طلاب الإخوان يدفعون بجامعة الأزهر إلى الهاوية
هبة محمد
أبى أنصار جماعة الإخوان أن تمر الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود دون مجازر دموية تذكر، فهم يجدون فى أحداث العنف والاضطرابات متنفسا لهم ليأكدوا على الفكرة التى طالما روجوا لها وهى أنه لا استقرار إلا بعد عودة الشرعية - على حد تعبيرهم - وبالتالى جاءت أحداث المدينة الجامعية لجامعة الأزهر فى اليوم التالى مباشرة للذكرى، فالمواعيد محددة، التوقيتات محسوبة، والنتيجة دائما مأساوية وهى ضياع أرواح بريئة تحصدها تلك المواجهات، ،
وبغض النظر عن ملابسات مقتل الطالب عبدالغنى حمودة طالب السنة السادسة بكلية طب الأزهر، ففى النهاية هناك أسرة مصرية كانت تنتظر تخرج ابنها فى كلية الطب بعد شهور قليلة مرتديا المعطف الأبيض، فتسلمته جثة هامدة فى كفن أبيض أيضا، تلت تلك الواقعة أحداث يوم الجمعة الماضية التى راح ضحيتها أيضا الطالب صلاح عادل الطالب بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، إثر تعرضه لطلق نارى فى مسيرة النزهة يومها، ولم يقتصر الأمر على طلاب جامعة الأزهر من البنين، فالبنات أيضا كان لهن من الاعتصامات والاحتجاجات نصيب، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فلقد شاركن البنين مظاهرتهم التى جابت مدينة نصر ليلا فى أحد أيام الأسبوع الماضى ولا عزاء لحرمة الاختلاط و(صوت المرأة عورة)،
فضلا عما قمن به الأسبوع الماضى حيث قمن بالهجوم على منزل د.مهجة غالب عميدة كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر وحاولن اقتحامه فكيف ننقذ جامعة الأزهر من الهاوية التى يصر أنصار الجماعة المحظورة إسقاطها فيها، مستغلين حماسة الشباب صغار السن، وهل يمكن تفعيل قرار رئيس جامعة الأزهر د.أسامة العبد بمنع المظاهرات داخل الحرم الجامعى وكل كليات الجامعة حفاظاً على سلامة العملية التعليمية، أم أنه سيظل حبرا على ورق فى ظل تعنت الإخوان وإصرارهم على التصعيد؟ وهل قراره بتعليق نشاط الاتحادات الطلابية لكل الكليات سيحجم من نشاط الإخوان داخل الجامعة أم سيقضى على أنشطة طلابية هى حق أصيل لكل طالب جامعى؟ أسئلة كثيرة فرضتها الأحداث الأخيرة نحاول البحث عن إجاباتها فى السطور التالية.
∎ تفاصيل الواقعة
الحصول على تصريح من القيادات الطلابية داخل جامعة الأزهر هو بمثابة الأمر الصعب، فالجميع لا يرغب فى الحديث مع إعلام الانقلاب على حد وصفهم، لكن غموض المشهد وعدم معرفة الملابسات الحقيقية التى أدت إلى التصعيد من قبل الأمن ومقتل أحد الطلاب دفعنى أكثر للبحث عن شاهد عيان، عايش لحظات الواقعة بكل تفاصيلها وهو الطالب محمد عاطف أمين لجنة الجوالة باتحاد طلاب الأزهر ومسئول ملف المدينة بالاتحاد، (لم نضرم النيران فى مبانى المدينة) هكذا بدأ محمد حديثه مدافعا عن موقف الطلاب ومتهما الإعلام بالتضليل حيث يقول:، علمتنا المواجهات السابقة أن إشعال النيران فى الإطارات أو الورق يخفف من تأثير قنابل الغاز المسيل للدموع وهو ما قمنا بفعله لنفاجأ بانتشار خبر على غير الحقيقة يقول إن طلاب الأزهر يحرقون مدينتهم، وعن بداية المواجهات وبالفعل خرج الطلاب وقطعوا الطريق أمام المدينة، لتأتى قوة من قسم ثانى مدينة نصر وتبدأ فى إطلاق القنابل المسيلة للدموع إلى داخل المدينة حيث هرع الطلاب، بينما ترك أمن البوابات مكانه أمام بوابات المدينة، بدأ الطلاب يردون على القنابل بالحجارة والشماريخ، ليزداد الأمر حده.. ويبدأ الأمن فى استخدام الخرطوش، ثم اقتحام المدينة، وعن كيفية مقتل عبدالغنى يقول، المشكلة أن عبدالغنى لادخل له بالمظاهرات من قريب أو بعيد، فهو طالب مجتهد وابن لرجل قروى بسيط وكل أخوته أطباء ومعيدين بالجامعة، وفى وقت الأحداث كان عبد الغنى يشترى ملازم دراسية من مكتبة أم القرى التى تبعد عن المدينة قليلا، وبمجرد عودته فوجئ بمشهد الاقتحام والأمن داخل المدينة، وبينما يسأل زملاءه عما يحدث، أصيب برصاصة خرطوش فى رقبته أودت بحياته، وعن تأثير بيان رئيس الجامعة وشيخ الأزهر أعربا فيه عن أسفهما وحزنهما العميق على فقدان أحد أبنائهم الطلاب و هذا البيان لاوقع له لدينا، فكيف يسمحون بدخول الأمن داخل الجامعة ثم يعربون عن أسفهم عن مقتل أحد الطلاب، هناك قوانين وعقوبات تحكم العملية الطلابية داخل الجامعات كان يمكن استخدامها والاكتفاء بها بدلا من تعريض حياة الطلاب للخطر فى مواجهات أمنية!!، وعن الخطوات التصعيدية التى ينوون القيام بها يقول، أولى خطواتنا التى قمنا بها هى تعليق الدراسة لمدة أسبوع ردا على اقتحام المدينة ومقتل الطلاب واعتقالهم، ولم نحدد بعد الخطوة التالية التى سنقوم بها.
