الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إذا أردت أن تستفز إخوانيا فكلمة السر تسلم الأيادى

إذا أردت أن تستفز إخوانيا فكلمة السر  تسلم الأيادى
إذا أردت أن تستفز إخوانيا فكلمة السر تسلم الأيادى


 
هل أصبحنا شعبا يعانى من العقد والفوبيا من الكلمات والإشارات التى ظهرت وترددت بعد ثورة 30 يونيو؟!.. وهل هذه العقد قسمتنا إلى فريقين، كل فريق يعرف كلمة السر التى يستفز بها الفريق الآخر والشارة التى تثير غضبه وتشعل حريق الغضب فى نفسه وأعصابه؟!!.. فقد أصبحنا مرضى بفوبيا «تسلم الأيادى والسيسى ورابعة واللون الأصفر».. فقد بدأنا باستحياء على أرض الواقع.. وازداد ذلك اشتعالا بعد ذلك على صفحات الفيس بوك.. حتى أصبحت وسيلة تصنيف.. أنت فى أى معسكر، «معسكر الإخوان أصحاب اللون الأصفر وإشارة رابعة واللا معسكر السيسى وعلامة النصر وتسلم الأيادى»!.
 
 وإذا كنا شعبا أصابته العقدة النفسية، فإلى أين ستقودنا هذه العقدة؟!
 
وهذا ما حدث بالفعل مع الطفل الرضيع، الذى رفض الدكتور تسجيل اسمه فى كشوف الأسماء.. عندما علم أن أهله سيقومون بتسميته على اسم الفريق السيسى.. مما أزعج ذلك الدكتور ورفض تسجيله بهذا الاسم.. وأحدث مشاجرة بين أهل الرضيع والدكتور الإخوانى على اسم الرضيع!
 
وأيضا المدرس الإخوانى الذى قام بضرب مجموعة من البنات بمدرسة بالمنيا.. بمجرد أنهن كن يتحدثن فى السياسة وبالأخص على ثورة 30 يونيو وذكرن اسم السيسى وخطاباته التى أبهرت الشعب المصرى.. فوجئن بسيل من الشتائم والألفاظ النابية التى يقولها المدرس لهن.. وتمجيده لجماعة الإخوان.. مما جعل البنات يذهبن على الفور لمدير المدرسة كى يقدمن فيه شكوى، وعندما علمن بمساندة المدير له توجهن وتقدمن بالشكوى لوكيل التربية والتعليم بالمنيا.. كى يأخذ إجراءً حاسما ضده!
 
وهذا أيضا لايختلف كثيرا عن الدكتور الذى قام بتغيير شكل الروشتة الخاصة بعيادته فى الدقهلية.. حيث جعل لونها أصفر وطبع على ظهر الروشتة علامة رابعة.. مما جعل أهل القرية يقاطعون الذهاب له.
 
وآخر رفض معالجة ضابط كان ينزف إثر هجوم على نقطة شرطة بالسويس.. مما جعل الضابط يقوم برفع قضية على هذا الدكتور الإخوانى الذى تركه ينزف بسبب ميوله الإخوانية!
 
هؤلاء لايدركون جيدا أننا فى مركب واحد.. وأن ما يفعلونه يعود بالضرر عليهم وعلينا.. بل يعطلنا عن بناء دولة ديمقراطية مستقرة.. هدفها عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.
 
فقد حلل الدكتور نبيل القط - أستاذ علم النفس السياسى - ذلك قائلا:
 
إن هذا يعتبر امتدادا للثقافة الاجتماعية التقليدية التى يوجد بها نبذ ورفض للآخر.. سواء كان هذا الآخر فتاة محجبة أوغير محجبة يتم الهجوم عليها فى المواصلات أو مسيحى تتم مقاطعته.. وهذا ليس بجديد، لأن المجتمع منذ 20 سنة وهو فى هذه الحالة، حالة الإقصاء ورفض الآخر وصعوبة التعايش معه.. فهذه ليست ظاهرة لأنها موجودة فى المجتمع منذ فترة طويلة .. لكن الجديد فى هذا الموضوع هو أنه مدعوم من النظام الرسمى.. فمن قبل كان مدعوما من مجموعات دينية ودعوات فردية مثل الشيوخ.. لكن الآن أصبح مدعوما بشكل إعلامى وبشكل رسمى.. وهذا هو الخطر لأنه من الممكن أن يتحول إلى ظاهرة بسبب هذا الدعم!!.. فمن قبل كان النظام غير الرسمى «حكم الإخوان» يدعم نبذ الآخر وإقصاءه وكان هذا يواجه من النظام الرسمى.. لكن الآن أصبح النظام الرسمى وغير الرسمى يدعمان هذا الإقصاء وهذا الرفض.. وهذا يسمى فى الحقوق وفى الطب النفسى «التمييز والوصم».. بمعنى أننى أرفض وأنتقص من حقوق مجموعة أشخاص بسبب مرجعيتهم العرقية أو الدينية أو السياسية.. فإن مدرسا ينتقص من حق التلميذ بسبب مرجعيته السياسية، يعتبر وصما وتمييزا.. فهو وصمه على أنه متخلف ورجعى، وفى نفس الوقت ميزه عن باقى الطلاب.. وهذا موجود فى أغلب المجتمعات التقليدية وأحيانا فى بعض المجتمعات غير التقليدية مثل «أمريكا».. فهى تقلل من حقوق بعض الأشخاص بسبب انتماءاتهم السياسية أو العرقية أو الدينية.. وبالتالى ستظل هذه الظاهرة مستمرة لحين الحد من شدة الصراع والاستقطاب الحقيقى القائم الآن فى البلد من قبل أنصار الجيش وأنصار الإخوان وأنصار الثوار.. وهذا يحتاج إلى مجهود ثقافى وإعلامى كبير.. فإذا تحقق ذلك وقتها ستقل هذه الظاهرة كثيرًا.
 
