هدايا بريش الطاووس وبيض النعام

«عمرى ما كنت بعرف ارسم ودراستى مالهاش علاقة بمشروعى، لكن كان نفسى أدخل فنون جميلة وبالفعل خدت أكتر من كورس بورتريه ورسم بالفحم على الورق.. لكن ماتوفقتش فى امتحانات القبول للكلية».

 

تحكى هدير ناصر، الفتاة العشرينية، التى تخرجت فى كلية التجارة جامعة الإسكندرية، لتعمل بإحدى جامعاتها، بإدارة شئون الطلبة بجامعة فاروس، لتتركها بعد ثلاث سنوات للحصول على دبلومة تربوى، لتصبح بعدها معلمة لغة إنجليزية للأطفال بإحدى مدارس الإسكندرية، «الشغل مع الأطفال أكتر حاجة فادتنى، كأنها جاتلى فى وقتها، اللعب مع الأطفال وتنفيذ الأنشطة المطلوبة منهم كلها فن وقص ولزق يوميا، أصبح جزءا كبيرا من يومى، غير أنى بحب الرسم وكنت عايزة أنفذ كل اللى اتعلمته فى كورسات البورتريه».

 

بعد أن حصلت هدير على دورات تدريبية أحبت الرسم وأصبح متعتها وهوايتها المفضلة، تخطت مرحلة الإتقان إلى إيضاح التفاصيل باحترافية، ومنذ ثلاث سنوات بدأت فى التنفيذ الفعلى لمشروع مميز وغريب فى عالم الهدايا والديكور.

 

من وحى مزرعة والدها

 

«بابا بيحب الحيوانات جدا وتربية الحيوانات هوايته، من وأنا صغيرة طلعت لقيت فى فيلتنا نعام وغزلان مستوردين من برة ومتربين عندنا».  من هنا استوحت هدير رسوماتها وتصميماتها، فكان بيض النعام هو أساس بورتريهات هدير، البيض الذى يضاهى حجمه حوالى 20 مرة من حجم البيض العادى الذى نتناوله، بارتفاع يصل إلى 20 سم، «لقيته متوفر فليه ماستغلوش؟!، خصوصا أنه يستحمل الحفر، وكأنه بورسلين»!

 

تنتظر هدير موسم بيض النعام لتجمعه من مزرعة والدها وتبدأ بحفر التصميم بعد تغليفه بأحد ألوان الأكريليك أو البورسلين، «كسرت كتير جدا فى البداية ورميت بيض كتير لأنى كنت لسة بتعلم، الحفر على بيض النعام والرسم عليه كان شىء جديد وممتع بالنسبالى، لكن فى مصر ملوش كورسات أو أماكن تعليم، فعلمت نفسى بنفسى».

 

 بعد جمع البيض تتركه هدير  14 يوما لتتأكد من أنه غير مخصب، أى فارغ من الداخل، ثم تنظفه وتعقمه كى يكون صالحا لاستخدامه، وبآلة شينيور محددة الأبعاد تبدأ فى نحت البيض، إما بتصميم ما فى خيالها أو برسومات أعجبت أو طلبت منها من أحد زبائنها. «أهتم بجمال التصميم حتى لو مش هيتباع»، تقوم هدير بإنارة تصميمها فور انتهائها منه، الإضاءة التى تصنعها بنفسها وبمساعدة والدها الذى لديه معرفة بفنون الكهرباء، وبمشاهدة بعض فيديوهات على اليوتيوب طورت هذه التقنية، لترى قطعة ديكور فريدة من نوعها بالنهاية، بإمكانك وضعها فى منزلك أو إعطائها كهدية.

 

هدايا الملوك

 

الرسم على بيض النعام من الفنون المميزة والمعروفة بالخارج، كما أن لبيض النعام قيمة كبيرة منذ القدم، ففى العصر الفرعونى تم استخدامه كإناء ملكى، وهناك بيضة نعام تم نحت صورة الملك فؤاد عليها والملكة نازلى وموجودة الآن بمتحف الصيد بقصر الأمير محمد على، والتى يقال إن شاه إيران أهداهما إياها كهدية زواج لهما، هكذا إلى جانب تلقى ملكة إنجلترا بيضة نعام مزينة بالخرز من الرئيس الكينى، بمناسبة عيد ميلادها الواحد والتسعين، هكذا تقول هدير عن قيمة بيض النعام. «لما بيطلب منى هدية من بيض النعام بحب أن كل واحد يضيف لمسته ويحس أن دى قطعة من روحه بتعبر عنه ومصممة ليه لوحده، لازم يكون متأكد أن القطعة بتاعته مفيش زيها تانى»، هذه هى فكرة «جاليرى الغزلان»، التى وضعتها على صفحتها على الفيس بوك، لتعرض أعمالها الفنية، والاسم مأخوذ من اسمها «هدير هى الغزال».

 

أحلام بريش النعام

 

لم تقتصر هدير على استغلال بيض النعام فقط، وإنما ريشه أيضا، الذى استغلته فى صناعة ما عرف مؤخرا بـ Dream catcher، وهى هدية مصممة من خيوط معينة على هيئة عدة دوائر مفرغة، يتدلى منها ريش ملون مصمم بكشل جمالى فنى، بإمكانك تعليقها فى غرفة نومك أو سيارتك، الهدية التى تعتقد فيها الفتيات أنها تحقق لهن الأحلام. «باخد ريش النعام وبجيب صبغة بألوان مختلفة وأصبغه بيها، وأنواع نضيفة من الخيوط ما توبرش أو تتقطع بسهولة، وببدأ أغزل الخيوط وأنسجها بأيدى بحيث تطلع شكل جمالى»، فبعض عملاء هدير يطلبون منها أن يكون الريش طبيعيا من الحيوانات وهو ما له سعره الخاص، وهناك من يطلبون الريش الصناعى بتكلفة أقل إلى حد ما.

 

هذا إلى جانب جذوع الشجر التى تأتى بها من أماكن بيع تقطيع الأشجار، وتبدأ بتنضيفها وصنفرتها والرسم عليها سواء رسم بورتريه لشخص ما أو كتابة عبارة من أغنية أو حكمة، بحيث تصبح قطعة ديكورية كاملة.

 

قطع ديكور مختومة بدم الغزال

 

«الأوراق البنى القديمة اللى كانوا بيستخدموها فى المراسلات بين الحكام زمان، وخيوط من الخيش، وقطع ورق صغيرة بقطعها وبحرق أطرافها واكتب عليها الرسالة اللى العميل عايز يوصلها لصاحب المناسبة، وعملت ختم مخصوص عليه اللوجو بتاعى وبلون دم الغزال بختم بيه الهدية بعد تغليفها»، تريد هدير أن تكون الهدية وتغليفها من روح الطبيعة، الهدايا التى تتراوح أسعارها بين 200 و 750 جنيهًا تقريبًا، عادة ما يطلبها الشباب والفتيات لمهاداة بعضهم البعض.