∎ محاسبة المسئول
ومن جانبه يرى محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر، أن ما حدث فى المدينة الجامعية لجامعة الأزهر الأسبوع الماضى هو مخطط المقصود منه زرع الفتنة والتوتر داخل الجامعة، فلا مانع لدى البعض من سقوط أبرياء من أجل المتاجرة بدمائهم، لكنه فى نفس الوقت يرى أن مقتل الطالب عبدالغنى حمودة بعد دخول الشرطة، يمثل كارثة بكل المقاييس، داعيا إلى ضرورة محاسبة جميع المسئولين والمتسببين فى مقتل الطالب أيا كان موقعهم، وعن قرار رئيس جامعة الأزهر بالسماح لقوات الشرطة بالتدخل فى حالة الاعتداءات على الأرواح والمنشآت أو تعكير صفو العملية التعليمية، يقول نوافق عليه طالما كان من أجل حماية الأرواح والممتلكات، لكن فيما عدا ذلك فإن الاتحاد يرفض دخول الشرطة من أجل قمع الطلاب، لذلك شكلنا لجنة طلابية من لجان الأحزاب والحركات الطلابية لرصد أى تجاوزات تقوم بها الشرطة داخل الحرم الجامعى، وعن موقفه من وقف الأنشطة الطلابية داخل جامعة الأزهر يقول، ليس صحيحاً أن جميع الأنشطة الطلابية لطلبة الأزهر قد توقفت، فما توقف فقط هو كل مايحرض على الاستقطاب والعنف، وكل ما يؤدى إلى إسالة الدماء، أما عن مجهودات اتحاد الطلاب للإفراج عن الطلاب المعتقلين يقول، نبحث حاليا أوضاع هؤلاء المعتقلين:، وتبين من خلال ذلك البحث أن هناك العديد من الطلاب المقبوض عليهم لم يتورطوا فى أى أحداث عنف وهم من نسعى جاهدين للإفراج عنهم، وردا على سؤالى حول مخاوف البعض من عدم استكمال هذا العام الدراسى نظرا لما تشهده الجامعات من عنف قد يؤدى إلى عدم أداء امتحانات هذا العام يقول:، لا أرى داعيا للقلق من هذه النقطة، فأحداث العنف ليست فى جميع الجامعات ومحصورة فقط فى خمس جامعات هى معاقل الإخوان المسلمين .
∎ قرارات فى مصلحة الطالب
وعلى الجانب الآخر ، يرى د.أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة تأسف لسقوط ضحايا من طلابها لكنها فى نفس الوقت غير مسئولة عن حماية أى طالب خارج أسوارها، ومع ذلك فإن مسألة وفاة الطالب مازالت قيد التحقيق الذى ننتظر نتيجته، وعن قرار دخول الشرطة للجامعة يقول القرار جاء بناء على طلب عدد كبير من عمداء الكليات، وذلك للحفاظ على المبانى والمنشآت وتأمين المعامل والأجهزة التى تتكلف ملايين ووقف عمليات العنف والتخريب التى ينتهجها طلاب جماعة الإخوان والذين لولاهم ما اضطرت الجامعة لإصدار ذلك القرار الذى قصد منه حماية الطالب المنتظم الذى يرغب فى التعلم من تخريب وتدمير من لايرغبون فى ذلك، وعن بقية القرارات الخاصة بمنع التظاهر ووقف الأنشطة يقول:، إن جامعة الأزهر تتخذ قرارات جميعها تصب فى مصلحة الطالب، وقرار مجلس الجامعة بمنع التظاهرات قائم، ولن يلغى إلا بقرار آخر من قبل مجلس الجامعة، وعن إمكانية إخلاء المدينة الجامعية نتيجة الوضع المتأزم داخلها يقول، لا يمكننى فعل ذلك، فالمدينة بها 18 ألف طالب، يريدون أن يتعلموا، وإغلاقها يعنى الجور على حقوق هؤلاء الطلاب الملتزمين فى دراستهم، وفى النهاية يطالب د.أسامة العبد طلاب جامعة الأزهر بتنحية الجامعة عن الخلافات السياسية والالتفات إلى ما جاءوا من أجله وهو طلب العلم.