أما الدكتورة هدى زكريا - أستاذ علم الاجتماع السياسى - فتقول:
 
هؤلاء يعتبرون فئة قليلة من المجتمع ضحوا بسمعتهم من أجل وفائهم لجماعة الإخوان المسلمين معتقدين أن الجماعة ستعود للحكم مرة أخرى.. وهذا فى حد ذاته يعتبر تفكيرا مريضا ويجب معالجته حتى لايزداد فى المجتمع.. فهذه الفئة تظهر فى شكل طبيب يرفض علاج المريض لانتمائه للجيش أو فى شكل موظف أو مدرس يضرب الطلاب لتأييدهم للسيسى.. فهذه الفئة كانت كل قضيتها هى الهيمنة على المجتمع.. وعندما فشلت فى ذلك بدأت تتصرف بحماقة فى المجتمع.. وهذا أمر طبيعى أن تنتقم من الهزيمة التى ألمت بها.. وبدأ اسم السيسى يسبب لهم عقدة نفسية لأنه وضعهم فى مكانهم المناسب وهدم كل أمانيهم وطموحاتهم التى كانت ستطيح بالبلد لمصالحهم الشخصية، والعكس أيضا بالنسبة لمؤيدى السيسى فإن علامة رابعة تثير غضبهم واستفزازهم لأنها تذكرهم بالكوارث التى ارتكبها الإخوان.. وظهر ذلك عن طريق استفزازهم للشعب بعلامات رابعة أو استغلال المناصب فى إزهاق المواطن المصرى.. فهذه الفئة ستستمر لفترة محددة ولن تأخذ وقتا طويلا لأن الأغلبية للمجتمع.. لذلك على المجتمع ألا يتوقف عند هذه الصغائر التى تفعلها هذه الفئة.. كما يجب على هذه الفئة إما أن تعالج من هذه الفوبيا التى أصابتها أو تختفى.. لأنهم إذا أصبحوا مرضا اجتماعيا صعب التعامل معه سيتم بترهم على الفور.
 
بينما تقول الدكتورة سوسن فايد - أستاذ علم النفس السياسى:
 
إن ما يحدث هذا مرتبط بأيديولوجية الإخوان فى إبعاد أى مصدر قوة يحقق استقرارا للبلد.. لأن من مصلحة الإخوان أن يظل البلد بلا ضابط ولا رابط حتى يستطيعوا تحقيق أهدفهم.. وبالتالى فإن «السيسى» يصيبهم بأرق يهدد تحقيق الهدف والأمل الذى تمنوا تحقيقه على مستوى التنظيم الدولى نفسه.. لأنه قادر على التصدى لهم.. وبالتالى ينتقمون من كل شخص يذكر اسمه أمامهم او حتى يغنى الأغانى الوطنية مثل «تسلم الأيادى» التى تشيد بدوره الذى قام به أثناء وبعد ثورة 30 يونيو.. فإن اسمه يصيبهم بالخوف والرعب لأنه قدر على الإنجاز وتحقيق الأمن والاستقرار للبلد، وهذا ضد مخطط الإخوان.
ثم تضيف قائلة: فإن عدم وجود الحسم والردع فى الشارع يجعلهم يتمادون فى الفوضى والتخريب وإثارة الشغب.. لذلك يجب الإسراع فى وضع قانون حاسم يعاقب كل من يحدث فوضى وشغبا فى الشارع.. كما يجب أيضا على الإعلام ألا يلقى بالضوء عليهم وكأنه يروج لهم ويجسد أعمالهم ويعطى لهم قيمة أكبر من قيمتهم.. لأن فلسفتهم داخل الجماعة هو أن تشعر الآخر بالاستقواء حتى لو لم تكن قويا!.. لذلك يجب ألا نعطيهم حجما أكبر من حجمهم.. فيجب أن تكون هناك دراسة وخطوات وإجراءات لتحجيم دورهم فى الشارع وعلى الإعلام أن يوعى الناس بأن خطورتهم الحقيقية فى انتشار السلاح داخل البلد.. لأن ما يسبب لهم الأرق هو أن يأتى حاكم قوى قادر على ضبط الشارع والردع العام والحسم.. وبالتالى هم يخافون من الخلفية العسكرية من هذا المنطلق.