا و596 صوتا بنسبة 26.2٪ من إجمالى الأصوات، وهزم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الذى حصل على 356 ألفا و771 صوتا بنسبة 20.8٪، فيما حلت نجمة البوب الأمريكية ما يلى سايروس فى المركز الثالث بحصولها على أصوات 179 ألفا و300 شخص بنسبة 16.3٪.
وأوضحت أن الأصوات التى حصل عليها السيسى، سببها دعم هائل حصل عليه من مصر، التى كانت الدولة التى جاء منها أكبر عدد من الأصوات المشاركة فى الاستفتاء فى استطلاع التايم، ثم جاءت أعلى مشاركة بعد ذلك من الهند والولايات المتحدة على التوالى.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى يتمتع بشعبية واسعة فى مصر، منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، ونزول ملايين المصريين إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان.
∎ كمل جميلك
وفور إعلان نتيجة الاستفتاء أكد مؤسس حملة «كمل جميلك» أن فكرة اختيار الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع كمرشح للرئاسة، بدأت بعد خطابه الذى أمهل فيه الدكتور محمد مرسى أسبوعًا واحدًا للاستجابة لمطالب الشعب لأنه أثبت بذلك أنه رجل وطنى وأنه الوحيد القادر على حماية مصر.
وأن مؤسسى الحملة كان همهم الأول هو من سيأتى إلى كرسى الرئاسة بعد مرسى، مضيفًا أن الحملة استطاعت أن تجمع 18 مليون توقيع لترشيح الفريق عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، موضّحًا أنه فى حالة رفض الفريق للترشح ستكون هناك خطوات تصعيدية قد تصل إلى الإضراب والامتناع عن المشاركة فى العملية الانتخابية.
∎ قبول دولي وعربي
يقول اللواء مختار قنديل-الخبير الاستراتيجى: الحقيقة أن الفريق السيسى عندما سئل أكثر من مرة عن موضوع ترشحه للرئاسة، قال: إن لكل حادث حديثا، بمعنى أن كل وقت وله أذان.
وأنا أرى أن بالطبع اختياره لشخصية العام يؤثر بالإيجاب ويعطى له فرصة أفضل ويؤكد على أنه يلقى قبولا من العالم الدولى وليس فى مصر والعالم العربى فقط. ولا ننسى أن السيسى أفشل خطة أردوغان فى أن يكون خليفة للمسلمين.
ولا خلاف على شعبية وتأييد الفريق السيسى، فالمصريون يحتاجون دائما لرمز وزعيم يؤيدونه ويلتفون حوله، كما أنه لا توجد شخصية بارزة تصلح لأن تكون موجودة على الساحة باستثنائه.
واليوم لا توجد شخصية قامت بعمل يؤهلها للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فمن الذى انصاع لرغبة الشعب، ووقف أمام الإخوان وتحداهم وأفشل مخططهم فى العالم كله وليس فى مصر فقط، لكن الفريق السيسى له حساباته وهو وحده من يعرفها.
وبالتأكيد هو يضع فى الاعتبار رغبة الناس فى ترشيحه لأنه البطل والزعيم الوطنى المخلص الوحيد الذى يستحق أن يكون رئيسا، ويكفى أنه حافظ على الجيش المصرى متماسكا بعد انهيار الجيوش العربية الأخرى.
وعن إحساسه الشخصى يضيف اللواء قنديل: أشعر أنه من الممكن أن يترشح لأن الشروط كلها تنطبق عليه، فمصر لا تريد رئيسا تخطى 08سنة، تريد رئيسا خدم البلد وقام بإنجازات، يعرف كل شىء عن البلد باعتباره كان مديرا للمخابرات، والأهم من كل ذلك حب الناس له بجميع طبقاتهم وحبه لهم وتواضعه معهم، فكل أعماله تزكيه.
∎ استعداده للترشح
أما اللواء حمدى بخيت- الخبير العسكرى- فيؤكد أن أى عمل له لابد أن يضيف للشخص ويضع له قيمة مضافة، وبالتالى فإن هذا يساعد فى عملية الترشح.
لكن معضلة الترشح للفريق السيسى ليس فى أن تقول مجلة التايم أن هذا هو رجل العام، لكن العبرة فى إن يكون مستعدا لذلك لأن رغبة الناس شىء، واستعداده شىء آخر.
فإذا كانت الرغبة الشعبية كاملة فى تأييده للترشح، فلن تؤثر عليها التايم.
ولا ننسى شيئًا فى غاية الأهمية وهو أن عملية «التايم» قد تكون حربا نفسية لأنهم يأتون بالزعيم صاحب التأثير على مستقبلهم، ويكبرونه مثلما حدث مع عبد الناصر والسادات.
فكل ما يهمنى هو الرأى العام المصرى وليس الأمريكى أو الدولى لأن الإجماع الدولى من الممكن أن تكون له أغراض خاصة بعيدة عن المصلحة المصرية الوطنية، لكن الرأى العام المصرى هو الأهم لأنه يبحث عن مصلحة الوطن.